الدكتور: رشيد عبّاس - بغض النظر عن حيثيات (التنصيب), والعنف والمشاكل التي وقعت مؤخرا في مبنى الكابيتول الأمريكي,..الذي يهمنا اليوم هنا هو ماذا ترك السيد دونالد ترامب على اعتبار أنه الرئيس الذي سيغادر البيت الأبيض؟ وماذا يستطيع السيد جو بايدن عمله على اعتبار أنه الرئيس القادم للبيت الأبيض؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة قد يفهمها البعض على أنها أسئلة تهم الشأن الأمريكي فقط, وقد يفهمها البعض الآخر على أنها أسئلة تهم الشأن غير الأمريكي فقط, والصحيح أنها أسئلة تهم كل من الشأن الأمريكي وغير الأمريكي معا, وهي من النوع الذي ما زال عالقاً.
السيد ترامب الغير مأسوف على رحيله, ترك ملفات داخلية موجعة للشعب الأمريكية, من أبز هذه الملفات وأهمها هو ملف كورونا أولاً, ثم ملف الاقتصاد ثانياً, وملف الانقسام الداخلي ثالثاً, في حين أنه ترك ملفات خارجية مقلقة لشعوب المنطقة, من أبز هذه الملفات وأهمها هو ملف حل الدولتين على أرض فلسطين اولاً, وملف تخصيب اليورانيوم في إيران ثانياً, والسؤال المحوري هنا هو هل يستطيع الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية السيد جو بايدن التعامل مع مثل هذه الملفات والمضي بها قدماً؟
لكي يستطيع الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية السيد جو بايدن (فكفكة) مع مثل هذه الملفات (وتشحيمها) من جديد, لابد له من توافر شروط داخلية وأخرى خارجية كافية الى حد الاطمئنان, وبدون هذه الشروط الكافية سيتعمق (صدأ) و(تكلّس) هذه الملفات لتزداد تعقيداً يوما بعد يوم, وربما ينتج عنها تداعيات قد تكون هي الأخطر وتنزلق معها عجلات الشعوب إلى مصائر مجهولة, لا يعرف عقباها إلا الله.
وهنا سأتوقف عند الملفات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية حيث الأهمية بالنسبة لمنطقتنا, تاركاً وضع الملفات الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية كشأن داخلي للأمريكان, ولعلنا نطرح من جديد الاسئلة المتعلقة بذلك, ونقول: هل يستطيع السيد جو بايدن حل الدولتين على أرض فلسطين؟ وهل يستطيع وقف تخصيب اليورانيوم في إيران؟..الإجابة على السؤالين معاً والتي لا تحتمل التأخير هي (لا) وما تحمل لا من صراحة وموضوعية, وإذا ما الحقنا (لماذا) بعد لا الصريحة, سيتحول الحديث تدريجياً عن الشروط الكافية, وما أدراكم ما الشروط الكافية.
الشروط الكافية لحل الدولتين على أرض فلسطين, ووقف تخصيب اليورانيوم في إيران, هي مفاتيح عند (إسرائيل) وبيد الإسرائيليين فقط, والحكمة الربانية (ولله في خلقه شؤون) أنه لم يُنزل الله عز وجل بذلك سورة أو اية في القرآن الكريم مباشرة, تؤكد هذا الأمر حتى يُصّدق ذلك الامر الناس والبشر ويصلوا إلى حد اليقين,..لكن هناك الكثير من الآيات القرآنية المباشرة والتي تتحدث عن إفساد بني إسرائيل في الأرض.
والدرس القابل للقراءة هنا هو, أن إسرائيل لن ولم توافق على حل الدولتين طالما هي قوية, وإيران لن ولم توافق على وقف تخصيب اليورانيوم طالما أن في إسرائيل يورانيوم مخصب, ومن هم قبل السيد جو بايدن من الرؤساء ومن سيأتون من بعده, هم جميعهم مجرد رمال متحركة تأتي وترحل.., صدقوني أن السيد جو بايدن سيضع دائرة حول الخيار ترك إسرائيل للزمن, كإجابة لسؤال من نوع ماذا تنصح العرب فعله تجاه إسرائيل؟ تاركاً كل من الخيارين: التطبيع مع إسرائيل, والحرب ضد إسرائيل ..كنصائح مستبعدة للعرب.
وبعد,
نصيحة جو بايدن للعرب ستدور حول ترك إسرائيل للزمن..