زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس الجامعة الاردنية د. عبدالكريم القضاة، اننا ننفذ في الجامعة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بالارتقاء بالتعليم العالي.
وأكد القضاة، في حوار مع «الدستور»، ان الاردن امتلك زمام المبادرة بشأن قضية التعلم عن بُعد، حيث اثبتت الجامعات ومن خلال التعاون مع مجلس التعليم العالي قدرتها على مواجهة التحديات والثبات بالمواقف الصعبة، مؤكدا ان التجربة كانت جيدة مع تحفظات عانى منها العالم بأسره وتمكنت الجامعات من تخطيها وتجاوزها بشكل مدروس وثابت.
وأشار الى ان الجامعة الاردنية أقرت عملية ربط التسجيل للمساقات الجامعية مع الدفع، لأن غير ذلك يسبب ارباكا ماليا كبيرا للجامعة ويشكل عائقا أمام العديد من التفاصيل، وقد أقر مجلس عمدائها وابتداء من العام الجامعي المقبل العودة لما كان مطبق بالسابق وهو الامر الطبيعي دوما.
وكشف القضاة ان عملية التعلم عن بعد اظهرت العديد من حالات الغش لدى الطلبة، فقد زادت العلامات بشكل كبير وملحوظ، وأقرت الجامعة عملية حل الاسئلة باتجاه واحد وهو قرار لا رجعة عنه وسيحد من عمليات التحايل الاكاديمي، لان المصلحة الرئيسية هي مخرجات التعليم والحفاظ على جودة الخريج.
القضاة عرج خلال اللقاء على كافة القضايا الجامعية، وكشف عن مشاريع ستكتمل العام الحالي، مبينا أن عمل رئيس الجامعة يعتمد على روح الفريق داخل الجامعة ووزارة التعليم العالي.
ربط التسجيل بالدفع.
واعتبر القضاة ان قرار مجلس عمداء الجامعة ربط عملية تسجيل الطلبة بالدفع من شأنها عدم ارباك العملية المالية داخل الجامعة وترتيب اوراق الطلبة، مبينا ان العملية ستبدأ اعتبارا من العام الجامعي المقبل حيث سيكون الدفع والتسجيل معا، وللطالب حرية مطلقة بوقت التسجيل والدفع، معتبرا أن تاخير الدفع «سجل وادفع لاحقا» أحدث ارباكا ماليا في موازنة الجامعة.
وقال انه تم تأخير دفع أقساط الفصل الثاني حتى الثامن والعشرين من الشهر الحالي مراعاة لظروف الطلبة ومطالباتهم، لكن ستعود الامور العام الجامعي المقبل الى سابق عهدها، مراعاة أيضا لظرف الجامعة وقدرتها على استمرار تقديم خدماتها الاكاديمية للطلبة بكل الظروف.
وحول زيادات الاداريين والعاملين قال «اوصينا بزيادة العاملين في الجامعة وسنتابع الموضوع مع وزارة التعليم العالي ونحن نقدر الوضع المالي للوطن، والحكومة تقوم بجهد كبير لدعم الجامعات ماليا وغير ذلك»، مشيرا الى ان الزيادات التي تم اقرارها العام الماضي قبل الكورونا كانت تسير وفقا للنهج الرسمي ومرورا بكل الطرق حتى اوقفتها الكورونا، والامور ليست بيد الجامعة الان فهو قرار دولة، ومرتبط بتعديل نظام، وبانتظار ان تفرج الامور ليعم الخير والايجابية على الجميع.
مجلس التعليم العالي والجامعات
وقال القضاة، ان الاردن استطاع ان يتعامل مع كافة الملفات مهما صعبت، فقد جاءت تحديات جائحة كورونا، لتظهر مدى قدرتنا جميعا على التعامل مع الظروف والطلبة وكافة التفاصيل، واثبتت الجامعات من خلال تطبيق تجربة التعلم عن بعد انها نجحت بنسبة جيدة جدا، فالتشاركية مع مجلس التعليم العالي كانت عالية، ولم ترتبك الوزارة بل استطاعت ان تحول الملف كاملا الى ملف الكتروني ولم يكن مثاليا بل كان هنالك تجاوب مع التحدي، وكوطن كنا امام خيارين اما ان يبقى الطلبة في بيوتهم وبين ان تجد طرقا خلاقة للتعامل مع الازمة.
واوضح القضاة أن التعليم الالكتروني جزء مهم في التعليم الان وفي المستقبل لكنه بطبيعة الحال يواجه تحديات، ورغم محدودية الموارد والخبرات لكن عملية التعلم عن بعد نجحت الى حد كبير لكن هنالك تحديات، فالتفاعل الحقيقي بعملية التعليم هو حالة علاقة تشاركية بين طالب ومدرس، وليس علاقة استاذ بميكروفون وتلقي معلومات عبر الشاشة، فالجوانب التفاعلية هي التي تصقل الشخصية وتبني الطالب، وتلك غيبتها الظروف لكن بالامكانيات والتحديات التي فرضت ولا زالت مفروضة فالعملية تمت بشكل جيد ومقبول، لكنها ووجهت بتحديات وأخطاء لا يمكن انكارها.
وتحدث القضاة عن تحد اخر وهو ضبط الامتحانات، قائلا، ليس سهلا ان تضبط الامتحانات بذات الطريقة السابقة، وكان هنالك حالات ولو قليلة لجأت الى «الغش» وهذا ما أظهرته عملية تقييم العلامات التي شارفت في بعض المواد لفئة من الطلبة حدود العلامة الكاملة، وفرق واضح بالتقييم عن الفصول السابقة.
واضطرت الجامعة للتفكير بسيناريوهات مختلفة كان ابرزها تغيير في نظام الامتحانات من حيث ضرورة استغلال الوقت داخل الامتحان والحل باتجاه واحد، اي دون امكانية الرجوع للسؤال مرة أخرى وذلك لضبط العملية، قائلا «لا يمكننا الاعتماد على حالة مثالية ونحن مضطرون على سن هذه العملية وكيف لي ان اضبط الامتحان ككل وهو امر اضطرينا لعمله بسبب الواقع الموضوعي والعملي، مضيفا أن دراسات تقول ان خيارك الاول بالامتحانات هو خيارك الاخير والاكثر صحة، وقد تغيره للخطأ، وعليك حسم امورك بضبط وقت الامتحان لعدم امكانية التلاعب والمساعدة بحل الاسئلة بأي شكل كان، وكانت هي الوسيلة الوحيدة بمثل تلك الظروف الاستثنائية وتقلل من احتمال اختراق الامتحان او التحايل او الغش.
وأشار الى اختلاف علامات الطلبة خلال الكورونا، قائلا «لا نريد اخفاء الواقع في حالات وهناك لجان تحقيق ونتائج تظهر ارتفاعا ملموسا بعلامات الطلبة وهي تقترب الى المئة وعلامات صادمة بتخصص ما، تثبت ان هنالك خطأ وغشا واضحا، وهو ليس لصالح الطالب تحت أي ظرف.
القادم أفضل
القضاة أكد أن القادم سيكون أفضل وأجمل، فقد تبنت الجامعة وتتبنى مشاريع لمصلحة الوطن وحرمها الجامعي، فقد اضيئت مجموعة من الكليات على «الطاقة الشمسية»، فالاساس ان تصل فاتورة الكهرباء الى صفر ومن المتوقع ان تنتهي الامور بشكل كامل في نيسان المقبل وسنوفر حوالي ثمانية ملايين دينار سنويا، وهو مشروع استراتيجي وسيدعم الجامعة وموازنتها بشكل كبير.
وقال ان هناك مفاجآت لطلبة الجامعة ستكون بين أيديهم عام 2021 حيث سندعم حركة التنقل داخل الجامعة من خلال قطار شحن من الصين وصل قبل نحو شهر سيسير داخل الجامعة، وهذا القطار الكهربائي يتسع لـــ 75 راكبا وهناك منطقة لذوي الاحتياجات الخاصة، والطريق يبدأ من كلية التربية وينتهي بالبوابة الجنوبية، ومن المتوقع ان يكون قيد التنفيذ بداية الفصل الدراسي الثاني، اضافة لذلك تم التبرع للجامعة بثلاثة باصات ستنقل بعض الطلبة غير القادرين على الاستفادة من القطار، وذلك لتسهيل حركتهم وايصالهم الى محاضراتهم بالوقت المناسب.
البحث العلمي.. ضبط ومستقبل مختلف
وتحدث القضاة عن البحث العلمي في الاردن، مبينا انه يواجه مجموعة تحديات، اولها انه لم يضف لمسيرة الوطن والتنمية الشيء الكثير، وقد استعمل فقط لغايات الترقية وابتعد عن هدفه، حيث أن البحث العلمي بالعالم كما هو مفترض أن يكون انتاجي، وتم وضع هذه القضية في شروط الترقية حيث يشترط على عضو هيئة التدريس ان لا يترقى الى رتبة استاذ الا اذا أحضر بحثا على الواقع ليكون منحى تطبيقيا، وهذا قرار لا رجعة عنه وتم اتخاذ قرار قطعي بشأنه من مجلس العمداء.
كما أن الجامعة ضبطت عملية انتاجية الباحث، فقد أظهر البعض أنه عندما يترقى تقل انتاجيته ـ فجاءت القرارات لتحسم أنه اذا لم ينشر بحثا خلال سنتين توقف زيادته السنوية ومن يتعدى الخمس سنوات دون بحث يفصل من الجامعة وهو امر يطبق على رئيس الجامعة اولا قبل أي عضو أخر، حيث حصل أن تم ايقاف الزيادة السنوية لحوالي 300 -400 عضو هيئة تدريس العام الماضي.
وأشار الى ان البعض قدموا استقالاتهم ممن مضى عليهم خمس سنوات دون أن يقدموا بحثا، مؤكدا انه لا مصلحة لنا بفصل اي عضو هيئة تدريس لكن من غير المقبول ان لا ينشر عضو هيئة تدريس لسنوات خمس أي بحث، وقال ان 22 استاذا جامعيا لم يقدموا بحوثا لخمس سنوات لكن الجامعة لم تتخذ قرارا بفصلهم حتى الان والعدد مرشح للزيادة سنويا.
وحسم القضاة قضية البحث العلمي قائلا «لا تهاون في تطبيق التشريعات الناظمة التي تنص على ايقاف الزيادة لعضو الهيئة التدريسية، واذا اقتضى الامر الفصل النهائي في حال لم يقم بواجباته البحثية».
وأشار الى ان الجامعة تمنح مكافأة للباحثين الذين ينشرون بحوثا جيدة حيث تمت مضاعفة المبلع لمن ينشر بحثا يحمل انتاجا علميا ممتازا حيث تتولى الجامعة اجور النشر وتمنحه مكافأة يستحقها.
التصنيفات.. أين الأردنية منها؟
القضاة أكد أن «الاردنية» تألقت العام الماضي رغم الظروف، حيث كانت مجموعة برامج منها التمريض وطب الاسنان وهندسة الحاسوب وكانت ضمن الارقام بين 150-400 في أحد ابرز واهم التصنيفات العالمية «تصنيف شنغهاي».
وقال سنعمل ونبقى من أجل أن نكون دوما بالمقدمة، وقد خطت الجامعات الاردنية خطوات مهمة في العديد من المجالات والتصنيفات، ونجاح أي من الجامعات الاردنية هو نجاح للاردن والوطن.
فرع العقبة.. قصة نجاح
واكد القضاة، ان فرع العقبة هو قصة نجاح رغم أية أحاديث عنها، وقد عمل منذ فترة على مضاعفة أعداد طلبته من 250 الى 2500 طالب، وهنالك مشاريع فتح تخصصات جديدة كالتمريض والحقوق لحاجة وطلب السوق المحلي وابناء المنطقة لها.
وأضاف أن فرع العقبة يعمل ليلا نهارا من أجل ان يكون في الطليعة، حيث أنه يخدم ابناء المنطقة وابناء الشمال والوسط الذين يأتون راغبين بالالتحاق ببرامجه.
وقال دعمنا «أردنية العقبة» ماليا لتقف على قدميها وأصبح دخل الجامعة يوازي نفقاتها، ونأمل ان تتلقى دعما ليزيد ألقها وتفتح ذراعيها دائما لكل من يطرق بابها.
أجرت الحوار: أمان السائح - الدستور