بقلم المخرج محمد الجبور - أن العالم مر ولا زال يمر بثورة مثلثة الجوانب ولعل أولها يتمثل في الثورة السياسية والتحول من السلطوية والشمولية إلى الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان حيث ثبت أن هيمنة الحزب الواحد مضادة للطبيعة وعلى هذا الأساس الإنسانية وأن التعددية السياسية و الثقافية أصل من أصول المجتمع الإنساني فقد أصبحت التعددية السياسية السمة الأولى والأساسية في المجتمعات الإنسانية المتقدمة والنامية على حد السواء وقد أثبتت أحدث التطورات في مجال المؤشرات السياسية والمؤسسية والفكرية من أهم المؤشرات التي من خلالها تقاس درجات تنمية البلدان وتقدمها لهذا فقد اكتسى العمل الحزبي والتعددية في الحياة الاجتماعية والسياسية أهمية بالغة في مسار التنمية السياسية وتحقيق التنمية الشاملة للدول والمجتمعات فعلى الصعيد المجتمعي والسياسي نجد أن للأحزاب وظائف وأهداف عدة تؤدي في إطار إستراتيجية دينامية تصنعها الحياة السياسية والمعاركة الانتخابية التي تنخرط فيها الأحزاب و هذه الوظائف بشكل دقيق الوظيفه الاولى
الأحزاب كآلات انتخابية ويعد المظهر الأكثر وضوحا لنشاط هذه الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية التعددية بحيث تعمل الأحزاب في هذا الإطار على انتقاء المرشحين للانتخابات وتعد هذه أهم وظيفة لها ويشكل الدخول في المعترك الانتخابي الفيصل بينها وبين جماعات المصالح وتتنوع إجراءات انتقاء المرشحين بحسب الأنظمة الداخلية للأحزاب التي تعطي للأعضاء حقوقا متفاوتة الاتساع إذ تكون تلك الإجراءات محددة بدقة في الأنظمة الداخلية للأحزاب ذات البنية القوية في حين تكون بطرق اختيار لا شكلية تصادق عليها القيادة في أحزاب الأطر ونقابات المنتخبين وتتمثل الوظيفة الثانية في هذا الإطار في تعبئة الدعم بغية توفير أفضل الشروط للمعترك الانتخابي و هنا تبدو قوة التنظيم الحزبي من حيث التدعيم المادي الخاص بالحزب للمرشح فضلا عن الإعانات الاستثنائية التي تجمع أثناء الحملة الانتخابية وترويض النشاطات الدعائية كتوزيع المنشورات والصحف والملصقات وغيرها وتكمن الوظيفة الثالثة في اختيار القادة الوطنيين وهي عملية مشروطة للوصول إلى السلطة التنفيذية و تعد ظاهرة التحالف والائتلاف بغية الوصول إلى الأغلبية الانتخابية ومن بعدها الأغلبية البرلمانية سمة النظم التعددية الحزبية وتتأثر استراتيجيات التحالف بالغرب السياسي وما يفرزه من ثنائية (شركاء، خصوم ) وهذا يزيد من إمكانية دمج أكبر للأحزاب الأكثر تقاربا سياسيا في المسرح الانتخابي