زاد الاردن الاخباري -
ما بين " تلاصق " الوزير خيطان ودعوات الوزير نذير ، للتباعد، وافلام فريق الشجرة المباركة ، وتطوير موقعها ، وفق الصور، يستمر توهان الشعب الاردني ، ودورانه في فلك دعوات متضادة ، ومتناقضة الشدة ، والارخاء.
وفيما يكاد وزير الصحة، نذير عبيدات يبذل جل وقته من جهد في الشرح عن الوباء ، وجهد مماثل عن اللقاح ان وصل، ويكاد يقسم أيضا أن ذلك كله لايوازي التزاما بكمامة، يخرج علينا وزير النقل بصورة استقباله للسفير الهندي ، ضاربا عرض الحائط بالجانب الصحي والتباعد والكمامة ، وطول الحائط ببروتوكول صور المباحثات، ليبدو معاليه ووسعادته - أي السفير - قد التقيا صدفة بحفل للسفارة ماقبل الجائحة، ليلتقطا صورة للذكرى، ضرب موعدها وطريقتها، تعليمات عبيدات لاقرانه ، ويكاد يخاطبهم " ان استروا علينا " ولنبدو مقنعين بما نقول، حتى لو لم نكن مقتنعين به..
المشاهد الثانية ، الاشبه برحلة اصدقاء جمعهم جروب جامعي، بعد عقود على التخرج، تضم مجموعة وزراء " المياه، الادارة المحلية، الاشغال،السياحة، والزراعة، ومعزبهم سماحة وزير الاوقاف، والزمان والمكان، جمعة الحظر الماضية ، والذريعة الالتقاء بظل الشجرة المباركة التي استظل بها الرسول صل الله عليه وسلم، وتدارس امكانيات تطوير محيطها، ربما بدافع التركيز على السياحة الدينية لموقع الشجرة ودلالات بركتها، بعد ان فشلت سياحتنا الاثرية، والتراثية ، والطبيعية، والعلاجية، والدينية عبر اضرحة الصحابة، اذ لعل الشجرة تكون المنقذ في تشكيل عوامل استقطاب جديدة لمرحلة مابعد كورونا..
حقيقة الامر تريثنا في تناول صور الجولة - وهي بالمناسبة ذات شقين - والبحث عن تفاصيلها ، معتقدين ان ستة وزراء اجتمعوا ، لابد خلال أيام الأسبوع يفيدونا بجرعة معلومات حول التطوير المفترض، لكن شيئا من ذلك لم يحدث واكتفوا بصور السيلفي، جانب الشجرة عبر منشور فيسبوكي، فيما بقية الصور في صيوان اقتضته ظروف رحلة صحراوية ذات ضجر من حظر، اختتم لربما بصاجية، وهذا توقع ربما الاقرب لحقيقة تبرير الاستعراضات الاعلامية، التي باتت توسم بها حكومة البشائر..
ما نخشاه ان يفوتنا الوقت لنجد انفسنا بعد فترة وقد استنزفت الحكومة جهدها ووقتها، بامور ابعد ما تكون عن دائرة الاهتمام الشعبي وحاجاته، ومعاناته المتفاقمة يوما وراء يوم، فهل يهز دولته عصاه لفريقه ، ان انضبطوا، وقدموا ما ينفع الناس ، قبل فوات الأوان..