زاد الاردن الاخباري -
يواصل الأسير ماهر الأخرس إضرابه المفتوح عن الطعام، لليوم الـ93 على التوالي رفضا لاعتقاله الإداري، رغم التدهور الخطير على حالته الصحية، في وقت صعّد فيه نشطاء المقاومة الشعبية في قطاع غزة، فعاليات الإسناد للأخرس من خلال إطلاق دفعات من “البالونات المتفجرة” صوب المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، توقع الأطباء انتكاسة في حالة الأسير الأخرس، حيث يعاني حاليا من صعوبة أكثر في الرؤية، وعدم قدرته على الوقوف، وآلام شديدة في أنحاء جسمه.
وكانت سلطات الاحتلال، قد قررت الجمعة إلغاء “تجميد” الاعتقال الإداري للأسير الأخرس الذي أصدرته في 23 سبتمبر المنصرم.
ويعاني الأخرس من وضع صحي خطير للغاية، وحالة إعياء شديدة ولا يقوى على الحركة، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، وهناك خشية من أن تتعرض أعضاؤه الحيوية لانتكاسة مفاجئة في ظل عدم حصوله على المحاليل والمدعمات، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا يهدد حياته.
وقد رفضت من جديد محكمة الاحتلال العليا الإفراج عن الأسير الأخرس، وأعادت قرارها السابق بتجميد اعتقاله الإداري دون الإفراج عنه، وبقائه في مشفى “كابلان” الإسرائيلي، دون الاكتراث لوضعه الصحي الخطير، حيث يصر على عدم إنهاء إضرابه إلا بعد الحصول على قرار فوري بالإفراج عنه، دون الانتظار حتى انتهاء محكوميته الحالية يوم 26 من الشهر القادم، وسط الخشية من وضع الاحتلال حيل جديدة للالتفاف على إضرابه من خلال تجديده مرة أخرى حال قام بوقف احتجاجه.
واعتبرت مؤسسة “مهجة القدس”، التي تعنى بأوضاع الأسرى أن القرار هو تأكيد على الالتفاف على إضراب الأسير “ماهر” في خطوة لخداع الأسير.
وأوضحت أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى بـ”عنجهية وهمجية كبيرة وخاصة مع الأسير ماهر الأخرس، حيث لا يلتزم الاحتلال بأي قانون أو مبدأ من مبادئ القوانين الدولية في التعامل مع الأسرى”، ولفتت إلى أن الأسير الأخرس يقبع حاليا في غرفة معزولة بقسم الباطنية في مستشفى “كابلان”.
وفي السياق، جدد نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، التعبير عن قلقه على صحة الأسير الأخرس المضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بعد أن طالب المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية مايكل لينك، قبل يومين بإنهاء اعتقاله فورا، منتقدا سياسة الاعتقال الإداري التي تستخدمها إسرائيل.
وتواصلت الفعاليات المساندة للأسير الأخرس في الخارج، كما تواصلت التحذيرات الفلسطينية من مسّه بسوء، وفي غزة أطلقت مجموعات شبابية دفعات من “البالونات الحارقة” تجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود، ردا على قرار محكمة الاحتلال برفض الإفراج عنه.
ونظمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رام الله وقفة احتجاجية، شارك فيها العديد من المواطنين وقادة الفصائل، وقد أكدت قيادة الفصائل الفلسطينية، على ضرورة الاستمرار في الفعاليات المساندة للإضراب البطولي للأسير ماهر الأخرس
يذكر أن الأسير الأخرس متزوج وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989 واستمر اعتقاله في حينه لمدة سبعة أشهر، والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين، ثم أعيد اعتقاله عام 2009، وبقي معتقلا إداريا لمدة 16 شهرا، ومجددا اعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهرا.
وفي السياق، لا يزال الأسير محمد أحمد زغير (33 عاما) من الخليل، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ ثمانية أيام رفضا لاعتقاله الإداري، وأوضح نادي الأسير، في بيان صحفي، أن الأسير زغير يقبع منذ نهاية الأسبوع المنصرم في زنازين سجن “النقب الصحراوي”، حيث نقلته إدارة السجون إلى الزنازين الانفرادية، عقب إعلانه الإضراب عن الطعام.