زاد الاردن الاخباري -
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على قتل الشابة الكويتية ”فاطمة العجمي“ على يد شقيقها داخل غرفة العناية المركزة، أثارت حادثة قتل جديدة لفتاة على يد شقيقها طعنا بالسكين بمحافظة الأحمدي، ردود فعل غاضبة من قبل شريحة واسعة من النشطاء تجاه جرائم القتل التي تذهب ضحيتها نساء وشابات على يد ذكور من أسرهن بحجج مختلفة.
وبحسب النشطاء، فقد وقعت حادثة القتل الجديدة، أمس الجمعة، بمنطقة الرقة، حيث تعرضت فتاة تُدعى ”شيخة العجمي“ للطعن على يد شقيقها الأصغر بسكين داخل منزلهم، ليتم نقلها إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة في ساعات المساء.
وكانت صحيفة ”الراي“ الكويتية قد أعلنت، أمس، أنه تم القبض على الشاب من قبل رجال الأمن، مبينةً ”أن سبب الجريمة هو وجود خلافات بينه وبين شقيقته“، دون ورود أي تفاصيل أخرى حول الحادثة.
وبينما تداول النشطاء أخبار الحادثة وسط تحليلات وتعليقات متفاوتة بشأن دوافع الجريمة، فقد نقلت بعض الحسابات الإخبارية تغريدة عن فتاة زعمت أنها شقيقة الضحية، والتي ”نفت أن تكون جريمة القتل متعلقة بالدفاع عن الشرف، مؤكدة أن شقيقتها كانت على وشك الزواج، وأن القتل تم بعد تحريض من قبل أصدقاء شقيقها القبليين بحكم أنها فتاة“.
وبالرغم من غياب التعليق الرسمي حول الحادثة حتى الآن وكشف تفاصيل وملابسات الجريمة، فقد تفاعل عدد كبير من النشطاء والحقوقيين معها، مطالبين بمحاسبة القاتل وحماية النساء من تكرار هذه الجرائم بحقهن، بعد عدة جرائم قتل شهدها البلد الخليجي خلال الأعوام القليلة الماضية.
وقالت الأكاديمية شيخة الجاسم، والتي خاضت الانتخابات النيابية مؤخرا دون الفوز بمقعد برلماني، ”بعد تكرار جرائم القتل للبنات من قبل إخوتهن الذكور يتطلب الأمر انتباه الدولة لخطورته، فلا يعقل بعد كل سنوات التعليم المدني بالكويت ما زال البعض يتصرف بهمجية وصمت مطبق من قبل نواب البرلمان!! أين حقوق النساء التي كنتم تدعون حمايتها؟ أين الحريات التي زعمتم الذود عنها؟؟“.
واستذكر الدكتور سليمان الخضاري، استشاري الطب النفسي، حادثة قتل الشابة فاطمة العجمي قبل أشهر، قائلا: ”من عقب قضية قتل فاطمة العجمي .. ما عاد لي نفس أتكلم في مواضيع شبيهة .. أصبحت النساء الضحايا مجرد أرقام عابرة في هذا المجتمع البائس!“.
وأشارت الكاتبة والصحفية شيخة البهاويد إلى خطورة هذه الجرائم والتعنيف، والتي تسلب حق المرأة بالشعور بالأمان في مثل هذه المجتمعات، حيث كتبت: ”للي يقولون للنساء ”ماخذين كل حقوقكم شناقصكم؟“ اللي ناقصنا إن #جريمه_الرقه ما تكون حالة عامة، لكن الواقع إنها عامة مو فردية، وحتى في الحالات اللي ما توصل فيها للقتل توصل لطرق أخرى من العنف إحنا ما نحس بالأمان في مجتمع يتعامل بعادية في كل مرة تسلب روح وحدة منا لأنها خالفت أمرا ذكوريا“.
وقال الدكتور فايز الفايز: ”مهما كان السبب الشرع يلزمك باللجوء للحاكم الشرعي والقانون كذلك يلزمك باللجوء إلى الداخلية لا بد من حماية النساء اللاتي يتعرضن للخطر، الدولة شريكة في كل ما تتعرض له النساء من مختلف الجنسيات والأعراق والطوائف“.
وطالب الإعلامي عبدالعزيز اليحيى، والذي نقل بعض تفاصيل الحادثة منذ ساعاتها الأولى، بإنجاز مركز الإيواء لحماية المعنفات، قائلا: ”هاجر العاصي، فاطمة العجمي، مروة الشمري، شيخة العجمي، وغيرهم من بنات الكويت اللي تم قتلهم من أهلهم، كذلك حالات التعنيف اليومية المتزايدة، لذلك على الحكومة بسرعة إنجاز مركز الإيواء المتوقف من ٢٠١٦ وإعطائه الصبغة القانونية لحماية المعنفات، ازدياد حالات الغدر أصبح واضحا“.
وسبق أن تعرضت فتيات ونساء في البلد الخليجي المحافظ لجرائم قتل من قبل ذكور من ذويهنَ، وهو ما دفع حقوقيين للحديث بين الحين والآخر عن قضية العنف ضد المرأة في الكويت وتعرض بعضهن للقتل، منتقدين قانون الجزاء الكويتي الذي يخفف الحكم عن قاتل الأنثى في ظروف معينة.