زاد الاردن الاخباري -
كتب: حازم عياد - اعلنت وزارة الصحة عن 55055 اصابة بفايروس كورونا في الاردن منها 27 الف حالة نشطة سجل منها 1968 حالة مساء اليوم الاثنين.
في اليوم ذاته نقلت وكالة رويترز للانباء تراجع واردات الاردن من النفط 50% خلال الاشهر الثمانية الماضية؛ عاكسة بذلك تراجع النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات الانكماش في البلاد التي تجاوزت مديونيتها الـ101 من حجم الناتج الاجمالي المحلي .
مزيج النفط والصحة لا يعد الاردن فيه استثناءً؛ فالعالم بعمومه يعاني من تراجع النمو والاستهلاك للطاقة؛ اذ تراجعت اسعار النفط مساء الاثنين 3% على المستوى العالمي لتبلغ 38 للخام، و40 دولارًا لبرنت. تراجعٌ ترافق مع ارتفاع معدل الاصابات بالوباء في القارة الاوروبية، تصدرته فرنسا بـ 50 الف اصابة، تبعتها المانيا وايطاليا واسبانيا التي اعلنت حكومتها في مدريد حالة الطوارئ في عموم البلاد .
رغم التفاؤل الذي أبداه الامين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو بادعائه ان عام 2021 سيشهد ارتفاع اسعار النفط، لتلامس 44 دولارًا للبرميل، مؤكدا التزام دول "أوبك +" بالاتفاق مع روسيا بنسبة 100%؛ إعلانٌ قابله وزير الطاقة الروسي قبل ذلك بالاعلان عن تمسك بلاده بالاتفاق، وعن توافق ضمني مع السعودية على تثبيت حصص الإنتاج للاشهر المقبلة وصمود الاتفاق .
إعلانات متكررة لم توقف تراجع اسعار النفط، ولم توقف المخاوف من انكماش عالمي وازمة مالية بعد انضمام مزيد من البنوك لإعلان حالة الإعسار والفشل، كان آخرها البنك التجاري الدولي المصري، وسبقه إشهار إفلاس شركة أرابتك الامارتية للإعمار؛ ما يعني ان الازمة الاقتصادية تطل برأسها دون استحياء في المنطقة.
المؤشرات والارقام تعكس خليطا مقلقًا من النفط والصحة؛ فارتفاع مؤشرات الوباء تقود حكمًا نحو اضطراب المؤشرات الاقتصادية في المنطقة، خصوصًا مؤشرات الطاقة والركود، وتعثر التعافي في دول الخليج العربي؛ فالنفط الناقل الأكثر فاعلية للأزمات المالية في المنطقة العربية، وهو ما أمكن تتبعه ورصده بين مصر وابو ظبي؛ ما يُحتم بدء الاستعدادات لأزمة مالية واقتصادية مقبلة لن يكون الاردن بمعزل عنها.
البحث عن شركاء في آسيا، بدءًا من اليابان الى الصين وكوريا الجنوبية فأندونيسيا وباكستان وماليزيا، بل إيران وتركيا، بات ضرورة ملحة لتجنب العواقب المتوقعة عن تعثر التعافي الاقتصادي في الخليج العربي وأوروبا. تعافٍّ يقضي بالبحث عن شركاء للتعامل مع الوباء، وآثاره الصحية المتعاظمة، وأزماته الاقتصادية والسياسية المتوقعة.