"عبقري" الرياضيات المصري: دعاء الوالدين سر تفوقي
زاد الاردن الاخباري -
"عبقري" الرياضيات المصري: دعاء الوالدين سر تفوقي
اعتبر الطالب المصري عمر عثمان (15 عاما) الحاصل على درجة علمية تعادل البكالوريوس في علم الرياضيات -رغم أنه لا يزال يدرس في المرحلة الإعدادية- أن دعاء والديه، بالإضافة لاجتهاده في البحث، والدراسة، سر تفوقه العلمي، معربا عن أمله في أن يجد مكانه مستقبلا بين كبار علماء الرياضيات في العالم.
وفي تصريحات لبوابة الأمل بموقع mbc.net، يقول عمر -الذي وصفته وسائل إعلام مصرية وعربية بـ"عبقري الرياضيات"- إن: "دعاء الوالدين والاجتهاد في الدراسة والبحث هو سر تفوقي العلمي.. فلا بد من الجمع بين الأمرين، الدعاء وحده لا يكفي، لا بد من العمل".
وعن قصة نبوغه العلمي، يقول عمر: "عندما كنت في الصف السادس الابتدائي لاحظ المدرسون تفوقي، وبحثي المستمر عن كتب الرياضيات للمراحل الأكبر مني، ومحاولتي أن أتعلم مناهجها، لكنهم رفضوا في بداية الأمر أن يستجيبوا لهذه الرغبة؛ خوفا من أن يؤثر ذلك على دراستي، غير أن خالي وهو خريج كلية الهندسة ساعدني في هذا الأمر".
تميز عمر الذي ظهر في هذه الفترة جعل معلميه يلفتون نظر والده إلى نبوغ طفله، وامتلاكه قدرة عقلية توازي عقلية طالب الجامعة، وهو ما جعله يتقدم به إلى الجامعة الألمانية في القاهرة رغبةً في تحديد مستواه العلمي.
وبالفعل اجتاز اختبار تحديد مستوى معدّا لطلبة إعدادي كلية هندسة بتفوق، الأمر الذي جعل أحد أساتذة الجامعة يعرض عليه الحضور مع الطلبة كمستمع؛ تشجيعا له، ولمساعدته على تطوير قدراته.
وبالتوازي مع الحضور في الجامعة الألمانية استطاع عمر أن يحصل على دورات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة تعادل درجة البكالوريوس في الرياضيات، كما انتظم في الدراسة كمستمعٍ مع طلبة كلية علوم جامعة القاهرة.
المدرسة والجامعة
وردا على سؤال حول كيفية جمعه بين الدراسة المدرسية والجامعية يقول: "لقد حصلت على استثناءٍ من وزارة التربية والتعليم يعفيني من الحضور اليومي في المدرسة، وقبل الامتحانات بأسبوعين أذاكر المناهج، وأمتحن مع زملائي.. بالنسبة للجامعة فأحضر المحاضرات، وعندما أعود للبيت أستذكرها، وفي نهاية الفصل الدراسي أمتحن مثل باقي الطلبة".
ويوضح عمر أن سبب زيارته لرئيس الوزراء المصري عصام شرف مؤخرا هو رغبته في أن يتمكن من الحصول على استثناءٍ يمكنه من التسجيل في تمهيدي ماجستير بالجامعة، لأن القوانين تمنعه في هذا السن من الالتحاق بدراسات ما بعد الجامعة، إضافةً لرغبته في الحصول على منحةٍ من الدولة في حال وجد فرصةً للدراسة بجامعات عالمية.
وعن طموحاته يقول عمر: "نفسي أكون من كبار العلماء في مجال الرياضيات.. وأحقق إنجازات علمية مثل العالم المصري أحمد زويل".
حرية التصرف
من جانبه، يؤكد عثمان والد عمر في اتصالٍ لبوابة الأمل على قناعته بأن دعاءه لأبنائه في رحلة الحج عام 2007 هي أحد الأسباب الرئيسية لتفوق عمر، قائلاً: "دعوت الله في الحج بأن يكرمني في أبنائي.. ولازم يكون عندنا عقيدة أن التوفيق من عند الله".
وردا على سؤال عن دوره كأب في تشجيع عمر يقول: "أهم حاجة أني تركت له حرية التصرف؛ لم أقل مثل كثير من الناس: لا بد أن يركز في دراسته حتى يدخل كلية كذا أو كذا.. وإنما تركته يعمل ما يحب"، معربا عن اعتقاده بأن سر تفوق الغرب يتمثل في أن كل شخص يدرس ويعمل ما يحب.
وأوضح أنه كان لديه شعور قديم بأن عمر لن يكون طفلا عاديا؛ نظرا لكثرة أسئلته، وعدم تسليمه بأي إجابة إذا لم تكن مقنعة ومنطقية، فضلا عن قدراته الخاصة على التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي منذ سن مبكرة.
فيما قال ميشيل اربير أستاذ الرياضيات بالجامعة الأمريكية في القاهرة، عن عمر عثمان: "إنه يطرح أسئلة احترافية.. في الصميم. إنه في مكانه الصحيح هنا.. أعني من الناحية الفكرية.. من ناحية الرياضيات. موضوع السن، هو ولد وينبغي احترام ذلك، فهو موضوع آخر. لكن من ناحية الرياضيات فهو في مكانه الصحيح بطبيعة الحال ولا توجد مشكلة. لا نشعر أنه أصغر".
ويأمل عمر أن ينضم ذات يوم إلى مصاف كبار علماء الرياضيات في العالم مثل الألماني كارل فريدريش جاوس الذي عاش في القرن التاسع عشر وعُرف أيضا بأنه كان نابغة في صغره.
وقال الطفل عمر "نفسي لما أكبر أبقى زي (مثل) علماء الرياضة العظام.. زي جاوس وأويلر".