زاد الاردن الاخباري -
ريلاكس يا شباب الواكس أحمد جميل المساعفة
مررت بسيارتي احد أيام الجمعة في شوارع عمان ، فرأيت مجموعة من الشباب يغلقون جانبا من الشارع العام ، ويهتفون بهتافات لم استطع أن أميزها ، وكذلك يرفعون لافتات من القماش كتب عليها بعض العبارات ، اقتربت أكثر فأكثر ، ورأيت إشكال بعض منهم ، فضننت في بادئ الأمر أن هؤلاء يحتجون بسبب أن هناك نقصا في كميات الجل والواكس المتوفرة في السوق ، أو أن الحكومة قد أوقفت إنتاج أو استيراد البنطلون ذي الخصر الساحل ، أو التي شيرت القصيرة التي لا يتعدى طولها الشبرين ، أو تم منع حلاقة الذقن التي تكون على شكل خط واحد كدرب النمل ، أو منع حلاقة المرينز ، أو لبس السلاسل في اليدين والرقاب .
ولكني صعقت عندما تبين لي الأمر ، هؤلاء ...يريدون إصلاحا سياسيا ، فكرت لحظة ثم قلت هل يعرف هؤلاء معنى الإصلاح السياسي ، لو سالت احدهم عن أبجديات السياسة فهل هم على علم بها ، أكاد اجزم أن قسما كبيرا منهم لا يعرف أول رئيس للوزراء عينه جلالة الملك عبدالله الثاني عند تسلم سلطاته الدستورية ، أو الشخصيات التي ترأست مجلس النواب منذ عام 1989مـ ، وما هو دستور 52 ، وما ... وما ... وما .
ولكن للأسف الشديد فان معرفتهم بالبومات الفنانة هيفاء وهبي أو نانسي عجرم معرفة دقيقة ، يحفظون الأغاني عن ظهر قلب مع تمايل الرؤوس والأكتاف ، ويعرفون أسماء اللاعبين الأجانب ، وأعمارهم ، وماذا يحبون وماذا يكرهون ، وما هي نمر أحذيتهم ، وتاريخ حياتهم منذ الولادة . وما احدث العاب الكمبيوتر الخيالية ، وأفضل أجهزة النقال ، وغيرها .
يا معشر الشباب ، الله الله في أنفسكم ، الله الله في وطنكم ، وأقول لكم " ما هكذا تورد الإبل " ، عفوا اعتذر لكم فقد لا تعرفون مقصود ذلك لأنكم قد لا تعرفون الإبل والمورد ، لذا أقول لكم " مش هيك اللعب " ، الوطن بحاجة إلى سواعد بناء لا سواعد هدم ، الوطنية هي العمل بإخلاص لخدمة الوطن الذي نشرب من ماءه ونتفيأ تحت ظلاله ، حافظوا على أمنه واستقراره ، وخذوا العبرة مما حدث حولنا ، وابدأوا بإصلاح أنفسكم أولا قبل أن تطالبوا بالإصلاح السياسي ، لان القاعدة الإلهية تقول " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
حفظ الله أردننا من كل سوء ، وأدام عليه نعمة الأمن والأمان ، تحت ظل الراية الهاشمية الحكيمة .