زاد الاردن الاخباري -
ابراهيم خضر - بعد نهاية مباريات الجولة ال12 لمنافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، تظل لعبة الكراسي الموسيقية هي المتحكمة في جدول ترتيب البطولة ولم تظهر حتي الأن ملامح الفريق الذي سوف يجلب اللقب في نهاية المطاف، وهناك حالة من عدم الإستقرار في مستويات جميع الفرق سواء المتواجدة في مقدمة الجدول أو في منطقة الخطر.
وفي هذه الجولة حدث أمر جديد لا يحدث بإستمرار دائما، وهو عدم تحقيق السداسي الأكبر للدوري الإنجليزي أي فوز معا في جولة واحدة، وحدث في فبراير 2016 عدم تحقيق أي فوز لفرق التوب 6 للدوري الإنجليزي أي إنتصار في مباريات الجولة، وحدث الأمر مرة أخري بعد مرور 4 أعوام كاملة، وهو عدم تحقيق فرق ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، آرسنال، توتنهام، وتشيلسي أي فوز خلال مباريات الجولة، وحدث 4 تعادلات وهزيمتين لفريقي تشيلسي وآرسنال.
آرسنال الذي لم يظهر حتي الأن بشكل جيد خلال البطولة الحالية، فبعد مرور 12 جولة تمكن الفريق من تحقيق 13 نقطة فقط، وأصبح الفريق قريب للغاية من مراكز الهبوط، ولا أحد يعرف ما الذي يحدث داخل الغرف المغلقة داخل الفريق، وللنظر لمشوار الفريق في بطولة الدوري الأوروبي فهنا تغيير جذري، فقد تمكن الجانزر من تحقيق العلامة الكاملة في مباريات المجموعات للدوري الأوربي وحقق 18 نقطة كاملة، ولكن الوضع متغير في بطولة البريميرليج وأصبح الفريق مهددا بفقد العديد من النقاط في حال إستمرار هذا الوضع كثيرا خلال الفترة القادمة،
آرسنال حتي الأن هو ضمن الفرق الأضعف هجوميا في بطولة الدوري الإنجليزي وتمكن من تسجيل 10 أهداف فقط، وخسر الفريق للمرة الثانية في 4 مباريات ممتالية علي ملعبة في البطولة، وكان قبل 57 سنة حقق الفريق رقما سيئا وهو عدم الفوز في 4 مباريات متتالية علي ملعبة، أما عن أسوء إنطلاقة للفريق في البطولة فكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا الأمر كان في موسم 1974/75 وكان قد جمع في ذلك الوقت 13 نقطة من 12 مباراة وهذا هو نفس رصيدة الحالي في البطولة، أما عن آخر 8 مباريات للفريق في بطولة الدوري الإنجليزي، فقد تمكن من تحقيق الفوز في مباراة واحدة وتعادل في مباراة آخري، وخسر 6 مباريات منهم 4 مباريات علي ملعب الإمارات.
أما الريدز ليفربول حامل اللقب يعاني من كثرة الإصابات هذا الموسم ووصل عدد اللاعبين المصابين إلي 9 وهو عدد كبير للغاية وما يصعب المهمة علي المدرب الألماني يورجن كلوب هو إصابة عدد كبير من اللاعبين الأساسيين بالفريق، وعلي رأسهم المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، واللاعب البرتغالي جوتا، واللاعب الإسباني تياجو ألكانتارا، ورغم هذه الصعوبات مازال الفريق منافسا علي لقب البطولة حتي الأن ومتواجد في مقدمة البطولة برصيد 25 نقطة مناصفة مع توتنهام، وستكون المباراة القادمة بين الفريقين حاسمة في الصراع علي اللقب الأقوي والأغلي في العالم.
توتنهام بقيادة جوزية مورينهو أصبح فريقا مرعبا ويأتي ذلك بفضل الثنائي الناري هاري كين، وهيونج مين سوف، ويمتلك اللاعبان حتي الأن أعلي نسبة مشاركة تهديفية بين أي ثنائي في تاريخ البطولة وأصبحوا قريبين من تحطيم جميع الأرقام القياسية والسيطرة علي القوة الثنائية، فبعد الهزيمة في الجولة الأولي للفريق أمام إيفرتون ظن الجميع أن مورينهو فقد هويتة وأصبح يفتقد للتطور، ولكنه فاجئ الجميع وأصبح في صدارة جدول ترتيب البطولة بفارق الأهداف عن ليفربول صاحب المركز الثاني.
مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا المدرب الإسباني يفتقد لهوية البطل خلال هذا الموسم وتعتبر البداية غير جيدة للفريق هذا الموسم بسبب كثرة التعادلات والهزائم وعدم تثبيت تشكيلة الفريق أصبح الفريق في المركز التاسع برصيد 19 نقطة وهذا المركز غير مرضي لطموحات الإدارة خاصة أن الفريق يمتلك أعلي معدل في حجم الإنفاقات علي الفريق الأول ولكنها لم تأتي بجديد وأصبح المدرب قريب من خسارة اللقب الثاني علي التوالي هذا الموسم.
أما القطب الأخر لمدينة مانشستر وهو مانشستر يونايتد فهو يعيش أيضا فترة صعبة للغاية، فكانت بداية الأسبوع كانت المفاجئة بخروج الفريق من بطولة دوري أبطال أوروبا والذهاب لبطولة الدوري الأوروبي، وكانت هذه النتيجة متوقعة بعد البداية السيئة للفريق هذا الموسم في جميع المسابقات وعدم تحقيق الإنجازات الكثيرة جعلت الفريق متواجد بالمركز الثامن في البطولة برصيد 18 نقطة وأصبح بعيد عن المنافسة علي اللقب الأعرق، وأصبح مدرب الفريق أولي جونار سولشاير قريب من الإقالة بسبب سوء النتائج في الفترة الماضية.
تشيلسي تحت قيادة فرانك لامبارد يقترب بعض الشئ في الدخول بقوة للمنافسة علي لقب البطولة وبرغم بداية الفريق السئية للموسم والتي كان سببها الأولي الحارس "كيبا" قرر بعد ذلك فرانك لامبارد مدرب الفريق سرعة التعاقد مع حارس مرمي آخر وأتي بالحارس السنغالي "ميندي" والذي أحدث فارقا كبيرا داخل تشكيلة الفريق وبات الفريق بالمركز الخامس برصيد 22 نقطة ويبتعد بفارق 3 نقاط عن توتنهام المتصدر.
مفاجأة الموسم فريق ساوثهامبتون تحت قيادة "رالف هازنهوتل" المدرب النمساوي يأتي حاليا في المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجلزي برصيد 23 نقطة، يقدم موسما إستثنائيا وأصبح قريب من المنافسة علي اللقب ويمتلك الفريق عدد كبير من اللاعبين المميزين بقيادة المهاجم الإنجليزي داني إنجز، وحارس مرمي الفريق ماكارثي، ففي آخر 10 مباريات للفريق في البطولة تمكن من تحقيق الفوز في 7 مباريات والتعادل في مبارتين والخسارة في مباراة واحدة، فمنذ العودة من جائحة كورونا يعتبر ساوثهامبتون من أقوي فرق البطولة فقد تمكن من تحقيق 41 نقطة ويسبقة فقط مانشستر سيتي برصيد 45 نقطة، وتوتنهام برصيد 42 نقطة، ومن ينسي خسارة نفس هذا الفريق في شهر نوفمبر الماضي امام ليستر سيتي في بطولة الدوري بنتيجة "9/0" عاد التألق من جديد منذ ذلك الوقت وحقق 67 نقطة في البطولة حتي يومنا هذا ويتفوق عليه فقط 4 فرق من أندية التوب 6 فقط.
فمن الممكن أن نشهد بطلا جديدا للبطولة وتكرارا تجربة ليستر سيتي قبل أعوام لأن ملامح البطل لم تظهر حتي الأن وعدم وجود بعض الأندية الكبري في صراع الصدارة سيعطي لفرق المنتصف التواجد بشكل جيد في المنافسة علي لقب البطولة، ولهذا سمي الدوري الإنجليزي الدوري الأقوي والأمتع في تاريخ كرة القدم.