زاد الاردن الاخباري -
انتقدت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، اليوم الأحد، تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، عن التعدد والتنوع السائد في البلاد، وحصره بلون واحد لسوريا، هو "الطابع العروبي البحت".
وأعتبرت "الإدارة الذاتية" أن تصريحات الأسد هذه التي أدلى بها خلال مشاركته في الاجتماع الدوري الموسع الذي عقدته وزارة الأوقاف في جامع العثمان بدمشق يوم الاثنين الماضي "لا تنسجم مع المتغيرات المطلوبة في سوريا، ولا مع جهود بناء سوريا الجديدة".
وقالت في بيان: "هذا التناول الضيق للشكل العروبي البحت، حالة إنكار واضحة لباقي المكونات الأصيلة في سوريا، ومحاولة لصهر هذه المكونات والثقافات والتعدد السوري الموجود من كرد، وسريان، وأرمن، وشركس، وغيرهم، في هذه البوتقة الضيقة".
وأوضحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن "تعليق الأسد على بعض القضايا، ومنها تناوله غير الكامل للواقع السوري، وإنكاره للتنوع السائد الموجود في سوريا، لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن الانفتاح الواجب توفره لدى كل الأطراف التي تدعي حرصها على مصلحة سوريا وشعبها".
وأشار بيان الإدارة الذاتية إلى أنه "بعد مرور حوالي عقد من الزمن، لا تزال الأزمة السورية في ذروتها، ولم تتضح مساعي وجهود الحل الحقيقية حتى اللحظة"، لافتة إلى أن "أكثر ما يؤكد على ديمومة هذه الأزمة، هو شكل التعاطي الذي ينتهجه البعض حيال الواقع السوري، حيث لا تزال هناك قوى وأطراف، وفي مقدمتها النظام السوري، تتعامل مع الواقع والمتغيرات في سوريا بتجاهل كامل لحيثياتها".
وشددت الإدارة الذاتية على أن "هذه القراءة الخاطئة للواقع الفعلي في سوريا، تؤثر بشكل كبير في تعميق الأزمة، وتزيد من معاناة السوريين".
وأفاد البيان بأن الإدارة الذاتية "تحترم كل المكونات، وتؤكد على أن العرب جزء كبير وأصيل من النسيج السوري، ولكن يجب أن لا يكون هذا المكون، ومن خلال استغلاله واستغلال هويته السورية، منصة ينفذ من خلالها النظام سياساته، مدعيا خدمة العرب في حين أنه يخدم مصلحته فقط، فالعرب كغيرهم من المكونات يعانون من الإنكار، رغم كل الكلام الذي حاول الرئيس السوري أن يؤكد من خلاله على الدور العربي".
وأكدت أن "سوريا أحوج اليوم لأن تتبنى فيها كل الأطراف لغة تتناسب مع حالة التغيير، والتنوع، والواقع الموجود فعليا"، مشيرة إلى أن "الإنكار بحق أي من الشعوب، أو المكونات المتعددة في سوريا، يلغي غناها المجتمعي والثقافي والديني، وهذا الإلغاء لا يخدم مستقبل سوريا ووحدة شعبها، بل يسهّل كل إجراءات تفتيت وحدتها المجتمعية".