أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال .. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏ المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي معارك عنيفة في بلدة الجبين جنوبي لبنان .. ومسيرات في أجواء الجليل الغربي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم
التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المُطبِعة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المُطبِعة

التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المُطبِعة

18-12-2020 05:15 AM

تزايُد عدد الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل لا يعني أن التطبيع نهج صحيح أو أن العرب كانوا مخطئين عندما قاطعوا إسرائيل أو أن التطبيع ضمان تحقق السلام والاستقرار أو أنه أصبح واقعاً ولا داع للحديث عنه، بل يعني أن الحالة العربية تسير نحو مزيد من الانحطاط والتفكك والارتهان لواشنطن وأن إسرائيل تسير نحو الهيمنة على المنطقة.

منذ أن أقامت الإمارات علاقة مع إسرائيل كتبنا مقالاً بعنوان (الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة) وهذا ما جرى حيث (أعاد) المغرب علاقاته الرسمية مع إسرائيل كما ورد في البيان الرسمي المغربي مقابل اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، ومع ذلك فإن توجه المغرب نحو التطبيع كان سابقاً لموقف الإمارات حيث صرح وزير الخارجية ناصر بوريطة يوم الرابع من فبراير الماضي بأن فلسطين ليست القضية الأولى للمغرب بل الصحراء وهو تصريح لم يأت عبثاً بل جاء متزامناً مع حوار أمريكي مغربي حول الموضوع وممهداً للتطبيع، بالإضافة إلى الخصوصية التاريخية للعلاقة بين المغرب واليهود، وهذه العلاقات ساعدت على استمرار علاقات خفية بين البلدين وزيارات لمسؤولين إسرائيليين للمغرب، بالرغم من أن ملك المغرب هو رئيس لجنة القدس بتفويض من المؤتمر الإسلامي والتي تحولت عام 1998 إلى وكالة بيت مال القدس.

المستفيد من التطبيع حتى الآن هي إسرائيل والرئيس ترامب وأمريكا بشكل عام، أما الدول العربية فإن استفادتها محدودة وستكتشف مع مرور الوقت أن وعود ترامب وتعهداته بحماية أمنها مجرد سراب لأن ما يهم الولايات المتحدة هو مصالحها ومصالح إسرائيل فقط، وعلينا ألا ننسى أن كل الخراب الذي لحق بالأمة العربية في ظل فوضى الربيع العربي تتحمل مسؤوليته واشنطن وإسرائيل وأتباعها من الأنظمة العربية، بل قد تؤدي العلاقة مع إسرائيل والاعتماد الكلي على الولايات المتحدة إلى نشر الفوضى وتشجيع الإرهاب في أراضي الدول المطبعة، وواهمة الأنظمة العربية التي تعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستشكلان حماية لها من المخاطر التي تهددها، لأن الحماية الحقيقية لا تكون إلا بمصالحة الأنظمة مع شعوبها ونسج علاقات متوازنة مع كل الدول الكبرى ودول الجوار وبالوقوف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية ومواجهة السياسة العدوانية التوسعية الإسرائيلية.

انطلاقاً مما سبق فإن ما تزعمه الدول المطبعة من مبررات كقولها أن إقامة علاقات مع إسرائيل ستعزز حالة السلام في المنطقة، أو أن التطبيع يصب في صالح الفلسطينيين أو أن التطبيع سيحقق للدول المطبعة مصالح اقتصادية وأمنية استراتيجية الخ هي تبريرات مخادعة، ولا نعرف ماذا يوجد عند إسرائيل ولا يوجد عند الدول الأخرى في العالم؟ وكيف لدول مستقلة ذات سيادة أن تحمي أمنها من خلال القوة والحضور الأمريكي والإسرائيلي على أراضيها؟ ! وهل ننسى ما آل إليه الوضع في العراق وأفغانستان في ظل الاحتلال الأمريكي ومزاعمه حول نشر الديمقراطية وضمان استقرار وأمن هذين البلدين؟ ولماذا لم يتحقق الأمن والاستقرار والازدهار للدول المطبعة وهي التي تربطها – عدا السودان-منذ عقود علاقات استراتيجية مع واشنطن وفيها قواعد عسكرية أمريكية؟! ولماذا لم تعترف أمريكا بمغربية الصحراء طول أكثر من أربعة عقود وتركت الصراع يتفاقم بين أطراف الصراع والآن تعترف بمغربية الصحراء مقابل اعتراف المغرب بإسرائيل، ولماذا الربط بين القضيتين ؟!!. .

نعم وقفت الشعوب العربية إلى جانب الشعب الفلسطيني وما زالت ولها كل احترام وتقدير، وخاضت جيوش عربية حروباً مع الكيان الصهيوني دفاعاً عن أراضيها، وكانت قمة المد النضالي الفلسطيني في الستينيات والسبعينيات متزامناً مع المد الثوري والتحرري والقومي العربي. ولكن إن ارتأت الأنظمة العربية أن مصالحها تحتم عليها الاعتراف بإسرائيل وترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة الكيان الصهيوني وحليفته واشنطن فهذا شأنها وشأن الشعوب العربية، فهذه الأخيرة صاحبة القرار النهائي في شأن التطبيع.

حتى لو طبعت كل الأنظمة العربية فهذا لا يغير أو يبدل جوهرياً في عدالة القضية الفلسطينية أو في استمرار الصراع مع الكيان الصهيوني، فالشعب الفلسطيني موجود على أرضه منذ آلاف السنين والحركة الوطنية التحررية الفلسطينية موجودة منذ مائة عام منذ هبة البراق 1929 والثورة الفلسطينية الكبرى 1936 قبل أن تتواجد غالبية الدول العربية ككيانات وأنظمة سياسية.

قال الشاعر الكبير محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين".

ونحن نقول وستبقى تسمى فلسطين بالرغم من التطبيع العربي ما دام الشعب الفلسطيني صامداً وما دامت الشعوب العربية تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية بالرغم من مشاغلها الداخلية وما يشوب المشهد السياسي الفلسطيني الداخلي من سلبيات.

Ibrahemibrach1@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع