أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام الصفدي: حكومة جعفر حسان تقدم بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل حريق سوق البالة "كبير جدًا" والأضرار تُقدّر بـ700 ألف دينار الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الازمة الاوكرانية تقود أسعار النفط تجاه ارتفاع أسبوعي الصفدي: عرضنا على العمل الإسلامي موقعًا بالمكتب الدائم إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد بريطانيا: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر للمملكة المتحدة الداوود يستقيل من تدريب فريق شباب العقبة انخفاض الرقم القياسي لأسعار أسهم بورصة عمّان مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات. وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن
اغتيال زاده.. زرع الألغام في طريق بايدن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة اغتيال زاده .. زرع الألغام في طريق بايدن

اغتيال زاده .. زرع الألغام في طريق بايدن

04-12-2020 04:18 AM

قبل عامين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو العالم محسن فخري زاده بأنه رئيس المشروع السري النووي الإيراني قبل أن يعرفه أحد، مُطالباً الجميع أن يتذكر هذا الاسم.

وبعد عامين اغتيل زاده في وسط طهران في عملية استخباراتية تُعتبر ضربة موجعة ومُهينة للنظام الإيراني، وتكشف -كما وصفتها جريدة الواشنطن بوست- عن نقاط الضعف في أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.

وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي وخلال مراسم جنازه زاده توعد بأن "الرد قادم وحتمي وسيكون قاسيا لمن ارتكب الجريمة"، ورغم إعلان حالة الاستنفار في تل أبيب من عمليات انتقام مُحتملة، إلا أن المؤشرات السياسية والأمنية تُرجح أن تمتص طهران الصفعة، وكل التهديدات والتصريحات التي تصدر عن المسؤولين الإيرانيين ليست أكثر من قنابل دخانية لحفظ ما تبقى من هيبة النظام، فحين اغتيل قائد فيلق القدس قاسم سليماني الأكثر أهمية من زاده كان الرد مجموعة من الصواريخ العشوائية التي أطلقت على أهداف أميركية في العراق لحفظ ماء الوجه.

لم تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال زاده، وهي بالعادة لا تفعل ذلك، على الرغم من سجلها الحافل في عمليات التصفية، ويُشير الكاتب جدعون ليفي في مقالة نشرها في جريدة هآرتس إلى اغتيال 12 عالما إيرانيا على يد إسرائيل منذ عام 2000، ويقول "ليس في العالم دولة تغتال وتُصفي خصومها السياسيين كما تفعل إسرائيل"، ولذلك لم تتردد الصندي تايمز من الحسم بأن اتهام إسرائيل بالاغتيال أمر لا شك فيه، فهي طريقة الموساد التي اعتمدها منذ عقود للتخلص من أعدائه وربطت عملية التنفيذ بفريق "كيدون"، وهو من نخبة وحدات العمليات الخاصة، ولا يقوم بأي مهمة دون موافقة رئيس الوزراء شخصياً.

وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت أنها توصلت لطرف خيط لمنفذي عملية الاغتيال، وبأنها ستكشف عن المعلومات لاحقاً، وما أكدته وكالة أنباء فارس في رواية طغت على ما عداها أن أسلحة آلية موجهه عن بعد استخدمت لتنفيذ عملية الاغتيال، والعملية لم تستغرق سوى 3 دقائق، وزاده خرج من سيارته المُصفحة والمُضادة للرصاص ليتفقد صوت ارتطامها بعائق خارجي، فأردته على الفور رصاصات مدفع رشاش مصوب نحوه من سيارة كانت تقف على بعد 150 متراً، وتبين أن صاحبها غادر البلاد نهاية الشهر الماضي.

مهما كانت الرواية الحقيقة للاغتيال فإن ما حدث يشي أن طهران مخترقة بعملاء الموساد، وأجهزة الاستخبارات، وأن كلام أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني "العدو استخدم أساليب متطورة في الاغتيال" - لتبرير ما وقع- تبدو مُثيرة للسخرية والضحك.

شمخاني الذي اتهم منظمة مجاهدي خلق بأنها نفذت الهجوم بأمر من إسرائيل أعلن في تصريحات لقناة برس TV الناطقة باللغة الإنجليزية "السلاح الذي جمع من موقع الحادث بمواصفات الصناعة العسكرية الإسرائيلية"، مؤكدا أن أجهزة المخابرات الإيرانية كان لديها معلومات عن مؤامرة لقتل علماء الذرة الإيرانيين في وقت مبكر لكنها فشلت في إيقافها.

باستثناء هذه الرواية، فإن الكاتبة سيميدار بيري في جريدة يديعوت أحرنوت كشف عن منشورات لمنفيين إيرانيين أشارت إلى أن الاستخبارات الإيرانية بدأت بنشر صور لأربعة رجال يُشتبه بمشاركتهم في عملية التصفية، في حين قدمت جريدة ديلي ميل البريطانية معلومات عن 62 عميلا ومتعاونا قدموا الدعم اللوجستي لتنفيذ الاغتيال، وبروس ريدل المسؤول السابق في CIA يؤكد أن إسرائيل جندت على مدى السنوات عملاء داخل إيران من المهاجرين، وطورت علاقاتها بدول مجاورة بطهران لتخلق قاعدة ارتكاز للمتابعة والتجنيد.

قرار إسرائيل باغتيال أبرز قياديي البرنامج النووي الإيراني في هذا الوقت لا يستهدف إضعاف قدرات طهران على مواصلة برنامجها النووي فقط، وإنما الأهم دفع القيادة الإيرانية إلى مستنقع أزمة، ومواجهة تُنهي آفاقا مُحتملة لحلول دبلوماسية في عهد الرئيس الأميركي القادم جو بايدن.

قرار الاغتيال الذي اتخذه نتنياهو وهو على الأرجح بعلم الرئيس الخاسر للانتخابات ترامب اعتبرته واشنطن بوست بفصيح العبارة وسيلة ضغط على القيادة الإيرانية للانتقام بعد فشلها الأمني المحرج، وهذا يمكن أن يقوض تعهد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

اغتيال زاده عملية استخباراتية بامتياز تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، يتقدمها جر طهران لمواجهة عسكرية أو أمنية في آخر أيام عهد الرئيس ترامب تمهد وتعطيه الفرصة لإشعال مواجهه إقليمية قبل مغادرته البيت الأبيض، وتزرع الألغام في طريق بايدن وخياراته في التعامل في الملف الإيراني.

الرئيس ترامب أكثر الشامتين والفرحين باغتيال زاده، وإعادة نسخه لتغريدة الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان تفيد "العالم الإيراني كان مطلوباً لجهاز الموساد، ووفاته ضربة نفسية مهينة وكبيرة لإيران" رسالة استفزاز للقيادة الإيرانية لدفعها لرد طائش ومتهور.

سيناريوهات الرد الإيراني مهما كانت فإنها ستورطها وتعزلها سياسياً، ولهذا ترتفع أصوات في طهران تدعوها لـ "الصبر الاستراتيجي" لتفويت الفرصة على تحالف نتنياهو- ترامب لخلط الأوراق، واستدراج المنطقة لقرع طبول الحرب مستفيدين ومستثمرين في القلق الخليجي المتنامي من ترسانة الصواريخ التي تملكها طهران.

جريدة "يسرائيل هيوم" طرحت سيناريوهات للرد الإيراني تنوعت بين استخدام حزب الله لتوجيه صواريخ باتجاه إسرائيل، أو حث حركه الجهاد الإسلامي باستخدام غزة كقاعدة للهجوم على أهداف إسرائيلية، أو تكليف الوحدة 804 التابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية بالخارج، وانتهاء باستخدام الصواريخ الإيرانية لتوجيه ضربات في العمق الإسرائيلي.

كل القراءات السياسية تؤشر إلى أن القيادة الإيرانية التي صبرت كل سنوات حكم ترامب أقل تهورا وأكثر حكمة لتكظم غيظها وغضبها، وهذا ما عبر عنه الرئيس حسن روحاني بقوله "الشعب الإيراني حكيم بما يكفي لكي لا يقع بالفخ الصهيوني"، وأصدق ما يُعبر عن المشهد ما قالته الصحفية باربرا سلافين في نيويورك تايمز "نتنياهو وبدعم ترامب عازم على حرق الأرض لجعل أي عودة إلى الدبلوماسية مع إيران في عهد بايدن أكثر صعوبة".

ما حدث يشي أن زاده ليس أكثر من بيدق سقط في معركة تُدار على الأرض الإيرانية يقودها نتنياهو وترامب وحلفاء آخرون لقطع الطريق سلفا على رئيس لم يحكم البيت الأبيض بعد.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع