الكيلاني يكتب: ألفاظ الأضداد

الكيلاني يكتب: ألفاظ الأضداد

زاد الاردن الاخباري -

هي كلمات مستعملة في اللغة تحمل المعنى وعكسه ، ويكون التعرف على المعنى المقصود من الألفاظ بفهم المناسبة و السياق .

و يستعين أهل الاصطلاح بالقاموس اللغوي لاكتشاف مقصود الألفاظ و العبارات المستعملة .

فاجتناب الخمر يعني تركها. و اجتناب النار قد يحمل معنى الاقتراب منها و الابتعاد عنها .

كان لا بد من هذه المقدمة اللغوية للوقوف على المعنى المقصود في امر الدفاع ٢٣ الصادر عن رئيس الوزراء وهو (بشر ) ، و قد تضمن الامر التفويض بوضع اليد على المنشآت ، وما يحمله هذا القرار من (نذر) على المؤسسات المعنية به .

لكن وزير الصحة بالتزامن مع هذه النذر حمل لنا الأخبار عن المستقبل الصحي المبشر كما يراه الوزير (النذير ) و هنأ الأردنيين بتوقيع الاتفاقيات مع ذات المؤسسات بالشراكة و التوافق و الحمد لله .

البشير قد يحمل النذير و بالعكس ايضا النذير قد يزف البشرى.

البعض قد يحمل السلوك الحكومي على التناقض ،و لكن عند الاسترشاد بالقاموس اللغوي قد نحمل هذا السلوك على الأضداد و ليس التضاد .

وهو نسق مقبول في لغة واحدة ، تتفرد بتعدد المعاني لذات الألفاظ .

القاموس اللغوي هو الكفيل بان يرد هذه التناقضات الى الوحدة واكتشاف التناسق الجميل في محاسن لغة الأضداد و لغة الحكومة ايضا رغم بعض العذاب .

يصدق في هذا السلوك الحكومي الذي يجمع البشير و النذير في محاسنه ، قول العاشق الصوفي : ومعذبي حلو الشمائل أهيف قد جمعت كل المحاسن فيه .

فهو عذاب لكنه حلو ، لان حال العاشقين لاوطانهم الصابرين مع حكوماتهم يكمله باقي القصيد :

ان انكر العشاق فيك صبابتي فانا الهوى و ابن الهوى و ابيه .

---