زاد الاردن الاخباري -
تعتبر السمنة سبب لعدة أمراض خطيرة لعل أبرزها أمراض القلب والشرايين، والسرطان والسكري وسواها>
ما هي السمنة وكيف يتم قياسها وتحديدها ؟
السمنة مرض يسبب تراكم كمية زائدة من الدهون في الجسم. وللكشف عن زيادة الوزن أو السمنة، نستخدم مؤشر كتلة الجسم BMI كمقياس، ويتمُّ حسابه بتقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالأمتار. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يتراوح من 25 إلى 29.9 وزناً زائداً، أما من 30 وما فوق فيُصنّف على أنه سمنة، وفي حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم الـ 40 فهو إشارة إلى السمنة المفرطة.
كيف تؤثر السمنة على الجسم بشكل عام وما تأثيرها على القلب والشرايين تحديداً؟
يمكن أن تزيد السمنة من خطر تعرّض الإنسان لمشاكل صحية متعددة. بالنسبة لصحة القلب، قد ترتبط السمنة بارتفاع ضغط الدم والسكري وانقطاع التنفس أثناء النوم. عند تقطّع التنفس أثناء النوم، يشخر الناس خلال الليل ويتوقف تنفسهم بين نوبات الشخير. ويمكن تشبيه تقطع النفس أثناء النوم بممارسة الرياضة أثناء النوم. نتيجة لذلك، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم. وفيما يظن مرضى انقطاع التنفس خلال النوم أنهم ينامون جيداً في الليل، ما أن يحل ظهر اليوم التالي حتى يشعر هؤلاء بالإرهاق والحاجة الماسة إلى أخذ قيلولة. ويمكن أن تؤدي السمنة مع تقطع التنفس خلال النوم إلى زيادة خطر إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي والرجفان الأذيني (وهو أحد أشكال عدم الانتظام في ضربات القلب، وقد يسبب الإصابة بالسكتة الدماغية) وفشل القلب.
هذا وقد تؤدي السمنة أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان الثدي والبروستات والقولون. وعلاوة على ذلك، فإنَّ حمل كل هذا الوزن الزائد يزيد الضغط على مفاصل الركبة، مما يؤدي إلى هشاشة العظام والحاجة المحتملة لاستبدال الركبة. كما يمكن أن تكون السمنة مسبباً لمشاكل نفسية كالاكتئاب الذي قد ينبع من الشعور بالخجل أو الشعور بالذنب حيال مظهر الشخص البدين.
كيف ترتبط السمنة بالسكري؟
عندما يزيد الوزن، يرتفع خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين ومن بعدها مرض السكري؛ لأنَّ الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم. وسيتحسن كل من سكر الدم وضغط الدم عند التخفيف من الوزن الزائد. مع الإشارة إلى أنّ شفط الدهون في الأساس هو إجراء تجميلي، ولا يوجد دليل على أنه يحسّن التحكم في مستوى السكر في الدم.
هل اتباع نظام غذائي مفيد لمن يعانون من السمنة؟ أم عليهم أولاً الخضوع لعملية ربط المعدة أو جراحة المجازة المعدية وغيرها من الجراحات المخصصة للسمنة؟ وهل توصي بها؟
عندما نتحدث إلى المرضى، نسألهم عن عاداتهم وأسلوب حياتهم. ونتحدث عن السلوكيات الغذائية وممارسة الرياضة، وما إذا كانت هناك أي تغييرات يمكنهم إجراؤها. هناك أيضاً مشاكل ثانوية قد تسبب السمنة منها مشاكل الغدة الدرقية. ومع ذلك، فإنَّ الأسباب الأكثر شيوعاً لمرض السمنة هي الإفراط في تناول الطعام وقلة ممارسة الرياضة.
دائماً ما تكون التدخلات الجراحية الملاذ الأخير. فنحن نلجأ إلى ربط المعدة، وهو أحد أنواع جراحات السمنة، وغيرها من العمليات المرتبطة بالسمنة فقط في الحالات الشديدة، أو عندما لا يستجيب المرضى للأساليب التقليدية ولا يكون لديهم أسباب ثانوية أخرى للسمنة. ونادراً ما ننتقل مباشرة إلى جراحات/ عمليات السمنة.
ما هو دور ممارسة التمارين الرياضية في منع زيادة الوزن المفرطة؟
من خلال ممارسة الرياضة، يحرق الأشخاص السعرات الحرارية مما يؤدي بالتالي إلى فقدان الوزن. وللتمارين أيضاً فوائد نفسية من خلال تعزيز مستويات الإندورفين.
بالأمس، على سبيل المثال، مشيت نحو 12 كيلومتراً في أبوظبي. وضعت سماعاتي وشغّلت الموسيقى واستمتعت بالمشي وشعرت حقاً بالارتياح النفسي. فعندما نمارس الرياضة ونشعر بتحسن وارتفاع المعنويات، وسنولي المزيد من الاهتمام بكميات الطعام التي نتناولها.
تتلخص معظم مشكلات الوزن في مقدار ما نستهلكه ومقدار ما نحرقه من السعرات. قد يفاخر الناس بالحديث عن سياراتهم أو منازلهم وما يفعلونه للعناية بها. لكنهم لا يفكرون في ما يدخلونه إلى أجسادهم. نحن نحتاج إلى الحفاظ على أجسامنا لفترة أطول بكثير من سياراتنا أو حتى منازلنا.
يقول المثل العربي: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
فالأهم هنا هو الوقاية ثم الوقاية. يمكن للكثير من الأشخاص الذين يصابون بالسمنة منع الوصول إلى هذه المرحلة من خلال الانتباه لما يأكلونه وكميات الطعام ومقدار السعرات التي يحرقونها. غالباً ما تبدأ مشكلة السمنة منذ الطفولة. ومن المرجح أن يصاب الأطفال البدينون بالسمنة كبالغين، خاصة إذا كان لديهم سجل عائلي من الإصابة بالسمنة. لذلك، من الضروري زيادة الوعي من خلال تثقيف الوالدين لتشجيع الأطفال على الالتزام بنمط حياة صحي. إذا ذهبنا إلى السينما، لماذا نقوم بشراء أكبر علبة من الفشار؟ قد تتفاجئين إذا عرفتِ أن العديد من الأهل لا يعيرون اهتماماً لمثل هذه التفاصيل المهمة والمنطقية.
وفي حال لم تساعد هذه التغييرات في نمط الحياة، عندها نلجأ إلى الإجراءات الأكثر تعقيداً مثل العقاقير الطبية والجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى. فالأدوية التي توصف للمرضى تحمل آثارها الجانبية. ولا يمكننا أن نصفها عبثاً. لسوء الحظ، يرغب معظم الناس بالطرق والحلول المختصرة والسريعة. كما يلجأ كثير من الأشخاص القادرين على تحمل التكاليف إلى المراكز الصحية حيث يتبعون أنظمة غذائية صارمة ويفقدون الوزن. لكن عند العودة إلى المنزل، وفي حال لم يعتمدوا نظاماً غذائياً متوازناً يمكنهم الالتزام به، فإنهم سيستعيدون الوزن الزائد مجدداً.
ومن الأنظمة الغذائية الجيدة نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي وهو نظام غذائي متوازن. هناك أنظمة غذائية أخرى منها الصيام المتقطع، لكنني لا أشجع على اتباع نظام غذائي قاسٍ. فلسفتي حول النظم الغذائية بسيطة: اختر أي نظام غذائي يجعلك تفقد الوزن وفي الوقت نفسه يمكنك الالتزام به مع مرور الوقت.
إذاً أفضل نهج لمعالجة السمنة هي الوقاية عبر تعديل نمط الحياة، ما لم يكن هناك سبب ثانوي آخر.