الدكتور: رشيد عبّاس - يتزامن دوام طلبة المدارس والجامعات في المملكة الاردنية الهاشمية للفصل الدراسي الثاني 2021م مع انفراج نسبي حذر في انحصار جائحة فيروس كورونا, وقبل أيام قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة ممثلة بمعالي وزيرها الدكتور تيسير النعيمي بوضع آليات (تدرج) لدوام طلبة المدارس الحكومة والخاصة منها, وقد لاقى هذا القرار ارتياح نوعا ما لدى أوساط المجتمع المحلي,..هذه الايام يدور الحديث عن وضع آليات لدوام طلبة الجامعات الاردنية الحكومية والخاصة, وفي لقاء متلفز مع معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد ابو قديس والذي أكد فيه أن الوزارة ستقوم بالإعلان عن طبيعة وآليات دوام طلبة الجامعات للفصل الدراسي الثاني, والذي قد يبدأ كما فهمنا منه بتاريخ 21/2/ 2021م.
وهنا نؤكد لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد ابو قديس ومن باب المشاركة في الرأي, نؤكد الاتي:
أولا: أعداد الطلبة في أي جامعة من الجامعات الحكومية أو الخاصة أكثر بكثير من أعداد طلبة أي مدرسة من مدارس وزارة التربية والتعليم, وهذا يعني أن ما يناسب المدارس من آليات قد لا يناسب بالضرورة الجامعات.
ثانيا: سيتواجد في بعض قاعات الجامعات ومدرجاتها مهما كان (مستوى التباعد) أعداد كبيرة من الطلبة, وهذا من شأنه أن يشكّل خطورة على انتشار الوباء عند طلبة الجامعات.
ثالثا: سيتواجد في بعض مختبرات الجامعات مهما كان (مستوى التباعد) أعداد كبيرة من الطلبة, وهذا من شأنه أن يشكّل خطورة على انتشار الوباء عند طلبة الجامعات.
رابعا: سيتواجد في بعض كفتيريات ومقاهي الجامعات مهما كان (مستوى التباعد) أعداد كبيرة من الطلبة, وهذا من شأنه أن يشكّل خطورة على انتشار الوباء عند طلبة الجامعات.
خامسا: سيتواجد في بعض باصات ووسائل نقل طلبة الجامعات مهما كان (مستوى التباعد) أعداد كبيرة من الطلبة, وهذا من شأنه أن يشكّل خطورة على انتشار الوباء عند طلبة الجامعات.
سادسا: سيتواجد في بعض مكتبات الجامعات مهما كان (مستوى التباعد) أعداد كبيرة من الطلبة, وهذا من شأنه أن يشكّل خطورة على انتشار الوباء عند طلبة الجامعات.
والحديث هنا عن مرافق الجامعات وأنشطتها وفعالياتها ومدى تواجد وتفاعل الطلبة فيها يطول ولا يتسع له المكان في مثل هذه المقالة السريعة, وعليه فقد وجب الاختصار.
اعتقد جازما أن هناك خبرة قد تشكّلت لدى معظم الجامعات في التعلم عن بعد من خلال تطبيقه في الفصول السابقة مع إقرارنا بوجود بعض الثغرات التي ما زالت موجودة ويمكن السيطرة عليها في جانب التدريس والتقييم عن بعد.
أعتقد أن الاستمرار في طريقة (التعلم عن بعد) للفصل الدراسي الثاني من هذا العام في جامعاتنا الاردنية مطلب صحي ومطلب مجتمعي ومطلب أنساني في آن واحد قد يجنّبنا كثير من المشاكل والمجازفات التي نحن بغنى عنها, راجين من الله عز وجل أن يجنّبنا هذه الجائحة في أسرع وقت ممكن وتعود أمورنا وشؤوننا التعليمة في المدارس والجامعات كافة كما كانت عليه الحال قبل هذه الجائحة وأحسن.
وبعد,,
تجربة التعلم عن بعد تجربة ينبغي أن نستفيد منها, وأن نطورها ونحسّن من آلياتها, وأن تبقى اداراتنا متهيئة له كبديل استراتيجي في قادم الايام, فقد نلجأ إلى هذا الاسلوب من التعلم في أي لحظة من اللحظات, واليوم الذي سيتخلى فيه العالم عن التعلم الوجاهي واستبداله بالتعلم عن بعد هو يوم قادم لا محال, والله اعلم.