على قدر كبير من المجاملات تلاحظ في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا على فيسبوك عبارات وكلمات تذهب الى ما هو ابعد من المجاملة.
مباركة لموقع حكومي او نيابي او رئاسة جمعية خيرية، او عضوية بلدية او غيرها، يمتلأ فيسبوك بعبارات ما وراء الواقع من وزن : (بكم تزهو المناصب) وهي عبارة لا تمثل مباركة واقعية، بل تذهب الى ابعد من ذلك.
مجاملات اخرى اتمنى ان يلغيها الاردنيون من قواميسهم، من بينها؛(منور) وهي الكلمة التي تدعو للاستفراغ والتقزز، وهي في ذات الوقت ليست حقيقية في مجاملة الاردنيين لبعضهم البعض.
مواقع التواصل الاجتماعي وجدت للفائدة وتبادل الأفكار والطروحات بما هو مفيد للوطن والمواطن، ان تم استغلالها الاستغلال الصحيح، بعيدا عن المجاملات الخادعة التي لا تنطلي على طفل رضيع.
يعرف الاردنيون بحبهم لبعضهم البعض، واحترامهم وخدمتهم وقربهم وصدقهم ووضوحهم، فمن أين جاءت عبارات ليست في قاموسهم، حديثه عن حياتهم الاجتماعية، بعيدة كل البعد عن ممارساتهم اليومية.
لنعُد لواقعنا وحياتنا التي عشناها بلا فيسبوك، هل سنجد من يقول لعضو جمعية مباركا امام الناس وعلى الملأ؛(بكم تزهو المناصب)، لو رجعنا عشرين عاما الى الوراء هل سنجد من يقول لك بلغة ساذجة لمجرد ان تعرض عليه صورة لك، هل سيقول لك ؛(منور).
هذه ليست لغتنا، وليست عاداتنا، وليست طريقتنا في المباركة باي موقع من المواقع، علينا ان نعود الى واقعنا وحياتنا الحقيقية، لننزع من مجاملاتنا ومباركاتنا مقولات المبالغة الخالية من الواقع.
ما اجمل ان نكون نحن في حياتنا الاجتماعية، بلا تزييف، وبلا مكياج لا يليق بِنَا، المكياج الذي سيسيح تماما عندما يعرق الجبين الأسمر من حرارة الموقف الزائف.
ما اجمل ان نكون نحن، كما نحن، اصلاء، صادقين، محبين، واضحين.
هكذا هم الأردنيون.