بقلم المخرج محمد الجبور - حاولت إيران بعد الثورة الإسلامية في1979 نقل تجربتها التي لاقت مقاومة و عداوة و انقساما في الدول العربية و الإسلامية القريبة و المجاورة لها خاصة في تسعينيات القرن الماضي و لكن مجموعة من التحولات و الظروف التي عرفتها المنطقة بداية من التدخل الأمريكي و سقوط نظام صدام حسين عام 2003 كحدث أعطى فرصة لإحياء إيران مشروعها التاريخي و إعادتها، تشكيل بنية دول المنطقة المجاورة لها حددت ملامح إيران لبلوغ مكانة إقليمية في شتى القطاعات وعلى كافة المستويات.كقوة مركزية تنافس قوى الأقاليم السياسية التي حددت نزوعها الجيواستراتيجي من إقليم القوقازأ ذربيجان أرمينيا و جورجيا، و أجزاء من الأناضول) إلى أسيا الوسطى من شرق بحر قزوين إلى الحدود الشمالية الصينية إضافة لأفغانستان عبر الإقليم الجنوبيجنوب باكستان و جنوب شرق الجزيرة العربية استقرار بالعراق سوريا ولبنان فلسطين و الأردن و اليمن مؤخرا نظرت إيران إلى العراق و سوريا و اليمن كنقاط رئيسية و مهمة لتعزيز مكانتها في المنطقة خاصة بعد أحداث الربيع العربي التي فتحت مجالا لانتقال الإستراتيجية الإيرانية العشرينية من مرحلة التنظير إلى التطبيق الفعلي و لعب دور محوري في ظل الظروف التي نتجت عن الصراع السياسي الناجم عن هشاشة و ضعف دول محور العراق سوريا اليمن في منطقة الخليج و شبه الجزيرة العربية و هذا ما مهد لإيران توسيع نفوذها و تحقيق أهدافها عبر الروابط التي تمكن لها السيطرة و التأثير الكامل على الدولة المستهدفة من خلال مجموع الوسائل و الأدوات المتاحة
مثلت أساس النهوض العلمي و التطور الاجتماعي و السياسي لإيران و التي يلعب فيها النفط و الغازدورا كبيرا يظهر من خلال سيطرتهما على نسبة كبيرة من صادراتها و كأهم مصادر دخلها الأجنبي بنسبة 80% و نسبة 60% من دخل الحكومة و 30% من إجمالي الناتج المحلي القومي في العام و وفقا لهذه المقدرات تعتبر عائدات النفط و الغاز مصدر رئيسي لتمويل و دعم مشاريع التنمية الاقتصادية الإيرانية من جهة و كأداة لتعزيز علاقاتها الدولية و الإقليمية و ربطها بمشروعها التوسعي لخلق بيئة مساندة لها من جهة أخرى و لتوسيع شبكة علاقاتها الخارجية و بناء المصالح الاقتصادية و السياسية مع بعض الأقطاب العالميين كروسيا الصين الهند وغيرهم من مستوردي النفط و الغاز الإيراني لكسر العزلة و الاستمرار في بناء مقدراتها النووية و ليس عند هذا الحد فقط بل توظف الدولة الإيرانية عائدات النفط و الغازإلى جانب تركيبتها المجتمعية المتميزة كمصادر مهمة لدعم الفواعل من غير الدول من وكلائها و حلفائها للتواصل و التأثير على البيئة الداخلية للدول المجاورة