زاد الاردن الاخباري -
الدكتورة : طيب فاروسي - كان للتطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي خلال القرن الحالي أهمية كبرى في تطور الحياة الاجتماعية وسهولة تلقّي الناس في كل انحاء العالم للمعلومات المتفرقة في جميع المجالات من تكنولوجيا وعلم وثقافة وادب وسياسية واقتصاد،
بالقدر الذي خدمنا فيه الاعلام وبالقدر الذي نتمتع فيه بالفوائد الجمًة للجوجل وكل التطبيقات الأخرى المتاحة على السوشال ميديا، للأسف نحن وبنفس القدر نتلقى معلومات كاذبة وشائعات تخص مواضيع مختلفة قد تهمنا أولا، ولكن الخطورة تكمن في ان تكون هذه المعلومات تتعلق بحالة صحية هي عبارة عن جائحة خطرة أرّقت وما زالت تؤرق العالم بأكمله .
علينا أن نعرف أن هناك شركات كبرى متخصصة تعمل في الخفاء مهمتها الرئيسة اختراع معلومات بناء على أجندات معينة قد تكون سياسية أو اقتصادية أو مادية حول موضوع الساعة ونشره بين الناس ليتم تداولها وبالتالي اثارة البلبلة والتشويش في العقول وبث الرعب والخوف في النفوس وأخيرا خلق انقسام واضح في وجهات النظر ما بين ضد أو مع، وكل ذلك دون الاستناد على حقائق علمية او دراسات مثبتة او حتى طرح هذه المعلومات بموضوعية ومنطق بعيدا عن اثارة النعرات بين المتلقّين .
مايثير الاستغراب هو تداول بعض وسائل الاعلام لفيديوهات ومقالات مترجمة للغة العربية ترجمة خاطئة تتضارب تماما مع اللغة الأصلية للفيديو أو المقال وللأسف الكثيرون لا يقارنون ما بين الترجمة وبين الأصل.
في أي موضوع هام يُثار على الساحة العربية والعالمية لابد وبشكل طبيعي من انقسام الآراء ووجهات النظر حوله ولكن أن يخرج كل من له غاية او من عنده رأي ووجهة نظر خاصة تعتمد على عاطفة او مشاعر سياسية أو دينية وينشر معلوماته دون رقيب أو حسيب وبلا دليل علمي موثّق يعتمد عليه وبالتالي يصدقها الناس وكأنها حقيقة واقعة لهو طامة كبرى بحق .
بسبب سهولة ما بين أيدينا من تطبيقات ووسائل نستخدمها من خلال الأجهزة السمارت ما حصل وما يحصل منذ بداية أزمة الكوفيد 19 من تداول لأخبار وشائعات وآراء لهو مؤشر خطير على كل ماكان يصلنا قبل الكوفيد وطبعا بعده بأنه صحيح أو لا !
وكما تكلمنا عن السلبيات دعونا نذكر الايجابيات في هذا الموضوع برمته وهو أن الكثيرون باتوا ينتبهون لما ذكرت ويحاولون التدقيق وتقصي الحقائق خلف أبواب ما يصلهم من معلومات الأمر الذي فتح المجال للعقول ان تستنير وتتعوّد على البحث عن المعلومة وليس تلقّيها ونسخها وتداولها دون تفكير ...
الطبيعي والصحي أن نختلف بالآراء والأفكار ولكن أن ننساق لوجهات نظر قد تكون خاطئة علميا وأنا أشدد على كلمة علميا لمجرد انها تتوافق مع عواطفنا ومشاعرنا وأجنداتنا السياسية والوطنية لهو غير مقبول أبدا ...
الكوفيد 19 موكود على أرض الواقع شئنا أو أبينا ونحن على موعد مع اللقاحات شئنا أو أبينا ولنتناول هذين الأمرين من الناحية العلمية والمنطقية من المصادر الموثوق بها، ولتكن ثقتنا كبيرة في حكوماتنا بأن هدفها الأول حمايتنا من جائحة خطيرة قد تستمر لفترة زمنية طويلة وبأنها لن توافق تحت أي ظرف كان على ادخال لقاح لأجسادنا هي على يقين انه قد يسبب لنا ولكوادرنا الطبية والصحية ولفلذات أكبادنا وأهالينا وكبار السن فينا ضررا قاتلا لا سمح الله