أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن .. مطلق النار بالرابية لديه سجل جرمي توقف ضخ الديسي وتأثر مناطق بعمان والزرقاء - أسماء الحاج توفيق يدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في الإمارات .. نتنياهو: "حادث إرهابي" مجلس النواب : حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية المومني يكشف عن نوعية السلاح المستخدم بحادثة إطلاق النار في الرابية استمرت لساعتين .. تفاصيل حادثة الرابية القبض على شخص تسلل من سوريا للأردن 55.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالأردن لا معلومات مؤكدة حول اغتيال الامين العام لحزب الله إغلاق السير لتنفيذ أعمال صيانة لعدد من الجسور بعمان المومني: المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم الأردن .. سيدة تروي ما جرى في الرابية شواغر ومدعوون للمقابلة والامتحان التنافسي -أسماء الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة - تفاصيل ازدحام مروري اثر حادث انفصال رأس صهريج محمل "بمادة حمض الفسفوريك" على الطريق الصحراوي ‏بلسانٍ أردني مُبين: نرفض هذه التيّارات فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الدلو المثقوب وطريقة تفكيرنا

الدلو المثقوب وطريقة تفكيرنا

18-01-2021 03:37 AM

الدكتور: رشيد عبّاس - رفضت الفتاة النمساوية (ليزا) الشاب النمساوي (هير) أن يكون خطيباً لها مدّعية في ذلك أن ليس لدى هذا الشاب الجميل الثري المتعلم طريقة في التفكير على الاطلاق,..وهنا الحكاية التي نحن في صددها لم تُأخذ من قصص الف ليلة وليلة, أو من قصص كليلة ودمنة, فالحكاية إن صحّت روايتها وقعت في قرية (هالشتات) وهي من أجمل قرى الريف النمساوي، فعندما طلب الشاب هير يد الفتاة ليزا وجّهت له سؤال لتبحث عن طريقة التفكير عنده متجاوزة في ذلك جمال وغنى وتعليم هذا الشاب والتي تتمناها كل فتاة في شريك حياتها, فما هو السؤال البسيط الذي طرحته هذه الفتاة على من تقدم لخطبتها لتعرف من خلاله طريقة التفكير لدى هذا الشاب؟ لكن قبل أن اضعكم في صورة السؤال, لابد أن أنوّه إلى عمر تلك الفتاة, وعمر ذلك الشاب في تلك اللحظة, لقد كانت أعمارهم على الترتيب16 سنة, 22سنة قمرية.
يبدو أن طريقة التفكير لدى هذه الفتاة تجاوزت حدود الخطبة ووصلت به إلى أن هذا الشاب الجميل الثري المتعلم لا يمكن أن يكون خطيبا ولا زوجا ولا أبا ولا.. في قادم الأيام طالما أن طريقة تفكيره مشوّهة, نعم بسؤال بسيط استطاعت أن تكتشف قدرات هذا الشاب واستعداداته لمواجهة تحديات الحياة, وأعتقد جازما هنا أنها لو وجّهت مثل هذا السؤال لكثير من شبابنا اليوم لوضعتهم في تصنيفات قد تكون مثيرة للجدل, نعم بسؤال بسيط كشفت فيه طريقة تنشئة هير الأسرية, وكشفت فيه أيضاً حقيقة مفادها أن التعليم المدرسي والتعليم الجامعي ودور العبادة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تصنع طريقة التفكير عند الشباب, مؤكدة بذلك ما تطرقت إليه كثير من الأبحاث والدراسات العلمية والتي تقول أن تشكل طريقة التفكير لدى الإنسان تبدأ منذُ أن كان الجنين (نطفة) في قراره المكين, وحتى سن الثانية من عمر الطفل.
قد يقلّل البعض منا من خطورة التنشئة الأسرية في تشكيل وتشكل (طريق التفكير) لدى أطفالنا في الاشياء من حولنا, والتي ستنعكس بالضرورة سلباً أو أيجاباً لاحقاً على مجمل شؤون حياتهم المادية والمعنوية,..طريقة التفكير يا سادة يا كرام هي الهوية الشخصية التي يحملها الإنسانة معه مدى الحياة وليس لها تاريخ انتهاء ويعبر من خلالها الانسان إلى كل الأجواء والفضاءات من حوله, وتنعكس على جميع تصرفاته من الألف إلى الياء, وتتكشف من خلالها فيما بعد شخصيته وطريقة تعامله مع نفسه ومع الآخرين.
بطريقة التفكير الصحيح نختار الأنسب من بين جميع البدائل المطروحة لدينا, وبطريقة التفكير الصحيح نفرّق بكل وضوح بين الحق والباطل لتستقيم حياتنا, وبطريقة التفكير الصحيح نميّز الغض من السمين في الوقت الذي اختلطت به الاشياء, وبطريقة التفكير الصحيح نغزوا الفضاء الرحب من حولنا, وبطريقة التفكير الصحيح نحمي صحة الانسان من الاوبئة والامراض التي تنتشر بسرعة يوما بعد يوم, وبطريقة التفكير الصحيح نطرح تعليما حديثا نواجه فيه متطلبات العصر, وبطريقة التفكير الصحيح نحوّل التحديات التي تواجهنا إلى فرص نجاح.. وهذا هو مربط الفرس هنا كما يقال.
الفتاة النمساوية (ليزا) رفضت الشاب النمساوي (هير) لأن يكون خطيباً لها منذُ البداية, كونه ليس لديه طريقة تفكير واضحة المعالم في تحوّيل التحديات إلى فرص نجاح, وقد اكتشفت ذلك من خلال هروبه وتلبكه وتردده من سؤالها المباشر له والذي كان يدور حول: كيف نستثمر نقل الماء مسافة معينة بسطل مثقوب من النبع إلى المنزل؟ مع اننا مُلزمين بمثل هذا السطل وتلك المسافة يوميا؟
وبعد,
يبدوا أن بعض المسؤولين عندنا سامحهم الله لم يقرؤوا قصة (الدلو المثقوب) وهي من أعظم القصص العالمية والتي لها دلالات واسعة تتجدد يوما بعد يوم, لذا ادعوا الجميع قراءة قصة (الدلو المثقوب) ثلاث مرات يوميا وقبل الأكل, من أجل أن نغير ونخرج طوعاً من صناديق تفكيرنا التقليدية, تلك التي دمّرت كل شيء من حولنا.










تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع