زاد الاردن الاخباري -
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن الدول الغربية التي تسخر من الإسلام تريد “إعادة الحملات الصليبية”.
جاءت تصريحاته في ظل تصاعد الأزمة بين تركيا وفرنسا فيما يتعلق بالرسوم المسيئة للنبي محمد التي أثارت غضبا واسعا في العالم الإسلامي.
وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان أن الوقوف في وجه الهجمات على النبي “شرف لنا” بما يشير إلى أن أنقرة ربما تستعد لخلاف طويل الأمد بشأن القضية.
ونشب الخلاف مع فرنسا بشأن الرسوم المسيئة للنبي محمد بعد قطع رأس مدرس كان قد عرض تلك الرسوم الكاريكاتورية، التي كانت قد نشرتها من قبل شارلي إبدو، على طلابه في درس عن حرية التعبير في فرنسا هذا الشهر.
وفي مؤشر على انتشار الغضب من دفاع فرنسا عن حقها في نشر تلك الرسوم، نظم محتجون مسيرات في شوارع عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة للتنديد بالموقف الفرنسي.
وهتف متظاهرون في العاصمة الصومالية مقديشو بشعارات تدعو لسقوط فرنسا بسبب إهانة النبي.
ومما زاد من الغضب التركي، نشرت شارلي إبدو على غلافها رسما كاريكاتيريا يصور أردوغان جالسا بملابسه الداخلية ممسكا بمشروب معلب مع امرأة ترتدي الحجاب.
وقال مسؤولون أتراك إن أنقرة ستتخذ خطوات قانونية ودبلوماسية ردا على هذا الرسم الكاريكاتيري ووصفوه بأنه “محاولة مثيرة للاشمئزاز” منها “لنشر عنصريتها الثقافية وكراهيتها”.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية إنها استدعت القائم بأعمال السفير الفرنسي، اليوم الأربعاء، للاحتجاج على الرسم الساخر.
وقال أردوغان إنه لم يطلع على الرسم الذي يسخر منه “لأنني أعتبر أن من الخطأ حتى النظر لمثل تلك المنشورات غير الأخلاقية” وإن غضبه نابع من الإساءة للنبي وليس من “الهجوم المقزز الموجه لي”.
وأضاف أن الغرب “يتجه مرة أخرى لفترة بربرية” ووصف القوى الاستعمارية بأنها مجموعة من “القتلة” بسب سجلهم التاريخي في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتابع أردوغان قائلا “يريدون حرفيا إعادة إطلاق الحملات الصليبية. منذ الحملات الصليبية، بدأت بذور الشر والكراهية تتساقط على تلك الأراضي (المسلمة) وكان هذا هو الوقت الذي تبدد فيه السلام”.
ورأت الحكومة الفرنسية مدعومة من عدد كبير من المواطنين أن ذبح المدرس صامويل باتي في 16 أكتوبر/ تشرين الأول على يد رجل من أصل شيشاني لعرضه الرسوم على طلابه، اعتداء على حرية التعبير وقالت إنها ستدافع عن الحق في نشر الرسوم.
وقال ماكرون إنه سيضاعف الجهود لوقف طغيان المعتقدات الإسلامية المتحفظة على القيم الفرنسية.
وقالت وسائل إعلام تركية إن ممثلي الادعاء الأتراك فتحوا تحقيقا بحق المسؤولين في شارلي إبدو. وقالت دائرة الاتصالات التركية “يجب ألا يكون لدى شعبنا أدنى شك في أن جميع الخطوات القانونية والدبلوماسية ستتخذ ضد الرسم المعني”. وأضافت في بيان “ستستمر معركتنا حتى النهاية بإصرار وعزم ضد هذه الخطوات الوقحة المهينة التي تضمر سوء النية”.
احتجاجات
انتقد أردوغان بشدة ماكرون مطلع الأسبوع قائلا إن الرئيس الفرنسي بحاجة إلى فحص نفسي مما دفع باريس إلى استدعاء سفيرها من أنقرة. وحث أردوغان، يوم الإثنين، على مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، تحذيرا لمواطنيها في إندونيسيا وتركيا وبنجلادش والعراق وموريتانيا نصحتهم فيه بتوخي الحذر وتجنب الاحتجاجات على الرسوم وأي تجمعات عامة.
وفي القاهرة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار شخص.
ودعا شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب أيضا المجتمع الدولي إلى “إقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين”.
وفي العاصمة الصومالية مقديشو، احتشد مئات أغلبهم من الشبان في تقاطع مزدحم يؤدي للمطار وهم يهتفون بشعارات مناهضة لفرنسا ويحرقون العلم الفرنسي في استجابة لدعوات من رجال دين للتنديد بفرنسا ومقاطعة منتجاتها.
وتجمع عشرات الإيرانيين في احتجاج أمام السفارة الفرنسية في طهران وفقا لما أوردته وسائل إعلام رسمية. وحمل بعضهم لافتات تضع علامة الرفض باللون الأحمر على صور للمنتجات الفرنسية.
وفي داكا، نزل مئات المسلمين إلى شوارع عاصمة بنغلادش لليوم الثالث على التوالي ودعوا في هتافاتهم لمقاطعة البضائع الفرنسية وأحرقوا دمى على شكل ماكرون الذي وصفوه بأنه عدو الإسلام. (رويترز)