زاد الاردن الاخباري -
كتب : فارس الحباشنة - صورة عداد كورونا لم تتغير مع الحظر الشامل المكرر ليومي الجمعة والسبت وحظر صلاة الجمعة في المساجد واغلاق المدارس والجامعات واعتماد التعليم عن بعد، فلا يزال الرقم مستقرا عند عتبة الف والفين واكثر، ومع تسجيله الخميس اعلى معدل اصابات منذ وصول كورونا للاردن، 2138 حالة اصابة،ولعل اللافت في ارقام كورونا في الاسابيع الاخيرة انها وطنية «محلية « بحتة وبامتياز، وما يلاحظ ان عدد الوفيات بكورونا منخفض جدا مقارنة مع اعداد الاصابات المرتفع، ولو قارن ايضا رقم كورونا الاردني بالارقام العربية والاجنبية.
ارتفاع اعداد الاصابات تحصيل حاصل.وانحدار الرقم اليومي للاصابات غير متوقع في الاسابيع المقبلة. وما يستوجب الافصاح عنه حكوميا اعداد المتعافين من الفايروس، ومتابعة احوالهم الصحية فيما بعد التشافي. ويضاف الى ذلك ان مصابي كورونا الاردنية خلافا لما نشاهده في بلاد اخرى فانهم لا يحتاجون الى رعاية طبية حثيثة وعناية مركزية، واجهزة تنفس اصطناعي.
المستشفيات الحكومية جاهزيتها وطاقتها الاستيعابية لا تتحمل عدد مصابي كورونا ليوم واحد فقط. ولربما ان اكثر ما ينقص كورونا الاردنية الفتوى الطبية والعلمية الدقيقة والناجعة، وبعيدا عن فوضى بعض القرارات الحكومية الصحية والاقتصادية.
حظر يومي الجمعة والسبت وحظر صلاة الجمعة واغلاق حضانات الاطفال جراء التراجع عنه، واعتمدت الحكومة الجديدة حظر يوم الجمعة، ورمت وراء ظهرها يوما من ايام الحظر، ولكنها توسعت في ساعات الحظر الليلي، وليبدا من الساعة العاشرة ليلا للمؤسسات والحادية عشرة للافراد. واخطر ما في هذا القرار انه قتل حياة واقتصاد الليل،وشل حركة قطاعات كثيرة تواجه الافلاس والانهيار الحتمي.
يعني، وبلغة بسيطة وبصراحة، وماذا يفرق صحيا ووبائيا لو بقي الوضع على حاله السابق بما يتعلق بالحظر الليلي. «العقل الصحي الرسمي سوداوي وينحو باتجاه قرارات الحظر على حساب التفكير باي حلول وبدائل اخرى توازن بين الحظر والقرار الصحي والاقتصاد وحياة الناس، وما بين طرفي معادلة كورونا: الفايروس « المجرم « والحياة والاقتصاد «الضحية «.
ولا ادري من اين جاءت خبرات ادارة الاوبئة ؟ في الجامعات الاردنية اعداد اطباء الاوبئة معدودة على الاصابع ولم نسمع اصواتهم حتى الان في غمرة كورونا ومنذ وصولها للاردن. واطباء مختصون يدركون بدراية حقيقة ما اقول.
وعودة الى مسالة الحظر الليلي، واذا ما استفدنا صحيا من حظر يومين متتالين واغلاق لدور العبادة والمدارس والجامعات وحضانات الاطفال، فماذا يمكن ان يجدي قرار زيادة ساعات الحظر الليلي؟
تراجع الحكومة عن قراري حظر صلاة الجمعة واغلاق الحضانات يسجل لصالحها، وليس عيبا في السياسة التراجع عن قرار بعدما يتبين ان ثمة سوء حسابات وتقدير، ولابد ان يجري مراجعته بعقل وازن ومسؤول. ولكن لابد من التنبه من الاخطاء والتعلم من دروسها حتى لا يقع تكرر القرارات غير الصائبة والدقيقة.
اليوم السبت سندخل في اول تطبيقات تمديد ساعات الحظر الليلي. ويبدو ان ما يتجاهله ولا يعرفه المندفعون نحو قرار الحظر والتوسع في ساعات الحظر الليلي ان الاردنيين يعيشون على هاجس ازمة اقتصادية ومعيشية شاملة، وما يدور في اذهانهم من اسئلة ليست عن الفايروس، واجزم انهم نسوه وحذف من خيالهم، فما يشغلهم كثيرا هو قوت يومهم وقوت اطفالهم، واشباح الفواتير الكهرباء والمياه والانترنت واقساط المدرسة والشقة والسيارة واثاث المنزل.
واود ان ابلغ الحكومة خبرا.. ان شركات الكهرباء والمياه عادت الى قطع العدادات عن المشتركين المتخلفين عن الدفع، وان البنوك دون استثناء فعلت تحصيل اقتطاع الاقساط الشهرية للقروض، وان شركات التمويل والتحصيل بدات من شهور دق ابواب بيوت المديونين لتحصيل كمبيالات وشيكات وفواتير.
الراهن الاردني يوكد ان «النزال الحقيقي» ليس الفايروس، بل اوراق ملف كورونا. المواطن تطحنه ضائقة معيشية غير مسبوقة وانهيار طبقي اجتماعي، وزحف نحو الطبقة الفقيرة والمعدومة ، واقتصاد مأزوم، والتعليم المدرسي والجامعي في قبضة الموت سريريا.
اتهم باني من عشاق وانصار الحياة، ومفرط بالانحياز لخياراتها. ولا اجمل من الحياة ! واعتبرها تهمة طيبة وجميلة. ولذا، فلو ان الحكومة دون توجس وانزعاج تتراجع عن قرار تمديد ساعات الحظر الليلي، وتنتصر لارادة وقانون الطبيعة في حب الحياة.