د. مخلد عليان المشاقبة – ابو ظبي : أجزم بأن الكثير من أبناء المجتمع الأردني مندهشين من وجود عصابات الأتاوات بهذا الزخم و بهذه القوة و بهذا الميول الجرمي الذي أفضى إلى جرائم كبيرة و مؤلمة كان آخرها الجريمة التي جرحت مشاعر جميع الأردنيين في الزرقاء؛ بل كل من شاهدها على وجه هذا الكوكب.
كغترب لم أتخيل أن المجتمع الذي ما فتئ أبناءه يهبُّون لمساعدة الضعيف و يرفعون الظلم عن المظلوم يصل لهذا المستوى من تغوُّل البعض ممن تُركوا يغوصون في عالم الجريمة حتى أصبحوا يستولون على رزق الخلق من الناس البسطاء و يهددونهم بالضرب أو إحداث العاهات الدائمة في بلد نفتخر كلنا بسيادة القانون فيه و بمستوى الأمن و الأمان الذي ننعم به.
و بما أن أفعال هذه الطغمة الفاسدة التي تُفسد أمننا غريبة و غير مألوفة في مجتمع النشامى فإن العقوبات الرادعة يجب أن تكون كذلك ، فلما لا نطبّق عليهم عقوبة الحرابة في الدين و هي تقطيع الأيدي و الأرجل من خلاف حتى يصبحون عاجزين عن ممارسة أفعالهم الجرمية ، فلا أظنهم بعد ما وصلوا إليه أن يستقيموا و يمتنعوا عن أفعالهم المخزية.
الأردن يفتخر بثروته من المورد البشري الذي جاب العالم و عمل في كثير من القطاعات الحيوية و كان رائداً فيها ؛ في التميز و الجودة و الطاقة و الهندسة و الطب و التعليم و غيرها الكثير ؛ فلا يُعقل أن يسمع العالم عن وجود مثل هذه الظاهرة المعيبة.
نحن نحتاج الى ترسيخ دعائم الأمن و الامان لمواطننا و لأننا نحتاج إلى وجود مناخ جاذب للإستثمار في ظروف تتنامى فيه معدلات البطالة يوماً بعد يوم.
نتامل أن تستمر حملات القبض على هذه الفئة الشّاذة على مدار العام ، و أن لا تكون ردة فعل لحظية بعد وقوع الجريمة الأخيرة ؛ فبغيرها لا نستطيع اجتثاث الظاهرة من جذورها و ستعود حليمة لعادتها القديمة.