زاد الاردن الاخباري -
جمال حداد - عندما تتراكم الهموم وتتكاثر الغموم وتضيق المعيشة وترتفع الأسعار حتى تكون لاذعة كالنار،تلسع من يلمسها ،تسود الكآبة وتقل المناعة وتفتك الأمراض بالناس لنقص التغذية جراء عدم تناول الوجبات الصحية من لحوم وفواكه وخضار.هنا تظهر المأساة وتفتك الأمراض بالبسطاء الذي يفتقرون إلى شراء الغذاء الصحي فكيف الدواء الذي أصبح غير متوفر في المراكز والمستشفيات الحكومية. في هذه الحالة درج الأشقاء في الشام على استخدام المثل الشهير :ـ " فوق الموتة عصة قبر "،للدلالة على العذاب فوق القدرة على الاحتمال.
المنظومة الصحية الأردنية وصلت إلى وضع لا يحسد عليه من الضغط وعدم تلبية احتياجات المرضى،فالأسرة مشغولة،والكرادورات مزحومة بالمراجعين وهناك نقص حاد في الأطباء والممرضين .التردي الصحي جلي وواضح لا يخفى على احد والمواطن الغلبان يدفع فاتورة فقره ومعاناته ،خاصة بعد ارتفاع الخط البياني لوباء الكورونا قبل أيام إلى حوالي 3800 إصابة ووفاة 44 مواطنا اردنياً.
هذه الكارثة مدمرة ومرعبة ومخيفة،وكان وكالة " الوقائع الإخبارية " قد عرض صورة مؤثرة لمريضة مُسنة تجلس في ساحة مستشفى الأميرة بسمة في اربد على كرسي متحرك والى جانبها ابنها يقوم على رعايتها بينما كيس التغذية أو المحلول الوريدي معلق على عامود الكهرباء. وذلك هرباً من اكتظاظ المستشفى بالمرضى والمراجعين،وهرباً من الجو الخانق وخوفا من مخالطة المصابين." وهذا موثق بالصورة والكلمة الصادقة الأمينة من لدن كادر الموقع الإخباري المشهود له بالوطنية والنزاهة والموضوعية ويعتبر احد المرجعيات نظرا لصدقيته وغيرته على أردنه العظيم الذي صمد في وجه جميع الأخطار واستطاع التغلب عليها.
الجائحة تتنامى،والمرضى في تزايد في متواليات هندسية،لا يتحملها الجهاز الطبي بأعداده المحدودة ولا المنظومة الصحية أمام ضغط الجائحة الهائل،فهل نبقى مكتوفي الأيدي ونرفع الراية البيضاء ونستسلم أمام فايروس لا يُرى بالعين المجردة ام نتخذ كتاب التكليف السامي لحكومة الخصاونة وكانت أولى أولوياته مواجهة جائحة الكورونا،وصحة المواطن وأمنه خط احمر في كل أحاديث جلالة الملك وهي شغله الشاغل على مدار الساعة.هذه الجائحة لا تحتمل الاسترخاء ولا المهادنة فإما إن تكون قاتلاً أم مقتول . ولنا درس كبير باهظ الثمن مع ظاهرة البلطجة واستفحالها نتيجة التراخي والطبطبة عليها فكانت الفاتورة عالية وكثر بنودها فداحة سمعة الأردن في الخارج المعروف عنه أن وطن الامن والآمان وطن التسامح والتعايش كأسرة واحدة حتى اللاجئين والمهجرين والوافدين يعانون كأفراد العائلة الأردنية.
جائحة الكورونا كشفت المستور في وزارة الصحة،والنقص الشديد في الكوادر المتخصصة وقلة الأسرة.كما أن لا احد يُنكر أن ملف الصحة يعاني من فوضى عارمة وخلل كبير.ترهل في الادارة ونقص في التقنيات،وعجز في الأدوية وازدحام في المستشفيات. وعلى طريقة العرب " دبر حالك " والشاطر من يجد له واسطة أما السمة الغالبة ،فان فايروس الكورونا يحصد الأرواح ويصيب الناس ويشل الحركة ويقضي على الاقتصاد والتنمية. الأخطر لا خطوة ايجابية للإمام.والكل ينتظر المعجزة ولا معجزات بعد الأنبياء وخاتم الأنبياء توفي قبل ألف وخمسماية سنة .إذاً ما هي الحلول الناجحة في ظل الجائحة القاتلة ؟. نقول بأمانة الغيور على بلده والمحب لوطنه على حكومة الخصاونة حتى تبني المستشفيات الميدانية،وتؤمن الموارد المالية ،وتأهيل الممرضين ضمن دورات فنية عالية،وتكون مؤهلة للتعامل مع هذا الوباء المستجد.فلا امل في استعادة الأمل إن بقيت حالتنا على هذه الحالة.
حكومة الخصاونة عليها مهمات جسيمة،وأعباء ثقيله كان الله في عونها على اجتياز المرحلة العصيبة. لا نكتشف العجلة ان قلنا صراحة وبملء الفم ،على بشر الخصاونة في الدرجة الأولى ترميم سمعة الحكومة جراء الأخطاء الفادحة والخطايا القاتلة التي اقترفتها الحكومات السابقة في الإسراف في الإنفاق ورفع المديونية وصرف وعود جوفاء في القضاء على البطالة وفتح آلآف الفرص للشباب. ولكن الحصيلة كانت قبض ريح ودعاية انقلبت ضد حكومة النهضة.ناهيك عن تراجع النمو والركود الاقتصادي والتعيينات التي يغلب عليها المحاباة والتي تمت بغياب الشفافية والعدالة ما ألهب غضب الشارع وبذلك البّت الحكومة الناس كافة لترضي قلة قليلة.
طريق الخصاونة بشر،شاقة وطويلة بحاجة إلى إصلاحات جذرية،والحفر عميقاً لاجتثاث شجرة الفساد ذات الامتدادات الكثيرة والمتشعبة. الاستياء الشعبي الذي سيتفجر غضباً في قابل الأيام إذا لم يبادر الرئيس بشر باتخاذ خطوات سريعة وجريئة وفاعلة ،بعيداً عن الاستعراض والبروغاندا التي سأم منها الشعب الأردني الذي يئن تحت الكثير من الضغوط وزادا البلاوي بلوى اسمها المرعب الكورونــــــــــــــــــــــا. لهذا نقترح ما يلي للتخفيف عن الناس فهل يفعل الخصاونة لرفع معنويات الشعب الأردني ورد الروح إليه ومقاومة جائحة الكورونا ؟.
ـ هل يفعلها بشر الخصاونة لتقوية المناعة ورفع الطاقة الايجابية عند الشعب الأردني كافة،وذلك بوقف الاقتطاع من رواتب الموظفين،وإعادة الرواتب إلى سابق عهدها قبل ان يجري قصقصتها حتى لم يبق منها بركة .وتحولت إلى مسخ يقال له راتب.
ـ هل يفعلها الرئيس بكل جرأة وأريحية،ناظراً إلى أحوال الموظفين الذين يستدينون الخبز،بوقف اقتطاع القروض من رواتب الموظفين وإعطائهم فترة سماح عدة أشهر لا جدولة القرض الذي يزيد المأساة وجعاً ويُعمق الجراحات.
ـ انكماش الراتب وارتفاع الأسعار وافتقار المراكز الصحية والمستشفيات إلى الأدوية الضرورية.فأقمت المشكلة .
ـ هزال الراتب،وضعف القوة الشرائية وارتفاع اسعار الفواكه والخضار واللحوم اضعف جهاز المناعة للمواطن لسوء التغذية.مع الاخذ بالاعتبار ان العائلات يتواجد بها كبار السن والاطفال المحتاجين الى تغذية وعناية خاصة.
ـ ان المتابعة في المستشفيات الخاصة والاخصائيين مكلفة لا يقدر عليها الموظف ولا المواطن في ظل الهجمة الكبيرة من المرضى على المستشفيات الحكومية التي ضاقت بنزلائها.
ـ هناك الآلآف المؤلفة من كبار السن في الحجر المنزلي ،وهؤلاء بحاجة الى تغذية خاصة وفيتامينات وبعض الادوية الباهظة فماذا يفعل الموظف المعيل براتب لا يوفر الحاجات الاساسية.
ـ ان وقف الاقتطاع من الرواتب والقروض يوفر السيولة للناس وبذلك تحرك الاسواق وتنعش الحركة التجارية،ما ينعكس الامر ايجاباً على الحياة الاقتصادية.
ـ هل يفعلها الرئيس ويطلب من البنوك التخفيف من ارباحها العالية،ولحم اكتافها من الشعب فبدل ان ارباح البنك الواحد هذا العام 100 مليون دينار مثلاً .فما الضير ان يكون 70 مليون او 50 مليون. فان كانت وطنية فلماذا لا تقف بجانب المعسرين من الموظفين وتنهي قضية المتعثرين الهاربين في تركيا ومصر وغيرها ويعيشون على الارصفة وينامون في المساجد ويأ كلون مما تيسر لهم " سيء الطعام " .
دولة الرئيس :ـ وطأة الموت تشتد ،وبؤر الفقر تتسع،والبطالة ترتفع . والناس ،كل الناس في ازمة طاحنة الا القلة القليلة المرفهة.فماذا تفعل اذاً ؟. لا نطلب منك معجزة ولا فعل الاعاجيب بل ان تبقى مع الناس وتحس باوجاعهم وتمد يد العون لهم حتى يعبروا عام الرمادة بسلام .نقول لك وانت الاعلم ان هناك علاقة جدلية بين حالة الانسان الاقتصادية والجريمة بين الرفاه والانتماء. فالفقر ربطه سيدنا محمد الذي لا ينطق عن الهوى بالكفر فلا تطلب من الجائع انتماء ولا ولاءً. وقد ابدع الكاتب الروسي دوستوفسكي حين قال :ـ قبل ان تطلب من الناس الفضائل تأكد انهم غير جائعين.
ان التحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الاردني والانهيارات المتسارعة تنبيء باخطار عواقبها كارثية،وما ظواهر البلطجة والزعرنة وتعاطي المخدرات وما خفي اعظم ...المفتاح اليوم بيديك والناس تنتظر ماذا ستفعل لانهم اي الناس رفعوا ايديهم من النواب رغم مظاهر العنطزة التي تراها امامك.