ماذا يعني أن يخسر مرشح في الانتخابات ، أليس ذلك وضعا عاديا ان يكون هناك فوز أو خسارة ، لقد كنا نأمل خلال الأيام الماضية أن نعيش عرسا ديمقراطيا كما الدورات السابقة ، لكن ما حصل عقب ظهور النتائج يبعث على الأسف الشديد ، حتى صرنا لدى وكالات الاخبار العالمية مجالا للسخرية والاستهزاء ، علما ان وطننا يحظى دوما بسمعة طيبة بأمنه واستقراره ، ألم يحن الوقت أن نحترم القوانين والأنظمة حتى لا تلجأ الدولة الى إتخاذ الحزم والقوة ، إن ما حدث خلال الأيام الماضية ظاهرة مقلقة وخطيرة لما شاهدناه هنا وهناك من بعض المظاهر التي رافقت إعلان نتائج الانتخابات النيابية ، سواء كانت مظاهر احتفائية أو تعبيرات سلبية عن الفوز أو الخسارة ، تصدرتها اطلاق عيارات نارية واغلاقات في الشوارع وحرق إطارات ، لقد آن الأوان أن نقولها بملأ أفواهنا ، كفى استهتارا بخرق القوانين واستخفافا بالحرية التي تمنحها الدولة للمواطن ، فالاردن كما قال جلالة الملك هو دولة قانون والقانون يطبق على الجميع من غير إستثناء لأحد ، وخلاف ذلك فهو تعدٍ على سلامة وصحة الجميع ، وأن ما وقع مؤخرا لا يعبر حقيقة عن الوعي الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين .
إن ما شاهدناه من ممارسات ومخالفات جسيمة رافقت اعلان نتائج الانتخابات من اطلاق عيارات نارية وخروقات ، هي ليست برجولة بل هو عمل صبياني يكشف عجز الشخص بالقدرة عن التعبير الحضاري ، وعليه نطالب الدولة أن تجازي من يكسر القانون وتحاسبه وتعاقبه ، وأن يلقى جزاءه ولا تقبل تكفيله بأي شكل من الأشكال ، كما نطالبها باتخاذ الاجراءات الرادعة بحق المخالفين من ناخبين أو مرشحين أو حتى الفائزين ، فهولاء الناجحون بالانتخابات المخالفون للقانون كيف نقبل ان يمثلوا شعبنا وهم أول من تجاوزوا واخترقوا القانون .
نقولها بصراحة ونناشد حكومتنا الرشيدة بسحب كل الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر الموجودة بين أيدي الناس ، خاصة الفئة المنحرفة التي لوّثت المشهد الوطني ، فبدلا من أن يكون يوم اعلان النتائج يوم فخر واعتزاز وطني نتباهى به ، إلا أننا وبسبب هذه الفئة المتخلفة أصبحنا حديث العالم ومادة خصبة للشامتين على محطات التلفزة والصحافة العالمية .
إننا كنا ولا زلنا نعوّل على شعبنا كثيرا للنهوض بالوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وبهذا كفلت الدولة للمواطنين ممارسة حقهم الانتخابي بحرية وديمقراطية في اختيار نوابهم ، آخذة بعين الاعتبار مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى ، ولقد أكد جلالة الملك مرارا أنّ الانتخابات هي إنجاز مهم لتعزيز مسيرة الأردن الديمقراطية كما أبدت الحكومة استعدادها لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة تضمن مشاركة واسعة من الناخبين ، متعهدة بتوفير كلّ سبل نجاح العملية الانتخابية بحيادية كاملة ، وضمان وقوفها على مسافة واحدة من كل المرشحين ، ولا ترجو بعد ذلك من المواطنين إلا الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وعدم إعطاء الفرصة لأي كان باختراق القانون ، وعلينا بالمقابل كمواطنين الوعي بأهمية المرحلة والظروف التي نعيشها وهي مرحلة الوفاء للوطن والإخلاص له والعمل على رصّ الصفوف من أجل حاضر ومستقبل أردننا الحبيب