خاص - عيسى محارب العجارمة - اعيد نشر هذا المقال، الذي كتبته في عام 2014، بحق فقيد الوطن والجيش العربي القوات المسلحة الأردنية، المرحوم الفريق الأول الركن خالد جميل باشا الصرايره، اسكنه الله فسيح جناته وتغمده بواسع رحمته، منتهزا الفرصة للتعزية بهذا المصاب الجلل.
و لمن لايعرفه عن كثب، هو رئيس هيئة الاركان المشتركة / الجيش العربي الأسبق، هذا المنصب الرفيع الذي يتقلده أصلب الرجال عودا وأمضاهم شكيمة .
فقد كان الباشا خالد الصرايرة، اسما لامعا وكوكبا فرقدا، في سماء العسكرية الأردنية، ولان لكل امرئ منه نصيب، فقد كان سيفا من الله مسلولا، في نصرة الحق الاردني الهاشمي، حينما كلفة القائد الاعلى للقوات المسلحة الأردنية الهاشمية، جلالة الملك عبدالله الثاني بقيادة الجيش العربي .
ذاك ان الرجل قد وصل الى القدر الاعلى من العلم والمعرفة بضروب فن الحرب والقتال وقيادة الرجال، فجاءه المنصب الرفيع على طبق من ذهب، بعد إحالة جيل كامل من قيادات الصف الأول، في المؤسسة العسكرية الاردنية كالفريق الركن عيد كامل الروضان واللواء الركن غازي الطيب، وغيرهم من الاسماء العذية العذبة الندية بجانب الحسين العظيم التي تطيب القلوب بترديد اياتها .
تسلم الراية المرحوم خالد الصرايرة، وهو بكامل اناقته الفكرية العسكرية الأكاديمية، فصب رحيق خبراته الجمة، من خلال قيادته لكافة الرتب والمرتبات، والسرايا والكتائب والالوية والفرق وهيئات الركن، ومنصب المفتش العام للقوات المسلحة الاردنية، ونائبا لرئيس هيئة الأركان، ومدرسا بكلية الدفاع الوطني، ونائبا لرئيس جامعة مؤتة العسكرية، وملحقا عسكريا بالباكستان ، ان لم تخني الذاكرة.
لان هذه المادة تكتب بمداد الوفاء دونما مرجع اكاديمي، انما هي شتات ذكريات لرجل وقائد وبطل ومعلم احبه القلب من الصميم، كيف لا وهو قائد الفرقة الالية الرابعة الملكية، الاسبق جامعتي الاولى والاخيرة في هذه الحياة .
كان المرحوم خالد الصرايرة مع حفظ الألقاب، بمحاضراته للقادة بالفرقة الرابعة، يركز على مسألة غاية في الاهمية، هي حث القادة على إعطاء المحاضرات للافراد والنصح والإرشاد، وكان يقول بالحرف الواحد اذا جئت بزيارة تفقدية لمعسكر، ووجدت قائد سرية او فصيلة يحاضر ويرشد ويوجه افراده تحت ظل شجرة، خلال اوقات التدريب النظري والعملي، المقرر بكراسات التدريب ومناهجه، فسأكون مسرورا بذلك لان عقل الفرد هو السلاح الاساسي في خوض المعركة.
كان الاب الرحوم لكل جندي، ويطلب من القادة عند تقديم احد الجنود للمحاكمة، عدم حسم الراتب، لان راتبه بشهر ما يكفي واحد غني بعمان الغربية سهرة ليلة وحدة بفندق .
كان توجيهه يقوم على ان تكون هيبة القائد هي المحاكمة، وبالفعل حينما كانت سيارة خالد الصرايرة تدخل باب الفرقة الرابعة بمرج الحمام، تكون هيبة الفرسان قد حلت بالمكان، ونظرة غضب من عيونه الطاهرة تكفي عن 100 يوم حسم راتب .
كان يفتخر بأنه حينما كان برتية ملازم يقوم بصيانة دبابته بنفسه، ويعرف كل برغي فيها وانا اعتقد جازما بأنه لو لم يجد ماء لوضوئه لتوضأ بماء روديتر الدبابة .
قلنا الوضؤ نعم الوضؤ هو الطهر والطهارة ومن احق بها من فرسان سلاح الدروع الملكي، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول، كان ليفرح برؤية احفاد الصحابة من جنود وضباط صف وضباط سلاح الدروع الملكي، الذي خرج الباشا خالد الصرايرة وغيرة من القادة الابطال الذين حفظوا للاردن استقلاله الناجز .
في الجعبة كثير من الكلام عن صفات هذا القائد الاردني الفذ وذكريات عذبة لزمن جميل لصاحب الاسم الجميل الباشا خالد جميل الصرايرة رحمه الله .
رحم الله الباشا واسكنه فسيح جناته لانه اعطى فأجزل العطاء للاردن الهاشمي ملكا وجيشا وشعبا وقائده العظيم وهذا اقل الوفاء لرجل عصي على النسيان .