" تبت يدا ابي لهب وتب "

" تبت يدا ابي لهب وتب "

شباب بعمر الورد نذروا أنفسهم لخدمة الوطن والذود عن أمنه, فتية أمنوا بالله والوطن, يوصلون النهار بالليل لأداء مهمتهم هذه على أحسن وجه بمردود قليل, اللهم إلا شكر وامتنان وعرفان من الوطن ومن ويعرفون قيمة ما يقدمه شجعان الأمن العام الأردني من خدمات جليلة للأرض والأهل والضيوف.
لله درهم شباب الوطن ودرع أمنه, رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه, أصابهم في أحداث الزرقاء قبل أيام, جهل وجهالة التكفيريين الذين يعتقدون أن العودة إلى ما قبل التأريخ والهجرة, هو أقصى ما يتمناه الوطن ومن أكثر الضرورات إلحاحا لرفعته وتقدمه وإصلاحه وصلاحه, والذين يعتقدون أنهم أصلح أهل الأرض يمتلكون الحق والحقيقة ويقبضون على ناصية الدين ولديهم وكالة الله على الأرض للثواب والعقاب, يوزعون شهادات حسن السلوك وسوءه على الدولة ومؤسساتها وأبنائها, ويصفونهم قبل الطعن وبعده "بجنود الشيطان"
زرنا بالأمس, وباسم اتحاد المواقع الإخبارية الاليكترونية, من بقي أشاوس الأمن العام في المستشفى لنبلغهم رسالة الأردنيين كافة لهم, أن اصبروا وصابروا ورابطوا وانتم الأعلون, وأن شكرا لكم إقدامكم وإيثاركم وتضحيتكم من أجل الأردن وأمنه ومن أجلنا جميعا, ولندعو لهم بالشفاء العاجل للعودة إلى واجبهم المقدس ومهمتهم النبيلة, جندا أوفياء للوطن لا ينكصون ولا يترددون في خدمته وحمايته. ولنقول لهم أن من تسبب بإيذائهم ليسوا إلا شرذمة قليلة ممن طمس الله على قلوبهم فحادوا عن جادة الصواب وسبيل الرشاد, واحتكروا تفسير الدين دون اعتبار لقيمة الحياة الإنسانية وطهر الدم البشري وقدسيته.
جرحى الأمن العام يتماثلون بإذن الله للشفاء من جروحهم الجسدية, ولكن جروحا غائرة في نفوسهم من ظلم أولى القربى والأهل, ستحتاج إلى المزيد من الوقت والكثير من الإيمان والقدرة على الصفح والعفو, حتى تندمل ويتعافى أصحابها.
"وجادلهم بالتي هي أحسن" "واهدي إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" "ولو كنت فظا غليظ القب لانفضوا من حولك" أين المعتدين على الساهرين على أمننا من هذا الفكر النبيل والإرادة الربانية والنبوية الرائدة, وأين هم وقد امتدت أيديهم الآثمة بالسيوف والخناجر والحديد, بالحقد والأذى لحراس الوطن وحماة جبهته الداخلية, دون خوف من الله أو رادع من ضمير أو حرص على الوطن وأبنائه, ولم يرعووا حتى من مهاجمة أشاوس الأمن, الغير مسلحين, من الخلف, حيث شاهدنا بأم العين سترات الجرحى منهم تحمل آثار الطعنات في الظهر.
وأين سماحة الإسلام ولينه وحلمه وعفوه ممن انهالوا على رجال الأمن العزل بآلات القتل والأذى وسواد النية المبيتة وحلك الليل, وحقد الصدور وغل الأنفس.
إسلاميونا ومسيحيونا في هذا الوطن مؤمنون برسائل السماء, مثقفون عالمون بأبعادها النظرية وأشكال تطبيقها وعيشها, وليسوا بحاجة لمن يعلمهم طقوس الصلاة على هواه, ويحدد لهم رؤية التعامل مع الدولة وقوانينها وجنودها حسب إدراكه وحكمه, ولا إلى من يختزل الدين على قشرته ومظهره دون لبه ودسم زبدته وصافي شهده.
وأخيرا, للسياسة والدولة الأردنية,
إن زج شبابنا من مرتبات الأمن العام في أتون حرب فشلت في إدارتها سياساتكم, وبان بها عجزكم وتخبطكم, وإرسالهم إلى معارك ليست معاركهم ولا هم من تسببوا بها, لأمر مرفوض بالجملة والتفصيل, سيما وأنهم يرسلون إليها مجردين من أبسط وسائل الدفاع عن النفس, وبمواجهة من تعرفونهم مسبقا وتعرفون عنهم العدوانية والتطرف.
حمى الله الوطن وهدى أهله سواء السبيل.

جمال الدويري