زاد الاردن الاخباري -
حرم “فيروس كورونا” فقراء مخيم الشهيد عزمي المفتي في اربد من طبيبهم الدكتور عكرمة رضوان النابلسي الذي توفي أمس متأثرا بإصابته بالفيروس.
ونعت نقابة الأطباء بمزيد من الحزن والأسى الدكتور النابلسي، الذي التحق بقافلة شهداء العمل والواجب.
والطبيب النابلسي يمارس مهنة الطب العام داخل عيادته المتواضعة في المخيم منذ أكثر من 25 عاما، ويؤمه يوميا عشرات المواطنين من شتى مناطق المحافظة، إضافة إلى مرضى من دول عربية.
وإضافة إلى ان النابلسي كان يتقاضى أجرة رمزية على العلاج، فانه يتميز بقدرته على تشخيص الأمراض وعلاجها.
وبحسب مقربين من المرحوم النابلسي، كان لا يتقاضى أجورا من الأشخاص الفقراء وان تقاضاها فانها لا تتجاوز الدينار أوالدينارين، إلا انه اضطر الى رفعها بعد شكاوى عليه لنقابة الأطباء.
وأغلقت عيادة الطبيب النابلسي الموجودة في وسط المخيم بعد الإعلان عن وفاته، واضطر عشرات المراجعين لعيادته الى العودة الى منازلهم بعدما تفاجأوا بخبر وفاته.
وقال امجد الزبيدي احد سكان المخيم، ان الطبيب النابلسي كان معروفا عنه انه طبيب الفقراء في المخيم هو وطبيب اخر، مشيرا الى ان كشفيته كانت قبل سنوات لا تتعدى الدينار، لكنه اضطر الى رفعها بعد شكاوى عديدة عليه، مؤكدا انه في كثير من الأحيان كان لا يأخذ اي اجور وخصوصا من الأسر الفقيرة.
وأشار إلى ان الطبيب النابلسي كان يصرف ادوية مجانية للفقراء الذين لا يملكون اي نقود لشراء العلاج، من خلال الأدوية غير المخصصة للبيع، مشيرا الى ان العيادة كان يؤمها العشرات من المرضى يوميا من جميع مناطق المحافظة والمملكة لما عرف عن الطبيب من قدرته على تشخيص المرض وعلاجه.
وأضاف ان النابلسي يحظى باحترام جميع ابناء المخيم البالغ عدد سكانه 40 الف نسمة، لما كان يقدمه من خدمة إنسانية بأسعار رمزية، مبينا ان الطبيب النابلسي كان لا يتخذ مهنة الطب مهنة وإنما هي عمل إنساني لا يجني منه المال بقدر ما كان يؤدي رسالة إنسانية.
وكانت مدينة اربد فقدت قبل عام الطبيب رضوان السعد من مخيم اربد بعد 40 عاما أمضاها داخل عيادته في المخيم وكان يسمى بطبيب الفقراء والغلابى، وخصوصا ان العلاج والكشفية كانت لديه شبه مجانية للمرضى، لذا كان يؤم عيادته عشرات المواطنين للعلاج يوميا.
وبعد وفاته أقيمت له جنازة مهيبة حضرها مئات المواطنين من شتى مناطق المحافظة، فيما قررت البلدية تسمية احد الشوارع باسمه، لما قدمه من خدمات إنسانية طيلة السنوات الماضية.
الدكتور السعد كان يعالج المواطنين بدينار واحد فقط، والفقراء بشكل مجاني حتى لو تتكرر مراجعتهم أكثر من مرة في اليوم الواحد، إضافة إلى أن المرحوم كان لا يتقاضى إلا كشفية من رب الأسرة في حال وجود أكثر من فرد من الأسرة نفسها.
و“كان المراجعون والمرضى يغادرون عيادة المرحوم السعد فرحين بالرغم من المرض الذي يعانونه لمعاملته الإنسانية بعيداً عن التجارة كما هي الآن لدى العديد من الأطباء”، بحسب ما قال عدد من المشيعين.
احمد التميمي - الغد