زاد الاردن الاخباري -
اعتقلت الشرطة الروسية المعارض أليكسي نافالني في مطار شيريميتييفو في موسكو عند منطقة فحص الجوازات مساء الأحد.
وأكدت سلطات السجون الروسية أنها اعتقلت نافالني لدى وصوله إلى موسكو بحجة انتهاكه شروط عقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ صدرت بحقه العام 2014.
وقال بيان لسلطات السجون إن نافالني سيبقى معتقلا إلى أن تتخذ المحكمة قرارا في شأنه.
وقال نافالني بعد نزوله من الطائرة بعد عودته من ألمانيا إلى روسيا: ”أنا سعيد بعودتي إلى وطني، هذا أسعد يوم منذ خمسة أشهر وأنا لست خائفا وأدعوكم أن لا تخافوا“.
وقبل ذلك، حوّلت السلطات الطائرة التي كانت تقلّه إلى مطار شيرميتيوفا بعد أن أغلقت مطار فنكوفو الذي يقع في موسكو، وكان يفترض أن تهبط فيه الطائرة، وذلك بسبب وجود حشد ضمّ مئات من أنصار المعارض الروسي البارز.
وذكر نافالني لدى صعوده إلى الطائرة التي أقلّته من برلين إلى موسكو، أنه يعتقد أن السلطات لن تعتقله، وأنه ليس هناك ما يدينه، مؤكدا أنه بريء.
لكن هيئة تنفيذ القانون الروسية كانت قد أعلنت اعتزامَها اعتقاله فور وصوله، على خلفية حكم قضائي سابق بحقه، في حين حذّرت النيابة العامة الروسية أنصاره من التجمهر في المطار.
وقبيل سفر المعارض الروسي عائدا إلى بلاده، سلّمت ألمانيا روسيا ملفا يتضمن معلومات عن تسميمه، وأكدت الخارجية الروسية تلقّي الملف، إلا أنها قالت إنه لا جديد فيه.
وأضاف ملف محاولة قتل نافالني مزيدا من التوترات إلى العلاقات بين روسيا من جهة وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي أكدت تعرض المعارض الروسي للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك".
ومنذ أواخر أغسطس/آب الماضي أقام نافالني في ألمانيا بعد ما أصيب بإعياء شديد أثناء رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية، وأدخل المستشفى في مدينة أومسك الروسية حيث بقي 48 ساعة، ثم نقل إلى برلين بحالة غيبوبة بعد ضغط مقربين منه.
وخرج من المستشفى في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، وخلصت 3 مختبرات أوروبية إلى أنه سمّم بمادة "نوفيتشوك" التي طوّرت أثناء الحقبة السوفياتية، وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رغم نفي موسكو المتكرر.
ويقول نافالني إن أجهزة الأمن الروسية دبّرت لاغتياله بأمر مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين، لكن موسكو تنفي ذلك جملة وتفصيلا، منددة بهذه الرواية التي عدّتها مؤامرة غربية، وشككت في النمط الصحي لحياة المعارض.
وتقول سلطات السجون الروسية إن نافالني لم يحترم حين كان في ألمانيا شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صدر بحقه عام 2014، يلزمه بالتوجّه مرتين في الشهر على الأقل إلى إدارة السجون.
وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي فتح بحق نافالني تحقيق بتهمة وقوع "احتيال واسع النطاق"، وأشارت لجنة التحقيق الفدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاقه مبلغ 3.9 ملايين يورو لأغراض شخصية، وكان مصدر هذه الأموال تبرعات جمعتها منظمات عدة يديرها هو بنفسه.
ويقول نافالني إنه لم يفكر قط في البقاء خارج روسيا لأنه لم يغادر وطنه مطلقا بمحض إرادته، و"وصل إلى ألمانيا في صندوق إنعاش".