رصد ومتابعة - عيسى محارب العجارمه - هو العلامة العارف بالله العالم الجليل الشيخ نوح إبن العلامة العارف بالله الشيخ علي سلمان القضاة
والشيخ علي السلمان خريج الجمعية الغراء بدمشق الشام وهوتلميذ الامام بدر الدين الحسني والامام علي الدقر
ولد الشيخ نوح ببلدة عين جنة بمدينة عجلون شمال المملكة الاردنية الهاشميةعام 1939 م تلقى العلوم الشرعية أول ما تلقى على يد والده الشيخ علي السلمان.
درسالشيخ نوح رحمه الله المرحلة الابتدائية في الاردن
ثم رحل به والده إلى دمشق عام 1954 م ليدرس بمعهدالعلوم الشرعية التابع للجمعية الغراء التي أسسها الشيخ علي الدقر رحمهم الله
وتلقى العلم على يد أكابر علماء الاسلام في دمشق في ذلك الوقت ومنهم العارف بالله الشيخ عبدالكريم الرفاعي و الشيخ أحمدالبصروي و الشيخ عبدالرزاق الحمصي
والشيخ نايف العباس والعلامة المفسر محمودالرنكوسي و الشيخ محمدالشماع
والامام العارف بالله محمد الهاشمي التلمساني الذي كان أعلم أهل زمانه بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلى يديه تلقى علم التربية والتزكية وأخذ منه ورد السادة الشاذلية
تخرج الشيخ نوح عام 1961من الجمعية الغراء،ثم التحق بكلية الشريعة بدمشق
ودرس فيها أربع سنوات ومن العلماء الذين أخذ عنهم العلم الشريف في كلية الشريعة العلامة الشيخ مصطفى الزرقا
الشيخ عبدالرحمن الصابوني و الشيخ محمدأمين المصري و العلامة المحدث عبدالفتاح أبوغدة و الشيخ محمدالمبارك والشيخ فوزي فضل الله .
تخرج الشيخ نوح من كلية الشريعة بدمشق،وعادإلى الأردن عام 1965 م وهو يحمل اجازة (البكالوريوس) بالشريعةالإسلامية
التحق بالقوات المسلحةالأردنية (الجيش العربي) برتبة ملازم أول امام،ليعمل بمعية العلامة
الجليل مفتي الجيش العربي سماحة الشيخ عبدالله العزب رحمه الله كمرشد ديني للفرقة الاولى في الجيش العربي
شارك خلال خدمته بمعركة الكرامة عام1968 وحرب تشرين/اكتوبر عام1973ضد العدو الصهيوني
وقبل إحالة سماحة اللواء الشيخ عبدالله العزب رحمه الله على التقاعد
جعل الشيخ نوح مفتيا للقوات المسلحة الأردنية بدأالشيخ نوح بعدها مرحلة جديدة من حياته،وصارمعنيا بالعلم والإدارة،
يواصل الليل بالنهار لتطويردائرة افتاء القوات المسلحة
من خلال عمل دؤوب يكتنفه الاخلاص لله بالعمل من خلال الدعوة الى الله والارشاد الديني
نال الشيخ نوح ثقة القادة والظباط والافراد
وثقة جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الملك الحسين بن طلال عليه رحمة الله حيث ارسى قواعد المؤسسة الدينية العسكرية بدعم كامل من الملك وقيادات الجيش
في عام 1977 م ارادة قيادة الجيش ابتعاث الشيخ نوح إلى الأزهرالشريف للحصول على درجتي التخصص: الماجستيروالعالمية (الدكتوراه)
في علوم الشريعة الاسلامية:
ومن العلماء الذين تلقى العلم على يديهم في الازهر
الشريف في ذلك الوقت
الامام الاكبر شيخ الازهر- في ذلك الوقت- العارف بالله عبدالحليم محمود
والشيخ عبدالغني عبدالخالق
والشيخ حسن الشاذلي والشيخ محمد الانبابي
وفي مطلع الثمانينيات حصل الشيخ نوح على شهادة الدكتوراة من الرياض
وكان يريد الحصول عليها من الازهر الشريف لكن كانت العلاقات السياسية بين الاردن ومصر كانت مقطوعة لاسباب سياسية في ذلك الوقت.
اصبح الجيش الاردني يبتعث علماء الافتاء بتوجيه واشراف الشيخ نوح للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الشريعة الاسلامية.
أنشىء الشيخ في القوات المسلحة كلية الأميرالحسن للعلوم الإسلامية تخرج العلماء والمشايخ
ترفد الجيش العربي والاجهزة الامنية
ووزارة الاوقاف بالمشايخ أهل العلم
انشى في كل كتيبة ووحدة عسكرية مسجدا ًوإماما يتبع لمديرية الافتاء العسكري واسس الشيخ بعثات الحج والعمرة في الجيش
ومسابقات لحفظ القرأن الكريم واسس لمنهجية علمية للمحاضرات الدورية لعلماء الافتاء في كل وحدات الجيش العربي
فاصبحت ميزة ينفرد بها الجيش العربي الاردني عن بقية جيوش العالم.
اصبحت مديرة إفتاء القوات المسلحة الاردنية بجهود الشيخ نوح القضاة مؤسسة علمية ترفد الاردن
بكبار العلماء ولقد خرجت للمجتمع الاردني
الكثير من العلماء الكبار الذين أصبحوا وزاراء اوقاف وتسلموا منصب مفتي عام المملكة أو قاضي القضاة أو امام الحضرة الهاشمية
والكثير منهم اساتذة شريعة كبار في الجامعات الاردنية
في عام 1992م أحيل سماحة الشيخ نوح على التقاعد برتبة (لواء)،
ليتولى منصب قاضي القضاة بالمملكة الاردنية الهاشمية
لمدة سنة استقال بعدها
وبعدالاستقالة من منصب قاضي القضاةعام 1993 م تفرغ
الشيخ للتدريس في المسجد المجاور
لبيته في قريةإيدون – اربد شمال الاردن وعمل محاضرا بكلية الشريعة في جامعة اليرموك ،فأفاد طلبة الجامعة بمحاضراته
وخطب الجمعة التي كان يلقيها في مسجدجامعة اليرموك الذي أصبح يحمل اسم(مسجد نوح القضاة بعد وفاته)
وكان ممن تلقى عليه العلم مئات الطلبة الماليزيين الذين أصبحوا اهل علم
والذي كان الشيخ نوح حريصا على ان يخاطبهم بمستوى لغتهم العربية الضعيفة
كونهم من غير الناطقين بها وكان ذلك ببساطة لغة مؤلفه الماتع(المختصر المفيد بشرح جوهرة التوحيد)شرح عقيدة اهل السنة والجماعة
وحين عودتهم الى بلدهم نقلوا ارث الشيخ نوح العلمي ومنهجه معهم ليعلموا المسلمين في بلادهم
في عام 1996 م عين الشيخ سفيرا للمملكة الاردنية في إيران،
واستمرسفيرا حتى عام 2001 فكان له دور كبير بالتقريب بين المذاهب الاسلامية
وكان يجري مناظرات ومناقشات مع علماءالشيعة
بايران ليبين لهم الحق في مشرب اهل السنة والجماعة.
في عام 2004م سافرالشيخ نوح إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ليقوم بإدارة الفتوى في الدولة، وليكون مستشارا لوزيرالعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية،
ومستشارا لوزيرالتعليم العالي حتى عام 2007 م، قام خلال هذه الفترة بنشاط علمي دعوي فضلاعن قيامه بالتراتيب الإدارية في دائرةالإفتاء الاماراتية
كان هناك محط اعجاب لحكام الامارات والشعب الاماراتي واهل العلم تقلد في نهاية خدمته وسام الاستقلال الاماراتي.
في عام 2007م صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين سماحة الدكتور الشيخ نوح علي سلمان القضاة مفتياعاما للمملكة الأردنية الهاشمية بدرجة وزير
لتصبح دائرة الإفتاء العام دائرةعلمية فقهية دعوية
ومرجعية الاردن الدينية الرسمية ولله الحمد
واستمر الشيخ نوح في منصب المفتي العام قرابة الاربع أعوام كان فيها مثالا ًيحتذى لعالم الدين ورجل الدولة حيث كان محط اجماع الكل من كل الاطياف.
أصيب الشيخ نوح عليه رحمة الله في أخر حياته بمرض عضال
وعلى اثره أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بعلاجه في السويد وبعد رحلة علاجية طويلة عاد الى الاردن استقر في اواخر ايامه في مدينة الحسين الطبية.
توفي الشيخ في صباح يوم الأحدالتاسع عشرمن شهركانون الأول عام 2010 م وشيع الشيخ الى مثواه الاخير في قرية رأس منيف في مدينة عجلون بجنازة مهيبة
حضرهاعشرات الوف المحبين من كل الاطياف
الدينية والرسمية والشعبية والسياسية عليه رحمة الله.
ترك الشيخ نوح خلفه أرثا عظيما من المنهج الشرعي القويم على سنة الله ورسوله
من العلماء ومن الكتب العلمية والدروس العلمية والخطب المسجلة له يحمل اربعة من اولادة شهادة دكتوراه بالشريعة الاسلامية عليه رحمة الله
أصلح ما بينه وما بين الله فاصلح الله له كل ما اراد من خدمة الدين
حيث تجمع كل الاطياف الدينية والسياسية والشعبية والرسمية على مرجعية الشيخ وحياديته بطريقة لم تكن لاحد غيره عليه رحمة الله
أكرمه الله بطلب العلم الشرعي الشريف منذ نعومة أظفاره
على يد خيرة علماء الاسلام العارفين بالله في عصره جسد الاسلام حياة ومنهجا في كل مفاصل الدولة الاردنية التي استطاع الوصول اليها
وخصوصا الجيش والاجهزة الامنية والداخل الى وجدات الجيش يسمع صيحات الاذان وتكبيرات العسكر في مسكراتهم
يشاهد المصاحف بايدي الظباط والافراد في اوقات الفراغ يتلون كتاب الله طمعا في حفظ القران ليكون لهم دور في بعثة الحج
حيث ان من حفظ القران من اي رتبة في الجيش يحصل على منحة حج تلقائية
اشياء أكرم الله الشيخ نوح بها لاتوجد في بلد أخر فعلها بمباركة ودعم الملك حسن عليه رحمة الله والملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
من مؤلفات الشيخ التي الفها عليه رحمة الله:
*- إبراء الذمم من حقوق العباد.
*- قضاء العبادات والنيابة فيها .
*- المختصر المفيد بشرح جوهرة التوحيد
*- شرح المنهاج في الفقه الشافعي .
*- مولد الهادي.
*- كيف نخاطب الناس.
*- مجموع مقالات الشيخ نوح.
*- فتاوى الشيخ نوح(جمعها احد العلماء في الافتاء العسكري)
*- صفات المجاهدين.
رحم الله الشيخ نوح الذي يكنى (أبوعلي) وغفر الله له وبارك بذريته ومحبيه من بعده.
المصدر : وكالات