أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دعوات للضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول المساس بالوطن ولي العهد : اللهم صيبا نافها تفاصيل لقاء الصفدي وحسان في مجلس النواب الجمارك: تمديد الدوام للتخليص على السيارات الكهربائية الأعـيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني بداية عبور الجبهة الباردة شمال المملكة مُرفقة بانقلاب جذري على الأجواء مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية بالإخلاء العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج
عالجوا الأسباب ثم نظفوا الظواهر المؤسفة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عالجوا الأسباب ثم نظفوا الظواهر المؤسفة

عالجوا الأسباب ثم نظفوا الظواهر المؤسفة

14-11-2020 12:15 AM

الدكتور عديل الشرمان - حتى لو حركت الاساطيل بعدتها وعتادها، ومهما استخدمت من مظاهر القوة، لن يكون بوسعك اقناع أحد إلى حد كبير بما تقوم به، ولن تعيد كامل الثقة المفقودة بك، لأن ما تقوم به من اجراءات وإن كانت في ظاهرها وأهدافها الخير تبقى ردات لأفعال لم تعالج أسبابها، فمن غير الممكن تطبيق حد السرقة بقطع اليد والناس جوعى، ولن يكون ممكنا الحد من إطلاق النار والمنازل تمتلئ بالأسلحة والعتاد، ولن يكون بوسعك وقف وضبط الشباب المتهور المندفع في الوقت الذي تجد فيه ممثليهم يخرقون القانون ويسيرون في مقدمتهم، وبعضهم محمولين على الأكتاف كالعريس ليلة دخلته، ولن تسير عجلة الصبية والشباب بأمان طالما تجد كبارا يضعون العصا في الدولاب لوقف تقدمه ولتوجيهه في الاتجاه الخاطئ الذي يخدم مصالحهم.
ما جرى ويجري أصابنا بالإحباط وقض مضاجعنا، لكنه لم يكن ضربا من الخيال، وكنا نتوقعه في ظل ضعف تأثير ما كنا نحسبهم قيادات مجتمعية، لكنها قيادات بعضها ضعيف، ولا تقوى على اقناع الشباب المتهور بحسن التصرف، وليس بوسعها السيطرة على اندفاعاتهم، لا بل اصبح بعضهم لعبة في أيدي الشباب العابثين، يتسترون بهم لخرق القانون، ويؤدون بهم أدوارا على خشبة المسرح، وهي القيادات التي ستقودنا وستمثلنا تحت قبة البرلمان، وفي المجالس المركزية والبلدية تسن وتشرع وتنفذ لنا القوانين.
هل يعرف الشباب أن الفوز بمقعد نيابي يعني هما لا يحسد عليه صاحبه، وهو بداية لرحلة من المعاناة، والسهر على مصالح الوطن والمواطنين، هل يعي الشباب أن الفائز في الانتخابات تحول إلى خادم ومؤتمن، وليس شيخا، هل يعي الشباب أن النائب وظيفة وأمانة يسأل عنها وقد ترفعه وقد تهوي به، هل يعرف الشباب أن النائب يفوز بعدد الأصوات، وليس بعدد البحوث والدراسات العلمية، والانجازات المجتمعية، هل يعرف الشباب معاني ودلالات الفوز، هل يعرف الشباب أن فوز أحدهم لا يعني أنه الأفضل بل الأكثر أصواتا، وأن الافضلية تتحقق فيما بعد.
ما الذي قدمناه للشباب للارتقاء بسلوكهم وطريقة تفكيرهم، وماذا خططنا لهم، وكم أعددنا لهم من برامج وفعاليات لتطوير قدراتهم، وبناء منظومتهم القيمية والأخلاقية، لا اظن أننا فعلنا إلا القليل لهم، لقد تركناهم في الشوارع فغرق بعضهم في الانحراف والرذيلة، وتركناهم لوسائل الإعلام تعصف بهم وبطريقة تفكيرهم، في حين كان بعض صناع القرار لاهون بالسياسة والتنظير والبحث عن الكراسي والمنافع الشخصية، وبعضهم ممن انخرطوا في الفساد حد الأذقان مقمحون مبتذلون.
القوة وفرض القانون أحد الحلول المؤقتة للسيطرة على ما يجري، لكنها ليست هي الحل الوحيد، يجب أن يسبقها اجراءات وجهودا كبيرة من قبل كل مؤسسات المجتمع المعنية لمعالجة الاختلالات الكبيرة التي حصلت بفعل اهمال بعضه متعمد ومقصود وهو ما لم نفعله بنجاح، فغض الطرف عن الخطأ المتكرر والتستر عليه دائما سيقود حتما إلى تفاقمه للحد الذي يجعلنا نفقد السيطرة عليه، ويؤدي بنا إلى الفوضى والارتباك.
لقد انشغلنا بالمظاهر والسطحيات وصار كل همنا المنصب والكرسي، وانشغلنا بتشكيل الحكومات وتوزيع المناصب والحقائب، وانتخابات المجالس النيابية والمركزية والبلدية، والوظائف القيادية، واللهث وراء الدنيا، وصارت السياسة لعبتنا الوحيدة بامتياز، وتحولنا الى منظرين، ودخلنا في مناكفات ومزايدات فارغة جوفاء، وتركنا الأهم في منظومة بناء الوطن والمواطن.
لم نعد بحاجة إلى مشيخة في هذا البلد، كفانا مراجل فارغة، كفانا عبثية، كفانا استهتارا ولعبا بالعقول، فكل شيء اصبح مكشوفا، نحن بأمس الحاجة وقبل فوات الأوان إلى قيادات من العلماء والمفكرين تحمل هم الوطن والمواطن، وتخطط لمستقبله، تبني ولا تهدم، ولا تنخرط في مؤامرات عليه، ولا تحسب إلا له وعليه.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع