زاد الاردن الاخباري -
اعتبر خبيران، أن أحداث العنف التي وقعت أحداثها الدموية في الحظر الشامل أول من أمس، "مرتبطة بجائحة كورونا والضغوطات الاقتصادية والاجتماعية القاهرة التي يعيشها المواطنون، لتكون أحداث العنف حلقة تفريغ بالنسبة لديهم”.
فقد وقعت أحداث عنف مسلحة أدت إلى وفاة شخصين في الكرك ومادبا، إضافة إلى إصابة 11 شخصا، ناهيك عن مشاجرة مسلحة وقعت مساء الخميس الماضي، وانتهت بإصابة 5 أشخاص، حالة اثنين منهم سيئة في بلدة الصريح بمحافظة إربد، واستمرت احداثها الدراماتيكية إلى أول من أمس.
وقالت مصادر أمنية، إن نزاعا بين أقرباء في إحدى قرىالكرك، انتهى بمقتل احدهم وإصابة 5 آخرين، بعد مشاجرة، بسبب خلاف على تملك قطعة أرض.
وكانت قوات الأمن حضرت إلى موقع المشاجرة ونقلت المتوفى للطب الشرعي، فيما أسعفت المصابين إلى المستشفى، كما تم اتخاذ الاحتياطات الأمنية لمنع تطور النزاع.
وفي مادبا، اندلعت مشادة كلامية بين عائلتين ترتبطان بصلة قربى، واثناء المشادة توفي رجل ستيني، حيث تم نقل جثته إلى الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمنع تطور الخلاف.
وفي بلدة الصريح بلواء بني عبيد في محافظة إربد، تنتشر قوات الدرك وآلياتها التابعة لمديرية الأمن العام، لمنع تطور النزاع، وذلك بعد مشاجرة تحولت إلى تبادل لاطلاق العيارات النارية، أدت الى إصابة 5 أشخاص حالة اثنين منهم خطرة وكان أحدهما عائدا من عمله الى منزله، حيث أصيب برصاصة طائشة.
استاذ علم الاجتماع، حسين الخزاعي، قال، "إن جائحة كورونا وما نجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية، ولدت عند الكثير من ابناء المجتمع الشعور بعدم الامان والخوف المتزايد من زيادة عدد الوفيات والحالات في الأردن، وهذا يدفع إلى تفريغ الكبت الناجم عن هذه الجائحة عن طريق المشاركة في أي أعمال عنفية داخل مجتمعاتهم”، مشيرا إلى أن "هنا مكمن الخطورة، وهو أن يتحول الكبت الناجم عن "كورونا” عبر تفريغه عن طريق العنف والتوتر والغضب والهدم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة”.
وبين الخزاعي، ان "العنف المجتمعي في جائحة كورونا، بدأ من الأسرة، حيث ان 34 % من الأسر الأردنية تعرضت لخلافات وأعمال عنف داخل محيطها”، محذرا من تزايد أعمال العنف المجتمعي وامتدادها إلى مناطق أخرى بما يؤدي إلى المزيد من أعمال العنف.
وأضاف، أن "العنف المجتمعي ناجم أيضا عن التعصب وثقافة النخوة والفزعة السلبية للقرابة بغض النظر عن درجة تعرضه للظلم او عكس ذلك”، لافتا الى ان "القضية هي اظهار القوة والتباهي بها على حساب الحق والقيم الاخرى، كما ان هناك سببا رئيسيا يتعلق بالعنف المجتمعي، وهو عدم حل المشاكل والقضايا والخلافات المسبقة بسرعة، الامر الذي يترك مشاكل أخرى وشعور بالانتقام والغبطة”.
ويؤيده بذلك العقيد المتقاعد، بشير الدعجة، الذي يرى "ان ضغوطا اقتصادية واجتماعية قاهرة على حياة الأفراد بسبب جائحة كورونا تؤدي الى العنف”، لافتا الى ان "وقوع أحداث عنف أثناء الحظر الشامل يؤكد الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الناس في ظل الجائحة، كما ان الحظر في المناطق النائية تحديدا، يتعرض للخرق كون الدوريات والمرتبات الأمنية تنتشر عادة في المدن والطرق الرئيسية لمنع الحركة، كما ان أبناء القرى ونظرا لصلة القربى التي تجمعهم يرفضون الابلاغ على من يخترق الحظر”.
وبحسب الدعجة، فإن "استخدام السلاح في النزاعات بين الأفراد، يعني عدم الالتزام بدولة القانون وسيادته واستيفاء الحق بالذات، الأمر الذي بات يشكل خطرا على الوضع الأمني في ظل تنامي جائحة كورونا التي تدفع بمزيد من الضغوطات الاقتصادية على المواطنين”.