زاد الاردن الاخباري -
ألثورات تأبى نكران الذات
بقلم ماجد العطي
منذ انهيار جدار الخلافة العثمانية ,وحلول الإستعمار الغربي على بلداننا,أصبح للأقليات شأنا خاصا,ذلك لأن الكعكة وأقصد الإمتيازات تشبعهم ويكون إخلاصهم للنظام القائم كبير. وتوليهم مقاليد الأمور السيادية يجعلهم حريصون على بقائها بأيديهم. ومع أنني لا أود الخوض في هذا الموضوع تحديدا إلا أنني أريد الإشارة إلى أن مرحلة التوازنات التي حافظت على أنظمتنا قد ولت مع اندلاع هذه الهبات الجماهيرية الحاشدة ,لأنها ببساطة دليل على رفض الثائرين والمطالبين بالإصلاح لأنظمة لا بقاء لها إلا بالقمع والفساد. وبالتالي فإن الحرية المنشودة تحمل في بطنها الوحدة المنشودة كذلك على حد سواء فالثوار والمطالبون بالإصلاح حسب ظروف كل قطر هم سواسية ويعيشون ظروفا ذاتية متطابقة.
صحيح أن الوحدة العربية كانت وما زالت مطلبا شعبيا عاما منذ قرن من الزمان لكنها لم تتحقق بسبب الإستعمار ومغروسوه . والمحاولات لتحقيقها كثيرة ولكنها جميعها باءت بالفشل لأسباب يعرفها الجميع منا.
إن السجالات التي بتنا نشهدها يوميا في تونس ومصر حول ماهية الحكم القادم وميزات كل منه إنما هي محاولات لاستعمار جديد. لأنها لم تعد تقتصر على هذين البلدين اللذين أنجزا خلع نظاميهما بل أخذت تشمل بقية البلدان العربية فحال الشعوب كما أسلفنا واحد.
إتبعت الأنظمة عندنا طريقا سيئا للخصخصة والتي هي لون جديد من الإستعمار فأنهكت شعوبنا أكثر وأما رموزها فقد أثروا ثراءا فاحشا أنساهم أن سيادتهم آخذة في الضعف وثرائهم لن يدوم طويلا.
ألمعهدان الجمهوري والديموقراطي الأمريكيان عاثوا فينا وفي بلادنا فسادا فهما وغيرهما من مؤسسات التجسس القابعة بيننا وأحيانا بدون ترخيص هم وأتباعهم ممن هم من للأسف يروجون لهذه السجالات وهو أمر سيادي خطير يبغون منه إدامة الإستعمار باسم العلمانية وإن تعذر فباسم هيئات المجتمع المدني التي تتلقى التمويل من المؤسسات التجسسية.
وإذن,ألخطر ليس منا ,بغض النظر عن إنتماءاتنا الحزبية أو الفكرية وحتى القبلية والعشائرية. وإنما الخطر من أولئك الذين بات شغلهم الشاغل رصد حركات شعوبنا واتجاهاتها وميولها. فالأخطار منهم وحدهم ونحن نشاهدهم يبدلون أقنعتهم ويسعون لزجنا في متاهات تفضي بنا إلى إستعمار آخر.
ألوحدة العربية قادمة لأنها إرادة الشعوب والوحدة الأوروبية زائلة لأنها أصلا لم تتحقق وحلفهم الناتو يعاني الأمرين(بفتح الميم وتشديد الراء) وخطر الإنقسام بين صفوفه أصبح ملحوظا على الشواطيء الليبية. وانهيار النظام الرأسمالي يقدم لانهيار الإحتكارية الإمبريالية وعليهم الرحيل من عندنا وترك ما استملكوه من ديارنا تماما ليتزامن ذلك مع إزالة المستوطنات الصهيونية واندثار الكيان الصهيوني.