زاد الاردن الاخباري -
بدأت العديد من الدول بتوزيع لقاحات فيروس كورونا مع توقعات بتسليم الدفعات الأولى قبل نهاية عامة 2020 وإعطاء الأولوية للعاملين في القطاع الصحي، وزيادة عدد هذه اللقاحات لتشمل فئات أكثر من السكان في مطلع العام المقبل.
وحتى عندما تحصل على اللقاح، سيستغرق جسمك بعض الوقت لبناء استجابة مناعية تحافظ على سلامتك وحمايتك من الفيروس، وبسبب هذا التأخير وغير ذلك من الأمور المجهولة المتعلقة باللقاح، يطلب الأطباء من الناس عدم التهاون في حماية أنفسهم حتى بعد حصولهم على اللقاح.
ماذا يحدث في جسمك عندما تحصل على لقاح فيروس كورونا؟
تستخدم اللقاحات المصممة للوقاية من فيروس كورونا نوعاً من تقنيات اللقاح تسمى mRNA حيث تتضمن كل جرعة في الذراع بشكل أساسي تعليمات لجسمك حول كيفية محاربة فيروس كورونا وزعزعة استقراره.
وقال أونيما أوجبواغو، طبيب الأمراض المعدية في جامعة ييل ميديسن "الأمل هو أنه عندما يتعرض الأفراد للفيروس الحقيقي، يمكن أن يكون لديهم بالفعل أجسام مضادة مسبقة التكوين لتجنب العدوى أو على الأقل التخفيف من حدتها".
ويستغرق الجسم وقتاً في قراءة هذه التعليمات، وبناء نظام دفاع يمكنه القضاء على الفيروس بشكل فعال، ولا تحدث هذه العملية بين عشية وضحاها، لذلك لن تكون آمناً من الناحية الفنية فور تلقي اللقاح.
كم من الوقت تستغرق هذه العملية؟
تُعطى معظم لقاحات فيروس كورونا على جرعتين بفاصل 3 إلى 4 أسابيع، لزيادة مستويات الأجسام المضادة وتعزيز الحماية، وتستغرق هذه العملية برمتها عادةً حوالي 28 يوماً، وتكتمل بعد وقت قصير من حصولك على الجرعة الثانية، وفقاً أوجبواغو الذي شارك في تجربة لقاح فايزر، لذلك فالوقت المطلوب للحصول على المناعة بعد تلقي اللقاح تصل إلى شهر تقريبا.
وفي حين أن معظم الناس سيحققون مستوى معين من المناعة بين أسبوعين إلى شهر بعد التلقيح، فإن نسبة صغيرة لن تفعل ذلك. واللقاحات المتوفرة حالياً Moderna و Pfizer عبارة عن لقاحين من جرعتين، مما يعني أنك ستحتاج إلى جرعة معززة ثانية بعد أسابيع قليلة من اللقاح الأول لرفع مستوى الحماية إلى مستوى موثوق.
وأضاف أوجبواغو "عندما تحصل على لقاح، عادة ما يكون هناك فارق زمني بين تلقي اللقاح والوقت الذي تكون فيه محمياً من الفيروس. إنه الوقت الذي يستغرقه نظام المناعة لديك للاستجابة لمستضد جديد، وتطوير ذاكرة له إلى الحد الذي يمكنه فيه محاربة العدوى".
ويعتقد أن اللقاحات الجديدة فعالة بنسبة تصل إلى 95%، وهي أكثر مما توقعه الخبراء، ولكن هذا يعني أيضاً أن 5% من الأشخاص الذين يتلقون هذه اللقاحات لن يصبحوا محصنين، وقد تبدو نسبة صغيرة، ولكنها لا تزال تمثل عدداً لا بأس به من السكان وخاصة في الدول ذات التعداد الكبير للسكان.
ويحذر الخبراء من أن تخطي إحدى الجرعات سيعني أنك لن تكون محمياً بشكل كامل من فيروس كورونا، على الرغم من أن بعض الأشخاص سيحصلون على هذه الحماية من جرعة واحدة فقط.
وعلاوة على ذلك، هناك عوامل مختلفة تؤثر على سرعة استجابة جهاز المناعة لدى المريض للقاح، فالصغار وكبار السن يواجهون صعوبة في تكوين الاستجابات المناعية بشكل عام، ولا يعني ذلك أن الأمر يستغرق المزيد من الوقت، فهم لا يستطيعون الوصول إلى نفس مستويات الأجسام المضادة.
وأشار أوجبواغو إلى أن الظروف الصحية التي تضر بالمناعة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الكلى في مراحله الأخيرة، يمكن أن تؤثر أيضاً على مدى سرعة وفعالية بناء جسم الشخص للمناعة بعد تلقي اللقاح، بحسب صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية.