زاد الاردن الاخباري -
بما يثير المخاوف من انتشار عدوى فيروس “كورونا” على نطاق واسع بين الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى منهم، ارتفعت حصيلة الأسرى المصابون بالفيروس إلى 90 أسيرا، وهو ما دفع بالجهات الفلسطينية المختصة، إلى اتهام الاحتلال باستخدام الوباء كـ”أداة ضغط” على الأسرى.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن عدد الأسرى المصابين بفيرو “كورونا” في سجن “جلبوع” ارتفع إلى ٩٠ إصابة، وذلك بعد ظهور نتائج جميع العينات التي أخذت للأسرى في المعتقل.
وبينت الهيئة، أن بعض الأسرى تظهر عليهم أعراض المرض كالحرارة والصداع، لافتا إلى أن إدارة السجن الإسرائيلي لا تقم بتوفير المعقمات والكمامات للأسرى المصابين ما يجبر الأسرى على شرائها من الكانتينا على حسابهم الخاص.
وأضافت، أن الأسرى يخرجون إلى ساحة السجن “الفورة” بعدد قليل، بحيث يخرج كل ٦ أسرى معا لمدة نصف ساعة فقط، في محاولة لمنع الازدحام والاختلاط.
وأوضحت الهيئة، أن إدارة المعتقل حولت القسم رقم ٣ في “جلبوع” إلى قسم للحجر والعزل الصحي.
وتخشى المؤسسات التي تهتم بأوضاع الأسرى، من وصول الفيروس إلى سجون أخرى، الأمر الذي يهدد الأسرى الكبار في السن والمرضى منهم، بما قد يعرض حياتهم للخطر، في ظل عدم اتخاذ سلطات الاحتلال أي تدابير وقائية، أو تقديم العلاج والمعقمات للأسرى.
ويشتكي الأسرى حاليا من الاكتظاظ في الغرف، ومن عدم الحصول على طعام جيد من ناحية الكم والنوع لتقوية مناعتهم، كما يجبرون على الاحتكاك بسجانين يقدمون من مناطق إسرائيلية ينتشر فيها المرض بكثرة.
ولا تزال سلطات الاحتلال ترفض إطلاق سراح الأسرى الكبار في السن والمرضى والأطفال والنساء، مع توسع انتشار الفيروس.
هذا وقد طالبت مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى، بالإفراج الفوري عن الأسرى المرضى وكبار السّن الذين يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم، وذلك لخطورة الأوضاع الصحية داخل سجون الاحتلال، وازدياد أعداد الأسرى المصابين بفيروس “كورونا”.
وأعربت كل من: هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز حريات، عن بالغ قلقها من الأوضاع الصعبة والخطيرة التي يواجهها الأسرى في ظل الظرف الاستثنائي، والارتفاع المتصاعد بنسبة الإصابات بفيروس “كورونا” بينهم في سجن “جلبوع”.
وأكدت أنها رصدت جملة من الحقائق منذ بداية انتشار الوباء، على صعيد واقع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي منها: مماطلة إدارة السجون في توفير الإجراءات الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى كمواد التنظيف والتعقيم، واحتجاز العشرات من المعتقلين الجدد في مراكز توقيف لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، كما جرى في مركزي “حوارة، وعتصيون”، حيث عزلت المعتقلين لفترات تزيد على 20 يوما في ظروف مأساوية وغير إنسانية تحت مسمى “الحجر الصحي، كما رصدت استمرار قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات الاعتقال التي لم تستثن كبار السن والأطفال والنساء، وواصلت اعتقال المواطنين إداريا.
وأشارت إلى أن بنية سجون الاحتلال تشكل بيئة محفزة لانتشار الوباء، خاصة مع حالة الاكتظاظ الحاصلة في غرف الأسرى وأقسامهم، وشح مواد التنظيف، والتعقيم، واستمرارها في ممارسة سياستها القمعية والتنكيلية، ومنها عمليات الاقتحامات والتفتيشات.
واتهم هذه المؤسسات إدارة سجون الاحتلال بتحويل الوباء إلى “أداة ضغط، وقمع وتنكيل بحق الأسرى، لا سيما بحق المعتقلين حديثا”، وقالت إنها استمرت رغم انتشاره بممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، ووضعتهم في عزل مضاعف، وضمن إجراءاتها المرتبطة بالوباء، وحرمتهم من التواصل مع عائلاتهم بعد أن أوقفت زياراتهم لفترة، وكذلك المحامين.
وطالبت في رسالة سلمتها لممثلين عن الأمم المتحدة، بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على دولة الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء والمعتقلين الإداريين، وتوفير الإجراءات الوقائية اللازمة داخل السجون، والسماح بوجود لجنة طبية محايدة تشرف على نتائج عينات الأسرى ومتابعتهم صحيا، والكشف عن البروتوكول المعمول به من قبل إدارة سجون الاحتلال حول الإجراءات الخاصة بالوباء.
ودعت الصليب الأحمر الدولي كجهة اختصاص، للقيام بدور أكثر فعالية، في متابعة أوضاع الأسرى في السجون، لا سيما المصابين منهم، والتأكد من تقديم مستوى الرعاية الصحية اللازمة والضرورية للأسرى، وطمأنة عائلاتهم والتواصل المستمر معهم.
ودعت في ذات الوقت المؤسسات الدولية ذات العلاقة، للضغط على الاحتلال لإنهاء اعتقال الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 102 يوم، بوضع صحي خطير، مشيرة إلى ان استمرار سلطات الاحتلال باعتقاله يمثل “عملية تصفية واضحة”.
من جهته طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه المعتقلين الإداريين، والتدخل الفوري للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسير الأخرس.