زاد الاردن الاخباري -
أيّهما أفضل الإصابة بالفيروس أم تناول “اللقاح”؟: خبراء الأردن يحاولون الإجابة.. توجّس عام من “اللقاح الصيني- الإماراتي” بعد تسبّبه بتكوين أجسام مضادّة داخل جسدي الخصاونة والوزير عبيدات.. الشارع قلق والحُكومة تُروّج
توجّس وجدل واسع داخل الأردن حول تلقي لقاح فيروس كورونا، وبين مؤيد ومعارض يبقى الخلاف الأساسي محل أسئلة باتت حائرة أمام الشارع الأردني في رفضه المطلق لمبدأ الحصول على أي لقاح وخاصة اللقاح الإماراتي الصيني، نتيجة كثرة معلومات دسمة وتقارير يومية والآراء مختلفة من قبل الأطباء والخبراء تمخضها عن التشكيك والانتقادات.
ويرى الكثير من الأردنيين أن الحكومة الأردنية متجهة إلى اقتناء اللقاح الصيني، نظرا لقلة تكلفته ورخص ثمنه فقط، وسط قناعة يرتكزون عليها بعدم جودة منتج الصيني وعدم توافر المعلومات الكافية حول “أمانه” في إعطاء اللقاح للناس.
أما رواية الحكومة جاءت بنتائج هذه المرة، بعد تفقد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مديرية المختبرات التابعة لوزارة الصحة بمرافقة وزير الصحة د. نذير عبيدات تسلم رئيس الوزراء ووزير الصحة، نتيجة فحص الأجسام المضادة الذي أجرياه في مختبرات الوزارة بعد أن كانا تلقيا اللقاح البحثي التجريبي الإماراتي الصيني المضاد لكورونا قبل نحو شهر وأظهرت النتيجة تشكل أجسام مضادة للفيروس جراء تلقي المطعوم.
وقال وزير الصحة في تصريح صحفي، “إنه ورئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تلقيا الجرعة الأولى من المطعوم قبل نحو شهر ونصف وبعد ثلاثة اسابيع تلقيا الجرعة الثانية من المطعوم، وتم بعدها إجراء فحص الأجسام المضادة، واليوم تسلمنا النتيجة من المختبرات التي تبين تشكل اجسام مضادة وهذا مؤشر جيد على فعالية المطاعيم الموجودة حاليا بغض النظر عن مصدرها”.
وفي معرض الرد على الوزير عبيدات ،أوضح الدكتور عيسى مقدح في رسالة أن هذا التحليل يساعدنا على تحديد امرين: اولا، اذا ما كان المصاب قد اكتسب مناعة طبيعية تجعله غير معرض للمرض مرة اخرى.
وثانيا، الفصل بين اولئك الذين بحاجة الى لقاح الكورونا والذين ليسوا بحاجة له بناء على القاعدة العلمية التي تقول أن من اصيب بفيروس ما فهو ليس بحاجة الى لقاح له بسبب اكتسابه مناعه طبيعية، مشيرا إلى أنه اجرى عدة اتصالات مع عدد من المختبرات الخاصة في عمان إلا أن الإجابة كانت دائما بان الفحص متوفر لديهم وعلى درجة عالية من الدقة لكن وزارة الصحة ترفض السماح لهم باجراء هذا الفحص.
وطالب مقدح الوزير عبيدات بإيضاح الأسباب خلف هذا القرار للأطباء كافة كي يتم التنسيق مع جميع الجهات للعمل بما فيه مصلحة المواطن.
بدوره، قال عضو لجنة الأوبئة وأستاذ علم الفيروسات عزمي محافظة في وقت سابق أن لا سبيل لوقف الجائحة سوى عن طريق خلق مناعة مجتمعية والطريقة الأسلم لخلق المناعة المجتمعية تأتي عن طريق المطعوم”.
ورأى محافظة أن الإصابة الطبيعية بكورونا أفضل من أخذ المطعوم من حيث المناعة المكتسبة، مشيراً إلى أن الإصابة الطبيعية تُطمئن الشخص على أنه يتمتع بالحماية لفترة كافية على الأقل في فترة الانتشار المتوقع للجائحة، ومن ثبتت إصابته يعتقد المحافظة أنه لا داعي للتطعيم كونه الذي أصيب لديه مناعة ولا نعرف مدة المناعة لان المرض جديد، وعادة المناعة لا تقل عن 6 شهور وقد تستمر الى سنتين وأكثر.
وعلى صعيد مرتبط انشغل الرأي العام الأردني في مسألة الخوف من تلقي اللقاح حيث سرعة وإنتاج اللقاح هو مصدر القلق الرئيسي لمكونات المجتمع الأردني، خاصة أن تطوير معظم اللقاحات استغرق من 10 إلى 15 عاما حسب الدراسات.
وانفردت وسائل الإعلام الأردنية، والتي معظمها خاضعة لجهات رسمية في امتداح اللقاح الصيني وتروج له، بينما انقسمت شبكات تواصل الاجتماعي بين قسم انفرد بالترحيب والتهليل لجهود الدولة، وقسم أعرب عن مخاوف من تجربته وتلقيه وتشكيك في فعاليته.
وكانت مصر والإمارات من الدول التي استخدمت اللقاح الصيني.
ويشار إلى أن لقاح شركة سينوفاك الصينية استخدم جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف، بينما لقاحا موديرنا وفايزر اللذان يجري تطويرهما في الغرب فيعملان بتقنية الحمض النووي الريبوزي.
ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم، مما يحفزه على البدء في إنتاج بروتينات فيروسية.