زاد الاردن الاخباري -
أعلن منافس رئيس الوزراء الإسرائيلي داخل حزب الليكود اليميني جدعون ساعر، استقالته من البرلمان (الكنيست) الأربعاء مع إنشائه حزبه ليتحدى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الانتخابات التي قد تجرى في آذار/مارس المقبل.
وتحدى جدعون سار ، الشخصية المؤثرة في السياسة الإسرائيلية المحافظة ، نتانياهو في سباق زعامة الليكود في كانون الأول/ديسمبر الماضي لكنه خسر الانتخابات التمهيدية بشكل حاسم.
وساعر (53 عاما) هو أحد أبرز وجوه حزب الليكود وشغل مرارا مناصب وزارية في حكومات نتانياهو بين عامي 2009 و2014.
أعلن ساعر انفصاله عن الليكود وخططه لتشكيل حزب سياسي جديد، وذلك مع اقتراب الائتلاف الحكومي بقيادة نتانياهو الآن من الانهيار وتزايد احتمال التوجه إلى انتخابات ستكون في هذه الحالة الرابعة في أقل من عامين.
وفي تصريح نقل مباشرة على التلفزيون مساء الثلاثاء، قال ساعر "أنشئ حركة جديدة هدفها استبدال نتانياهو".
وأعلن في بيان الأربعاء استقالته رسميا من الكنيست، مما يسمح له "بالترشح لرئاسة الوزراء".
لم يتضح بعد ما إذا كان الإسرائيليون سيتوجهون مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع في عام 2021.
وأيد الشريك الرئيسي لنتانياهو في الائتلاف ، وزير الدفاع بيني غانتس ، في تصويت أولي الأسبوع الماضي ،اقتراح المعارضة حل الكنيست.
واقترحت لجنة الكنيست المكلفة بمراجعة هذا القانون ان يكون يوم 16 آذار/مارس موعدًا للانتخابات القادمة إذا تم حل البرلمان في نهاية المطاف.
لكن لا يزال يتعين أن يمر مشروع القانون عبر عدة خطوات تشريعية قبل الموافقة النهائية. وهناك مساحة لمجموعة واسعة من المناورات السياسية قبل أن يتم إجراء انتخابات.
- "عبادة شخصية" -
يتهم غانتس نتانياهو بأنه لا يتصرف إلا وفق مصلحته السياسية الخاصة ويضع التصدي لمحاكمته المستمرة بالفساد فوق احتياجات الإسرائيليين العاديين الذين يعانون من صعوبات اقتصادية غير مسبوقة بسبب وباء كوفيد-19.
بموجب اتفاق التحالف ، من المقرر أن يتولى غانتس، وهو أيضًا رئيس الوزراء بالتناوب، منصب رئيس الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وقال غانتس إنه بإمكان نتانياهو تجنب انتخابات جديدة في حال تم إقرار ميزانية العام 2021.
ويرى معارضو نتانياهو أنه يرفض الموافقة على ميزاينة العام المقبل لضمان انهيار الحكومة قبل أن يضطر إلى التنازل عن المنصب لغانتس.
ومن غير الواضح مدى تأثير انفصال ساعر على أي انتخابات مقبلة محتملة.
ويُنظرالى ساعر على أنه مقرب من الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة ومن الموالين السابقين لنتانياهو وخدم في حكوماته السابقة. وهو على يمين نتانياهو في العديد من القضايا الرئيسية الذي يتولى السلطة منذ 2009.
وساعر من المؤيدين لضم إسرائيل للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة أعلن نتانياهو تجميدها عند توقيعه اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وأشار الصحافي الإسرائيلي البارز بن كاسبيت في صحيفة معاريف الأربعاء إلى ذعر "مبرر تماما" لدى نتانياهو بشأن انفصال ساعر.
ويرى كاسبيت المعروف بقربه من الأحزاب اليهودية المتشددة، أن ساعر سيكون في وضع جيد لانتزاع أصوات من الليكود في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن ساعر "يشكل لليمينيين الذي سئموا من نتانياهو، بديلا له سيصوتون له بسهولة".
وقال المحلل السياسي اليميني إيمانويل نافون الذي يدعم ساعر لوكالة فرانس برس إن الليكود أصبح "عبادة شخصية" في عهد نتانياهو.
ورأى نافون أن هدف ساعر هو إعادة تأسيس جناح يميني متجذر في المبادئ المحافظة، وليس حزبا هو مجرد "مهمة شخصية" لنتانياهو.
وخضع رئيس الوزراء للمحاكمة في ايار/مايو بتهمة الفساد واختلاس أموال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، وهو بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتمّ اتّهامه خلال فترة ولايته.
وتركزت الإجراءات حتى الآن على الجوانب الإجرائية ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة بداية شباط/فبراير.