شوفوا ؛ ومن الآخر ..إذا كان بجيبتك مصاري محرزات شوية ؛ و جيبتك دفيانة مثلما يقولون ؛ فإنك تسير في كل الشوارع (معنقراً) رأسك للأعلى وحتى يجوز لا ترى أحداً بعينيك ..مشيتك تختلف ؛ تشعر أن خطواتك مكتوب عليها : ولا هامنّي إشي ..! جلستك لها مذاق خاص ؛ تجعص ..تحط (رجل على رجل) ..تنكش مناخيرك براحتك ..توزّع ابتسامات على الطالعة و النازلة ..توافق على آراء كثيرة دون أن تفهمها ..تحس أنك مالك للدنيا ..تتفشخر ..بالنهاية تشعر _حقيقةً- أنك مليءٌ بالاحترام و الكرامة و لديك فائض منهما ..وأي مشكلة تصير معك فإن جيبتك الدفيانة تشكّل سلاحاً حاسماً في ذلك ..!
أما إذا كانت جيبتك تفتح فمها عليك كلّ وقت ..و مخزوقة ..و كاشخة ..و كل شويّة تذكرك بأن صوتك مرتفع و عليك أن تضبطه كي لا تتورط في أي نقاش (إنت مش قده) ..فإنك حينها رأسك لن يرحمك من وجع رقبتك وهي (مدلدلة) و عيونك تقرأ كل تفاصيل مساحة المتر المربع الذي تحت قدميك لأنك لم ترفع عيونك في الناس ..!
تشعر أنّ كل شيء ضدك ..الشارع ؛ الاسانسير ؛ الكهرباء ؛ الثلاجة ؛ الغاز ؛ الدكنجي ؛ أولادك ..حتى زوجتك تصبح تعبيرتها قاسية نحوك ؛ وتسمعك جملاً مثل : يلا عاد ..خلصنا يا زلمة ؛ اعطيني من الاخر ما تشرحلي و تبرطم و أنا مش فاهمة عليك؛ وتمزح معك مزحتها الثقيلة : لو تجوزت دكتور والا مهندس كان هسّا حالتي غير هالحالة ..و أنت تبتسم مقهوراً ولا تريد التصعيد لأنك تدرك أن أيّ تعليق منك فإن الدنيا ستتطربق على راسك.
مشيتك و جيبتك فاضية ؛ هي مشية المهزوم ..قدماك لا تسعفانك ..وتشعر أن الكل لا يحترمك وأن كرامتك مفقودة ..حتى رأيك في أي مسألة لا يلتفت إليه أحد ..!
يا سادة : مين إللي اخترع الجيبة ..؟ أكيد واحد قاد مؤامرة كبرى ضدّ الفقراء و المهمشين كي يزيد في قلّة احترامهم و بعثرة كرامتهم في الأرض ..!