زاد الاردن الاخباري -
من منطلق المكانة الفريدة والخاصة للملكة، والحكمة التي تتحلى بها تاريخيا قيادتها، فقد آثرت العربية السعودية استضافة القمة الخليجية السنوية في دورتها الـ41 في الخامس من يناير/كانون الثاني وهي القمة، بعد ان طلبت تأجيلها ونقلها من المنامة لتراعي الوضع الحساس والخاص بين الدول الخليجية المقبلة على المصالحة النهائية.
كان من المفترض ان تعقد القمة الخليجية في البحرين خلال الشهر الجاري، الا انه ونظرا لحساسية الموقف بين بعض الاشقاء، فقد ارتأت العربية السعودية التي تعد الحضن الجامع للكل، لاخذ الراية مفضلة التريّث لازالة كافة العقبات والمصاعب لتهيئة الظروف الملائمة لعقد قمة استثنائية في حضورها ومضمونها لإعطاء دفعة قوية لحل الخلافات العالقة والتأسيس لعلاقات أوثق بين المكون الخليجي ممثلا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
التأجيل لم يكن بعيدا من حيث التوقيت، وهذا دليل على نجاح العربية السعودية في تذليل العقبات الكبيرة التي وقفت بين الاطراف المختلفة والمتخاصمة، ووفق المعطيات فان بعض التفاصيل الصغيرة التي تبقى عائقا سيتم علاجها من خلال لجان مختصة تبحث فيها بدقة وتمعن للخروج بحلول ترضي جميع الاطراف.
تسعى المملكة العربية السعودية لاعادة المياة الى مجاريها، بانتظار تجاوب باقي الاطراف مع المساعي الحميدة ، والخطوة الاولى تبدا مع حضور قادة دول الخليج، للاتفاق على ابعاد المنطقة عن الاضطرابات الامنية والسياسية والاقتصادية ومواجهة المخاطر التي تيقن الرياض بانها محدقة بالجميع ولا تهدد عاصمة دون اخرى وذلك لما فيه خير وصالح شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي ظل التحديات التي واجهت دول مجلس التعاون خلال جائحة كورونا لا سيما تلك المتعلقة بتقوية المنظومة الصحية وتعزيز مخزون الأمن الغذائي واختلالات التركيبة السكانية.