زاد الاردن الاخباري -
انتظم في العاصمة السودانية الخرطوم لأول مرة عرضي أزياء مختلطين غير مسبوقين، في حدث لم يكن في الإمكان تصوّره قبل إطاحة السودانيين العام الماضي بنظام عمر البشير الذي حكم بلادهم لثلاثة عقود بقبضة من حديد.
وسار شباب وشابات في قاعة فندق مطل على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، وهم يقلدون عارضي وعارضات الأزياء العالميين، وسط تصفيق وصيحات جمهور مختلط من النساء والرجال تحلّق حول ممر غطي باللون الاسود.
وقال منظّم العرض خالد أونسه وهو يرتدي بزة سوداء "في العهد البائد كان من الصعب جدا أن تنظم مهرجاناً كهذا، وكان الحصول على ترخيص له من الجهات المختصة ضرباً من الخيال، كانت السلطات ستواجهه بالقمع، لكننا الآن في نظام يكفل الحريات العامة".
في أبريل 2019 أطاح الجيش بالبشير بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية شارك فيها بصورة رئيسية الشباب من الجنسين.
وقبل يومين من هذا العرض، نظمت نرمين عوض شريف عرض أزياء مختلطًا آخر.
وقالت وهي ترتدي الزي التقليدي النسائي السوداني "ما عرضناه هي أزياء يقبلها الجميع ولا أعتقد أن أي فرد في المجتمع السوداني قد يعترض عليها".
وأضافت "في الماضي نظمت عروض أزياء نسائية، لكنّ هذا العرض المختلط الذي يجمع الرجال والنساء هو الأول من نوعه".
وركزت نرمين على عرض تصاميم للثوب السوداني، إضافة الي الزي التقليدي للرجال (الجلباب الأبيض والعمامة).
ورافقت مرور العارضين والعارضات أمام الجمهور في فندق قريب من مطار الخرطوم أغنيات تقليدية تؤديها نساء.
وقالت برزة مصطفى، وهي إحدى العارضات "نريد أن نقدم للعالم ثقافتنا. في الماضي، لم يكن الناس يستوعبون فكرة عرض أزياء، أما الآن فالجمهور يحضر ويتفاعل" مع العرض.
لم تكن سوسن حسن تضع غطاء على رأسها وهي تحضر العرض، وهو ما كان سيعرّضها للتوقيف إبان حكم البشير.
وقالت "هذه أمسية جميلة عرفّتنا على أزياء سودانية يمكن لكل العالم مشاهدتها والتعرّف عليها. طبعا قبل الثورة كنا سنحاكم بقانون النظام العام لو نظمنا مثل هذا العرض".
وأضافت "قبل عشر سنوات حضرت محاولة عرض، كان مصير منظّميه والعارضين الذين شاركوا فيه السجن والجلد".
وفي نوفمبر 2019، ألغى مجلس الوزراء السوداني قانون النظام العام الذي فرض في عام 1996 ويختص بالأزياء التي يرتديها الجنسان.
وكان هذا القانون يعطي رجال الشرطة سلطة تقديرية تتيح لهم تحديد ما إذا كان الزي فاضحاً، إضافة الى حق تصديق إقامة الحفلات العامة والخاصة.
وأقر قانون النظام العام عقوبات تصل إلى حد الحبس لخمسة أعوام، وعقوبة الجلد 40 جلدة في حال الزي الفاضح، فضلًا عن الغرامة المالية.
وحمل القانون موادّ تطالب بالفصل بين النساء والرجال في المناسبات العامة والخاصة، فضلا عن وسائل المواصلات العامة.
وقال مصمم الأزياء الرجالية حسام محمد أحمد إن إقامة مثل هذه العروض "جزء من التغيير الذي شهده السودان"، مضيفا "بات في استطاعتي أن اظهر للناس تصميماتي وهو ما لم يكن ممكنًا" في السابق.
وقالت رومان جبريل العشرينية التي شاركت في عرض الثوب السوداني "شاركت في عروض أزياء بدولة الامارات ولكن اليوم بالنسبة لي هو الأجمل لأن هذه الخطوة لم تكن ممكنة بسبب النظام السابق".