زاد الاردن الاخباري -
أعلنت موسكو الثلاثاء فرض عقوبات مضادة على الاتحاد الأوروبي على خلفية قضية تسميم أليكسي نافالني، ووصفت ب"الأوهام" تصريحات يؤكد فيها المعارض الروسي تورط أجهزة الأمن الروسية الخاصة في عملية تسميمه.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها "وسعّت لائحة الممثلين لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضي روسيا الاتحادية"، من دون نشر أسمائهم.
وأوضحت الخارجية أنها تعتبر "غير مقبولة"، العقوبات الأوروبية التي تستهدف ستّ شخصيات روسية من بينهم، رئيس جهاز الأمن الفدرالي لروسيا الاتحادية ألكسندر بورتنيكوف، "بذريعة مشاركتهم المزعومة في الحادثة المرتبطة بالمواطن نافالني".
وأُبلغت هذه العقوبات المضادة للممثلين في سفارات فرنسا وألمانيا والسويد الذين تم استدعاؤهم إلى السفارة الثلاثاء.
وتقول الدول الثلاث إنها رصدت مادة سامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك في جسم المعارض الذي تلقى العلاج في مستشفى في ألمانيا بعد تسميمه المفترض في سيبيريا في 20 آب/أغسطس.
واعتبرت ألمانيا أن التدابير التي اتخذتها موسكو ضدها "غير مبررة"، من دون تحديد ما هي هذه التدابير. وطالبت وفق قول مصدر في وزارة الخارجية الألمانية، موسكو بـ"توضيح اللجوء إلى مادة سامة من نوع عسكري ضد مواطن روسي على أراضيها".
وتتهم روسيا برلين وباريس وستوكهولم وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم تسليمها الملفات التي تُظهر وجود في جسم نافالني مادة نوفيتشوك التي تمّ تطويرها لأغراض عسكرية في الحقبة السوفياتية.
- "أوهام" -
تؤكد روسيا أن نافالني لم يكن لديه أي سمّ في جسمه عندما أُدخل إلى المستشفى في سيبيريا وأنه لم يتمّ فتح أي تحقيق في روسيا بسبب غياب التعاون من جانب الأوروبيين.
ويأتي الردّ الروسي على العقوبات الأوروبية غداة نشر المعارض محادثة هاتفية ينتحل خلالها هوية مزوّرة ليستدرج عنصراً من جهاز الأمن الفدرالي لروسيا الاتحادية يدعى قسطنطين كودريافتسيف للحديث عن بعض ظروف محاولة الاغتيال التي كان ضحيتها.
وقدم رجل الأمن على أنه خبير الأسلحة الكيميائية لدى الجهاز لكن نافالني لم يقدم دليلاً يؤكد هوية محاوره.
واعتقد كودريافتسيف أنه يتحدث مع مسؤول من الاستخبارات وقال إنه شارك في عملية طمس أدلة وأن نافالني سُمّم عبر مادة وُضعت على "جيب الملابس الداخلية" للمعارض.
وردّ المتحدث باسم الكرميلن ديمتري بيسكوف بالقول إن "المريض يعاني بوضوح من أوهام الاضطهاد (...) ومن بعض أعراض جنون العظمة".
في تصريح أكثر اعتدالاً، ندّد جهاز الأمن الفدرالي الروسي مساء الاثنين بما اعتبره "تزييفا" و"استفزازا" مدبّرل على الأرجح بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية.
وقالت منظمة أليكسي نافالني، صندوق مكافحة الفساد، لوكالة فرانس برس إنها قدّمت شكوى ضد قسطنطين كودريافتسيف لدى لجنة التحقيق الروسية النافذة.
وبعد نشر في 14 كانون الأول/ديسمبر تحقيق أول أشرف عليه موقع "بيلينغكات" الاستقصائي الإلكتروني بالتعاون مع نافالني ووسائل إعلام أوروبية، أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بأن المعارض كان يخضع للمراقبة لكنه أكد أن لو أرادت روسيا قتل نافالني لما كان على قيد الحياة.
- "قاعدة أساسية" -
سخرت الصحافة المستقلة وكذلك منتقدو النظام الروسي من الإهانة العلنية لجهاز الأمن الفدرالي وريث جهاز الأمن في الحقبة السوفياتية، والذي يمثل نخبة أجهزة الأمن وكان بوتين قائده في تسعينات القرن الماضي.
ووصفت الكاتبة يوليا لاتينينا في مقال نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا"، الضربة التي وجّهها نافالني لجهاز الأمن بأنها "فخّ يليق بهيركول بوارو"و شخصية المحقق البلجيكي في روايات عدة لأغاتا كريستي.
على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت النكات الساخرة من جهاز الأمن الروسي وحصد فيديو المعارض 12,5 مليون مشاهدة في أكثر من 24 ساعة.
وكتب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن فولفغانغ إيشينغر وهو سفير ألماني سابق متخصص في العلاقات بين الغرب وروسيا، في تغريدة أن "قاعدة أساسية للاستخبارات (...) عدم استقبال أي مكالمة من شخص لا تعرفه. على ما يبدو، هذا الأمر لا يُدرّس في مدرسة الاستخبارات الفدرالية الروسية".
ولم تخصص وسائل الإعلام الروسية حيزا كبيرا للقضية.
وتخصص موقع بيلينغكات في التحريات حول عملاء روس مفترضين عبر تحليل قواعد بيانات تم تسريبها أو بيعها على الانترنت.
قبل قضية نافالني، نشر هذا الموقع أسماء عناصر من الاستخبارات العسكرية الروسية مسؤولين بحسب الموقع، عن تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال في انكلترا بمادة نوفيتشوك.