زاد الاردن الاخباري -
ان معاندة الافكار الثورية الاصلاحية ، ليست صفة لصيقة بالحاكم او الحكومة فهي ايضا قد تكون ناشئة عن سلوك الرعية و افكارهم و تقاليدهم التي يتحتم تغييرها لتطور الحياة .
بناء عشرات الجسور و الانفاق التي تكتظ اليوم بالحركة ، و انشاء الجامعات الاهليه التي تخرج الاف الطلبة ، والعمل على برنامج الحكومة الالكترونية ، هي شاهد اليوم على حجم الاتهامات و السخط و اللعنات التي كيلت فيما مضى عند التفكير بهذه المشاريع وعند المباشرة بها.
هذا لا يعني تنزيه اي مسؤول تربح باي طريق غير مشروع ، و لا يعني التنازل عن مطالب تكافؤ الفرص في التراخيص و العطاءات وغير ذلك .
ولا يعمينا ذلك عن رؤية كل ما فيه نماء المجتمع ، وتحسين الحياة اليومية في النقل ، و التعليم ، و الصحة .
ان مساحة النقد المشروع بل و الضروري ، لا تصل
الى حد المعاندة للمشروعات الوطنية .
في العام ٩٣ او ٩٤ على وجه التقريب ، حدثني والدي رحمه الله وقد كان نائبا حينها ، عن حوار خاص ، بحكم صلة ودية بينه و بين رئيس الوزراء المكلف آنذاك ، وقد كانت الحكومة تستمع لخطابات النواب إبان التصويت على الثقة .
بحكم ما بينهما من مودة ، اسر رئيس الوزراء المكلف لوالدي بكلمتين تصف مشاعر الرئيس ازاء ما سمع من خطابات :
( أعداء النجاح ).
كان في عيون والدي لغة لم افهمها حين حدثني بذلك الموقف ، لغة تحمل شفقة على ذلك الرئيس، و كان و الدي احد الحاجبين الثقة ، كانما اراد والدي ان يقول لي وانا طالب جامعي ، تاكد اننا و ان كنّا نحجب الثقة لكن ليس لدينا اي ضغينة سياسية للمسؤول وبرامجه الاصلاحية .
فعدو النجاح هو الضغينه و الغضب الكامن فيها و فينا انا وانت ، العدو الذي يحرمنا الفرصة في ان نمنح ابناءنا رؤية المستقبل بعيدا عن اليأس ، الابناء الذين يجتهدون على مقاعد الدراسة الصفية او الجامعية و ينظرون الى المستقبل بعيون آبائهم .
اليوم لا استطيع ان اتقبل كل هذا التطبيل و التزمير لخطاب نائب موقر ، يدعوا ( للمشارطة ) حتى تنجح المشاركة ، على قاعدة ، اشركونا في الوزارة الا......
المشاركة بين مؤسسات الدولة مصطلح دارج في العمل العام ، و له جذور في كل المعاجم اللغوية ، وهي النواة لاهل الاصطلاح في القانون و القضاء و الفقه و الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و الحكم .
واذا كان البرلمان مؤسسة رقابة وتشريع ، فلا يتاتي
ذلك بضرب مصداقية مؤسسات الدولة جمعاء ، واذا كان بناء الدولة و نهضتها هو ما ينشده كل سياسي غيور ، افلا يتحصل ذلك دون النيل من مؤسسات الوطن وسياجه المنيع .
في السياق فان المسؤول الحكومي ، لا ينبغي له ان يحمل سياط الجلاد مع المشروعات الاصلاحية ، بل
ينبغي ان يستوعب قدرات الرعية و طاقاتها و امكانياتها ، و ان يرفق بها في كل شؤونها
ان الله رفيق يحب الرفق .
اللهم من ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق فارفق به ، ومن شق عليهم فاشقق عليه.