أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا رابط إلكتروني لأرقام جلوس توجيهي التكميلية دعوات للضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول المساس بالوطن ولي العهد : اللهم صيبا نافها تفاصيل لقاء الصفدي وحسان في مجلس النواب الجمارك: تمديد الدوام للتخليص على السيارات الكهربائية الأعـيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني بداية عبور الجبهة الباردة شمال المملكة مُرفقة بانقلاب جذري على الأجواء مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية بالإخلاء العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية
الصفحة الرئيسية أردنيات الصحافيون أصبحوا يبحثون عن «راتب» آخر الشهر .....

الصحافيون أصبحوا يبحثون عن «راتب» آخر الشهر .. بدل استنشاق أنفاس الحرية !

الصحافيون أصبحوا يبحثون عن «راتب» آخر الشهر .. بدل استنشاق أنفاس الحرية !

22-12-2020 11:53 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب - حسين الرواشدة - بدل أن يطالب الصحافيون بإصلاح التشريعات والمناخات السياسية لكي يتمكنوا من استنشاق أنفاس الحرية والاستقلالية، أصبحوا يبحثون عن «راتب» آخر الشهر، أو عن فرصة عمل بديلة بعد أن فُصلوا من عملهم او اصبحوا مهددين بالفصل منه، أو عن قرار رسمي يطمئنهم على استمرار صحفهم بالصدور، وعدم إغلاقها بذريعة الإفلاس.

أرأيت كيف تحولت المهنة إلى «لعنة» تطارد أصحابها، وكيف وقف الجميع صامتين أمام «محنة» الصحافة الورقية التي لطالما تسابقوا للاستعانة بها في نشر أخبارهم وانجازاتهم، أو للتغطية على أخطائهم وتقصيرهم، وكيف تحول الصحفيون إلى أيتام على موائد فارغة حتى من «مقبلات» الوعود وجبر الخواطر المكسورة.

من يستطيع أن يتحدث عن الحريات في وقت لا يجد فيه الصحفي لقمة العيش، ولا مصاريف الأولاد، ولا يأمن على نفسه من الفصل ولا يعرف إلى أي مهنة سيتحول بعد أن قضى عمره في مهنة المتاعب، من يستطيع - كصحفي -أن يناقش مرتبة بلدنا على قائمة الحريات الصحفية في العالم وهو مهدد بـ»الانقراض» والصحافة التي يعمل فيها مدرجة على قائمة الإغلاق، والحكومات التي يتهمها بتقييد الحريات لم تتحرك لفك القيود عن البطون الجائعة، ورفع الظلم عن الأقلام المكسورة والمحبطة، وإنقاذ أذرع الدولة التي كانت أذرعاً وتحولت الى أعضاء مشلولة وخشب مُسنَّدة، معروضة للبيع او للتصفية.

لم يتحرك احد لكي يقول للصحافيين في»أزمتهم»: شكرا لكم، أو يستنكر المأساة التي تحاصرهم، أو يهمس في آذانهم بكلمة تشعرهم أنهم جزء من الوطن، وتذكّرهم أن ما قدموه يستحق الاحترام.

بوسع الصحافة التي اقتنعت أخيرا انها مثل «خبز الشعير» مأكولة مذمومة ان تحدق في مرآتها لتكتشف ما فعلته بنفسها، وما فعله الآخرون بها، وتحاسب كل الذين استغلوا هذه المهنة الشريفة وركبوا موجتها واختطفوها، حتى إذا وقعت في المصيدة أو أصابها الهرم قذفوها بحجارتهم وأطلقوا عليها الرصاص.

بوسع الصحافة التي تجتر خيبتها مع انكشاف ظهرها وأفول شمسها ان تعيد حساباتها من جديد، فهزيمتها في معركة الحريات أوصلتها الى الهزيمة في مواجهة «الأمعاء الخاوية»، وفشلها في البقاء على كرسي «صاحبة الجلالة» انتهى بها الى الجلوس على الرصيف، كما ان قطيعتها مع جمهورها الحقيقي الذي هو الناس، افقدها القدرة على تسويق بضائعها، وأغرى مدمني التصفيق لإسدال الستارة على الفصل الأخير من مسرحية البقاء للأقوى.

عن أية حريات صحفية نتحدث ونحن نواجه صراعا على الوجود لا على الحدود، وعن أية مهنية نتساجل والصحافيون يودعون مهنتهم ويهاجرون الى البطالة، او ينتظرون موعد إشهار وفاة صحافتهم الفقيدة للمشاركة في الجنازة التي ربما لن يسير فيها الا القليل من الذين ما زالت المهنة تسري في دمائهم، وعن أية انحيازات أخلاقية لرسالة الصحافة يطالب البعض ونحن في «مأتم» أخلاقي انتحرت فيه قيم واعتبارات كنا نظن أنها حقائق فإذا بها مجرد أوهام؟!

باختصار، لا يشعر الصحفي بالحزن على الحرية التي غابت أو انتهكت، ولا على المهنة التي تم اغتيالها، ولا على تعب الليالي بين الحروف وحبر المطابع، بل يشعر بالخيبة على «حكومات» أكلت أبناءها، وعلى مجتمع تنكر للأقلام التي تدافع عن حقوقه وقضاياه، حتى نسي أن يذكرها بخير على قاعدة «اذكروا محاسن موتاكم».

أزمة الصحافة اليوم ليست فقط أزمة حريات، بل أزمة «رغيف» وجوع، وأزمة ضمائر ماتت، وأزمة أحكام صدرت بالإعدام غيابيا، وهي أولا وأخيرا أزمة مجتمع ودولة وليست أزمة صحافة فقط.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع