زاد الاردن الاخباري -
كشف مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، تعهد واشنطن بتنفيذ استثمارات في المغرب بنحو 3 مليارات دولار على مدار 3 سنوات.
ومع أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلت عن مسؤول بارز في إدارة ترامب ـ لم تسمه ـ قوله إنّ الاستثمارات الأمريكية المرتقبة في المغرب «ليست مرتبطة» باتفاق التطبيع بين إسرائيل والمغرب، لكن مراقبين ربطوا بين الأمرين. وأعلن ترامب الخميس موافقة المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، بينما أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، في تصريح لقناة «الجزيرة»، «هذا الموقف جاء نتيجة لاتصالات متواصلة بين الملك محمد السادس والإدارة الأمريكية منذ أكثر من سنتين، وكان هناك تنسيق حول هذا الموضوع».
وبيّن أن إعلان ترامب «جاء كتتويج لكل هذا العمل من خلال وفود وتدخل مباشر للملك مع الإدارة الأمريكية باتجاه هذا المكسب الكبير الذي حققته المغرب اليوم».
واعتبر «اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، له أهمية متعدّدة الأبعاد، لأن الأمر يتعلق بقوة عظمى، وبعضو دائم في مجلس الأمن وبفاعل دائم على المستوى الإقليمي والدولي».
وأردف أن «المرسوم الرئاسي الذي أقره ترامب له قوة قانونية وسياسية».
وقال إن الولايات المتحدة اليوم من خلال بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة «أخبرت الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن وكل أعضاء الأمم المتحدة بهذا الموقف القوي والصريح».
وفي ما يخص الإعلان عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أوضح أن هذا الإعلان يجب أن يوضع في إطاره «فالمملكة المغربية لها وضع خاص إزاء القضية الفلسطينية وإزاء الصراع العربي الإسرائيلي».
وأضاف «من منطلق إمارة المؤمنين، فالملك محمد السادس له ارتباطات مع الجالية اليهودية المغربية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل، التي تقدر بأكثر من 700 ألف شخص».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المغربية، كان وسم «التطبيع خيانة» الجمعة من بين الأكثر شعبية، حسب وكالة «فرانس برس».
وأدان الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، ومستشار الرئيس اليمني عبد الملك المخلافي، الجمعة، اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وقال المرزوقي عبر فيسبوك: «بصفتي مواطنا تونسيا ومغاربيا أدين تطبيع النظام المغربي مع إسرائيل، في الوقت الذي تتصاعد فيه سياستها في الاستيطان والضم وانتهاك كل حقوق الفلسطينيين».
وعلق المرزوقي قائلا: «لك الله يا فلسطين وما بقي لك من أحبة وأنصار».
بدوره، قال المخلافي عبر تويتر: «التطبيع والتفريط لن يكون إلا فعلا مدانا تسقطه الشعوب، وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ستبقى هي الراسخة في القانون والضمير».
وتابع: «شعب المغرب يرفض التطبيع ويخرج مليونيات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني».
كما قال حسين أمير عبد اللهيان، وهو مستشار لرئيس البرلمان الإيراني، أمس الجمعة، إن تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل خيانة وطعنة في ظهر فلسطين.
وفي موضوع الصحراء الغربية، دانت روسيا أمس قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب عليها، معتبرة إنه يتعارض مع القانون الدولي. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله «هذا انتهاك للقانون الدولي».
وأضاف ان هذا القرار لا يحترم «قرارات مجلس الأمن الدولي التي وافق عليها الأمريكيون أنفسهم».
إلى ذلك وعد الانفصاليون الصحراويون التابعون لجبهة البوليساريو بمواصلة القتال في الصحراء الغربية، وفق ما قال المسؤول الصحراوي محمد سالم ولد السالك لـ»فرانس برس».