زاد الاردن الاخباري -
مازن النعيمي- يفرض ركود الوظائف التقليدية وانحسارها واقعاً جديداً مليئاً بالفرص للعديد من الأعمال المهنية الواعدة، إذ يوفر العمل الحر القائم على اكتساب المهارات الفنية والمهنية والتقنية بمختلف المجالات، الدخل المناسب والاستقرار المطلوب للعاملين به.
وتُعد مهنة صيانة السيارات (الميكانيكي)، من أبرز الأعمال المهنية التي تشهد طلباً متزايداً على المستويين المحلي والإقليمي، وتحظى بمزايا اقتصادية واجتماعية متعددة، تتلاشى أمامها الضغوط الاجتماعية المتعلقة بثقافة العيب والصورة النمطيّة لهذه المهنة.
ويوم أمس، حظي مجموعة من الشباب الأردني الذين غادروا ثقافة العيب إلى ثقافة اغتنام الفرص بالعمل والتدريب المتخصص، بإشادة جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح جلالته بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أكاديمية "جاكوار لاند روفر" للتلمذة المهنية في عمان.
وتُقدم الأكاديمية للطلبة المُلتحقين تدريباً شاملاً ومجانياً حول مختلف المهارات التقنيّة لميكانيك السيارات على مدى 18 شهراً، إذ تضم الأكاديمية قاعات للتدريس وأخرى للتدريب ومشاغل لصيانة السيارات، ويبلغ عدد الطلبة المتدربين حالياً 12 طالباً، 8 منهم من طلبة جامعة الحسين التقنية، و4 من برنامج خدمة وطن، بينهم طالبة واحدة.
والتقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مجموعة من الطلبة المتدرّبين في الأكاديمية، والذين أعربوا عن بالغ فخرهم واعتزازهم بالزيارة الملكية، التي تعكس حرص جلالة الملك وسمو ولي العهد واهتمامهما بالشباب، فضلاً عن الدعم الملكي المتواصل نحو تمكين الشباب وتحفيزهم للتوجّه للتدريب المهني المتقدم، والاستفادة من الفرص المتاحة في سوق العمل.
وسردت الطالبة أماندا الشاعر تجربتها في هذا المجال، إذ تكوّنت رغبتها بالعمل في ميكانيك السيارات منذ طفولتها، نتيجة متابعتها لشغف شقيقها في تعديل المركبات وإدخال الإضافات عليها، ما دفعها لزيادة الإهتمام بهذا المجال والإلمام بمختلف تفاصيله.
وبيّنت أنها بعد اجتيازها مرحلة الثانوية العامة، توجّهت لدراسة الهندسة الصناعية في جامعة الحسين التقنية، واختارت الأكاديمية للتدريب العملي في ميكانيك السيارات، مشيرة إلى أن التدريب بالأكاديمية يُعد فرصة مهمة لا يمكن أن تحصل عليها في مكان آخر بسهولة.
ودعت الشاعر الشباب الأردني إلى الالتحاق بالبرامج التدريبية المهنية المختلفة، وتجاوز ثقافة العيب والصورة النمطية السائدة، والإصرار على شق طريقهم في الأعمال والمهن التي تتطلب الأيدي الماهرة، واغتنام فرص التدريب والتأهيل لتحقيق فرص عمل مناسبة.
من جهته، تحدث الطالب خالد الحموي، أحد المتدربين القادمين من برنامج خدمة وطن، عن أهمية التدريب العملي المتخصص في تمكين الشباب من إيجاد فرص عمل مناسبة مستقبلاً، مؤكداً أن التدريب المهني يعد خياراً استراتيجياً للشباب الأردني في ظل ركود الوظائف التقليدية.
وأشار إلى أن برنامج خدمة وطن كان حلقة الوصل في التحاقه بالأكاديمية، إذ تقدّم للتدريب بعد تخرجه من الجامعة الأردنية في تخصص هندسة الميكانيك، داعياً الشباب الأردني للالتحاق ببرامج التدريب المهني المختلفة، والاستفادة من الفرص التي يوفرها في سوق العمل داخل المملكة أو خارجها.
من جهته، قال الطالب عادل لافي، إنه تقدّم للأكاديمية نظراً لتعلّقه الشديد وشغفه الكبير بالسيارات، حيث كانت البداية باهتمامه بالسيارات الرياضية والتعرف على مواصفاتها وأدق تفاصيلها خلال طفولته، ليتوّج تلك الرغبة بدراسة هندسة الميكانيك التي كانت المدخل في التحاقه بهذه الأكاديمية، وخضوعه لبرنامجها التدريبي في ميكانيك السيارات.
وبيّن أن تدريبه في الأكاديمية شكّل فرصة مناسبة له لتطبيق العلوم النظرية التي تلقّاها خلال دراسته الجامعية على أرض الواقع، إلى جانب العديد من المهارات العملية والتقنيات الفنية التي اكتسبها خلال البرنامج التدريبي.
وعبّر لافي عن فخره وسعادته بالزيارة الملكية، التي تشكّل حافزاً مهماً وتشجيعاً كبيراً للشباب الأردني، نحو التحاق المزيد منهم في برامج التدريب المهني والفني المتقدم، بما يؤهلهم لسوق العمل داخلياً وخارجياً.
بدوره، تحدّث مدير التدريب في أكاديمية جاكوار لاند روفر للتلمذة المهنية المهندس عماد يارد، عن البرنامج التدريبي للأكاديمية، مشيراً إلى استخدام أحدث الأنظمة الميكانيكية والكهربائية في التدريب.
ولفت إلى أن الأكاديمية تُعد نواة ونموذجا مُهما يمكن البناء عليه وتطويره في مجالات وتخصصات أخرى، الأمر الذي يسهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب الأردني، من خلال الإقبال على برامج التدريب المهني التي تحظى بفرص عملية واسعة.
وبذات الاتجاه، قال نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة المحمودية باسم ملحس، إن مشروع الأكاديمية يُعد الأول من نوعه على المستوى الإقليمي، إذ يستهدف تمكين الشباب وتدريبهم على صيانة السيارات، مبيناً أنه تم التعاقد مع وزارة العمل من خلال برنامج خدمة وطن، وجامعة الحسين التقنية لرفد الاكاديمية بالطلبة المتدربين.
وأشار إلى أن الأكاديمية تعد استثماراً على المدى الطويل لتمكين الشباب الأردني وإطلاق طاقاتهم، ليكونوا على قدر عال من التنافسية محلياً وخارجياً، لافتاً إلى أن وجود الأكاديمية داخل منشأة تجارية يخدم الطالب مهنياً ويُسهم في إكسابه مهارات إضافية ومعرفة أوسع بمتطلبات السوق.
وبيّن ملحس أن جائحة كورونا أدّت إلى خفض أعداد الطلبة الملتحقين خلال البرنامج التدريبي الحالي، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الطلبة المتدربين في الظروف الطبيعية إلى 48 طالباً وطالبة في البرنامج الواحد.
--(بترا)