زاد الاردن الاخباري -
كتب خالد الزبيدي - الحاجة باتت ماسة في العام الجديد لاعادة النظر في الخطاب الاعلامي الاردني.. العام المرئي والمسموع والصحف والاعلام الالكتروني والانتقال الى محتوى اكثر إنتاجية ومواجهة التحديات الحقيقية، وقبول كافة الاطراف تحمل المسؤولية بما يقود الى سقف حرية مرتفع للإعلام من جهة وإلتزام الاعلاميين بالحياد والدقة والنزاهة من جهة اخرى، فالمعضلة الكبرى في الخطاب الإعلامي ضعف المحتوى والتوجه نحو قضايا بعيدة كل البعد عن جوهر ما نعاني سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا.
بمتابعة محطات التلفزة الاردنية المختلفة المملوكة للحكومة والقطاع الخاص الى الاعلام الرسمي والصحف اليومية والمواقع الالكترونية يجد المتابع الفاحص لمحتوى الاخبار غالبا ما يجده هش وغير مهم للعامة تارة، وتارة اخرى يتم تضخم اخبار واحداث يفترض ان لا تظهر بهذه الصورة.
من الاخبار التي تضعف العزيمة يوميا نجد اخبار تتصدر المشهد الاعلامي القاء القبض على سارق راديوهات المركبات، ويوم ثاني او ثالت نجد خبر لالقاء القبض على سارق اسطوانات الغاز، ثم القبض على مجرم خطير ..وهناك ارقام يومية عن عدد الاصابات بفيروس كوفيد 19 في كندا حتى يخال المتابع انها دولة حدودية للاردن الى مجموعة من الاخبار المماثلة لدول اوروبية وامريكا...هذه الاخبار مهمة ويفترض تقديمها ضمن موجز إخباري لمن يريد المتابعة..وهذا النوع من الاخبار مهم لإنتشار الفيروس في دول مجاورة لاخذ الحيطة على سبيل المثال.
تلفزيونات محلية تبث ساعة الى ساعتين يوميا في تقديم برامج (ابداعية) في فن الطبخ المنزلي وغالبا لا تستطيع العامة القيام بذلك نظرا لارتفاع تكاليف المواد الاولية لهذه الوصفات ..فهناك اناس وهم كثر يبحثون على طعام منخفض الكلفة ولا يتطلعون للاغذية النوعية، وربما لايعرفون الروبيان (القريدس) ولا السلمون، لذلك هذا الجهد التلفزيون اشبه بمسلسل ممل يتخلله مجاملات ليس لها اول ولا آخر من الاطراء للشف الذي ينفذ الحلقة المتلفزة.
تصريحات الرئيس والوزراء ..ونحن نحترم الجميع لابد من عدم إطالتها لان غالبية العامة لا تتابع مطولات بعضها مكرر .. وفي احدى المناسبات قال متابع ان ما ينشر من اخبار عن مجموع المنح الخارجية يفوق حجم الموازنة العامة للدولة..اما تغطية اخبار القطاع الخاص فتتم بضعف العدالة بين الانشطة الاستثمارية والاقتصادية، وهذا يعتمد على قدرة الشركة و/ او المؤسسة على التأثير، علما بأن المحتوى واهمية النشاط يفترض ان يكون الحكم ..ما سبق عينة صغيرة وهي من كم هائل للتعامل الاعلامي لايشكل قيمة مضافة حقيقية في المجتمع، لذلك علينا تحويل العام الجديد الى بداية حقيقية لتطوير المحتوى الاعلامي بما يخدم المجتمع الاردني في كافة مناحي حياتنا.