زاد الاردن الاخباري -
دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، السبت، المعتصمين في محافظة ذي قار جنوبي البلاد إلى العودة لمنازلهم، إثر مقتل 5 متظاهرين في مصادمات مع أنصاره.
وغرد الصدر على تويتر: "يجب أن يعم السلام والأمن في الناصرية، وعلى أهلها ألا يتصارعوا بينهم، وإن كان هناك من يزعزع أمنها ولا يحترم هيبة الدولة فعلى الحكومة المركزية التعامل معه، فالحكومة المحلية إما متخاذلة أو خائفة مع شديد الأسف".
وأضاف: "أنصح المعتصمين بالعودة إلى منازلهم سالمين آمنين، فهم بحاجة إلى ترتيب صفوفهم للعملية الديمقراطية المقبلة (الانتخابات المبكرة)".
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المبكرة في العراق خلال يونيو/حزيران المقبل.
وعاود المئات من المتظاهرين من أهالي مدينة الناصرية، السبت، الاحتجاج وسط المدينة بعد ساعات من رفع قوات الأمن خيامهم عقب صدامهم مع أنصار الصدر، الجمعة.
وارتفعت السبت، حصيلة قتلى الصدامات بين المتظاهرين وأنصار الصدر في الناصرية إلى 5 وإصابة 80، وفقا لمصدر طبي.
كان أنصار الصدر، قد استخدموا في هجومهم أسلحة نارية وأخرى بيضاء وعصي وهراوات، لتتحول الساحة والمنطقة المحيطة بها إلى ساحة صدامات عنيفة، كما أحرق أنصار الصدر خيام المعتصمين في الساحة، وفق شهود عيان.
وإثر الأحداث قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إقالة قائد الشرطة في محافظة ذي قار حازم الوائلي من منصبه، وتشكيل لجنة للتحقيق.
أدانت الولايات المتحدة أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين في مدينة الناصرية.
وقالت السفارة الأمريكية لدى بغداد، في صفحتها على فيسبوك، إنه "لا مكان لأعمال العنف غير المبررة في أي ديمقراطية".
وأضافت أن "الولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي في الدعوة إلى محاسبة المسؤولين".
كما دعت الحكومة العراقية إلى "توفير الحماية للمتظاهرين وغيرهم من المشاركين في الممارسة المشروعة لحرية التعبير".
ومساء السبت ايضا، قتل متظاهران بمواجهات مع قوات الأمن في محافظة واسط، جنوبي البلاد، بحسب مصدر طبي وشهود عيان.
وقال مصدر طبي، للأناضول، إن "متظاهرا دهسته مركبة تابعة لقوات مكافحة الشغب بمدينة الكوت (بواسط)، توفي إثر تعرضه لإصابات في منطقة الرأس".
وأضاف المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، "فيما قتل متظاهر آخر إثر تعرضه لانفجار قنبلة للغازات المسيلة للدموع".
من جهتهم، أوضح شهود عيان لمراسل الأناضول، أن قوات مكافحة الشغب اقتحمت من دون سابق إنذار، ساحة الاحتجاج وسط مدينة الكوت عبر مركباتهم، ولاحقت المتظاهرين في الشوارع.
وأضاف الشهود أن "الوضع متوتر وقوات مكافحة الشغب تواصل ملاحقة المتظاهرين في الأزقة والشوارع الجانبية".
من جانبه، قال مصدر أمني عراقي، للأناضول، إنه تقرر فرض حظر شامل للتجوال في محافظة واسط لاحتواء التوتر، دون تفاصيل عن الحظر وتوقيته.
وفي وقت سابق السبت، توفي متظاهر متأثرا بحروق شديدة أصابته بعد إضرام النار في نفسه احتجاجا على اقتحام قوات أمنية ساحة احتجاج مدينة الكوت بواسط، وفق مصادر متطابقة.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات، السبت، في واسط إلى 3 متظاهرين.
ولم تعقب السلطات على الفور على الأحداث في المحافظة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، يعتصم محتجون ضمن حركة احتجاجات واسعة النطاق في البلاد، أطاحت بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي أواخر العام الماضي.
ولا تزال الحركة الاحتجاجية متواصلة على نحو محدود للضغط على الكاظمي، لمحاسبة قتلة العشرات من المتظاهرين خلال الأشهر الماضية وإجراء إصلاحات حقيقية في البلاد ومحاربة الفساد.