زاد الاردن الاخباري -
علق خبير المياه المصري الدكتور عباس شراقي على مستقبل سد النهضة بعد رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن البيت الأبيض، وقدوم إدارة أمريكية جديدة.
وأضاف شراقي، ف حديث نقلته "RT" أن أمريكا "لم تتدخل في مفاوضات سد النهضة على مدار 9 سنوات حتى أعلنت عن استضافتها لمدة أربعة أشهر من نوفمبر 2019 حتى فبراير 2020 في واشنطن، وقد التقت مع وزراء الخارجية والري للدول الثلاث لحثهم على أهمية الوصول إلى اتفاق، وفي هذه المفاوضات قامت أمريكا والبنك الدولي بدور المراقب في بداية الأمر ثم تحول إلى وسيط فيما بعد، وقد قامت بصياغة اتفاق نهائي وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان وتغيبت إثيوبيا في اللحظات الأخيرة".
وتابع قائلا "قطعت الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من المساعدات الأمريكية المتواضعة لإثيوبيا حتى تعود للتوقع على الاتفاق، وفي 23 أكتوبر الماضى أدلى ترامب بتصريحات نارية عن خطورة الموقف الحالى مما أدى إلى تحريك مياه المفاوضات الراكدة لمدة أكثر من شهرين ونصف إلا أنها فشلت أيضا لعدم توفر الإرادة السياسية لدى الطرف الإثيوبي، وعدم وجود دور فعال للمراقبين، واستبعاد وزراء الخارجية من المفاوضات".
وأشار إلى أن ترامب "لم يستخدم الثقل الأمريكي أو التدخل الشخصي للضغط على إثيوبيا وتشجيعها على التوقيع على اتفاق سد النهضة لعدة أسباب منها أن سد النهضة لم يكن ضمن الاهتمامات الأمريكية، ثم اجتياح فيروس كورونا لأمريكا والعالم وانشغال ترامب بحملته الانتخابية الثانية".
وعن الدور الأمريكي في المرحلة القادمة قال إن ذلك يتوقف "على علاقة القيادة السياسية في مصر بالإدارة الأمريكية الجديدة التي يمكنها التدخل الجاد بغرض الوصول إلى اتفاق يرضي الدول الثلاث، خاصة وأنها هي التي خططت لعمل المشروعات المائية في إثيوبيا لمنع مياه النيل من الوصول إلى السد العالي بعد انسحابها من المشاركة في بنائه مما أدى إلى تأميم قناة السويس وحدوث العدوان الثلاثي على مصر 1956، فأرسلت مكتب الاستصلاح الأمريكى إلى إثيوبيا لعمل الدراسات الهيدرولوجية وانتهت إلى التخطيط لبناء 33 مشروع على النيل الأزرق منها سد النهضة الحالي".
وخلص شراقي إلى القول "أمريكا لها مصالح كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وتعتمد على مصر كثيرا لتحقيق أهدافها خاصة مع الدول العربية كما حدث في العراق، كما أن لمصر أيضا مصالح مع أمريكا، ونظرا لعلاقة المصالح هذه فإنه من المتوقع أن تتصرف الإدارة الأمريكية بحكمة وخبرة ودبلوماسية الرئيس المنتخب جو بايدن الطويلة لتعميق علاقاتها بمصر عن طريق حل قضية سد النهضة".