رمضان الرواشدة - منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية في العام 1999 وحتى الآن يحمل جلالته القضية الفلسطينية في حله وترحاله وفي كل لقاءاته مع كبار المسؤولين العالميين من شرق الكرة الارضية الى غربها ادراكا من جلالته بأن القضية الفلسطينية هي في المقام الاول قضية الشعب الاردني وان حلها حلا عادلا يعيد الحقوق الى اصحابها وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مصلحة عليا للامن الوطني والقومي الاردني.
الاردن تاريخيا وعشائريا وسكانيا هو الاقرب الى الفلسطينيين وفي الوقت الذي تخلت فيه دول كثيرة عن تقديم الدعم للفلسطينيين كان الاردن المبادر الاول لنجدتهم على مختلف الصعد.
في خطابه الاخيرة يوم الخميس الماضي امام منتدى دافوس الاقتصادي وفي دعوته دول العالم الى توفير اللقاحات لفيروس كورونا بعدالة بين دول العالم وعدم اقتصارها على الدول الغنية لم ينس جلالته معاناة الشعب الفلسطيني حيث دعا الى دعم السلطة الفلسطينية طبيا بتوفير اللقاح وفي نفس الوقت انتقد الاجراءات الاسرائيلية التي منعت اللقاح عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تاريخيا بقي الملك عبدالله يطرح وجهة نظره القائمة على حل الصراع مع اسرائيل على اساس حل الدولتين ولم يتخل عن هذا الطرح ابدا رغم ان دولا عربية عديدة كانت تنصح الاردن بالتخلي عنه وخاصة بعدما طرح الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب خطته للسلام المسماة " صفقة القرن " والتي رفضها الاردن انطلاقا من انها لا تلبي الحد المعقول باقامة الدولة الفسلطينية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا خاصة ان غالبية اللاجئين هم في الاردن .
الآن مع مجيء ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن يصعّد الملك من حملته لإعادة تموضع القضية الفلسطينية خاصة ان بايدن حسب مسؤول في حملته قال لصحيفة الواشنطن بوست ان المكالمة الهاتفية مع الملك عبدالله بعد فوز بايدن باسبوعين اكد بايدن خلالها على دعمه للمبدأ الذي ينادي به جلالة الملك وهو حل الدولتين. وبعيدا عن الافراط بالتفاؤل كما يقول بعض السياسيين الاردنيين فإن تصريحات مهمة صدرت عن اركان ادارة الرئيس بايدن تشير الى تأكيدهم على مبدأ حل الدولتين . وقبل يومين اوعز جلالة الملك لوزير الخارجية بطرح موضوع العودة الى فتح ممثليات فلسطينية في امريكا واعادة الدعم المالي للسلطة وهما قراران اوقفهما الرئيس السابق ترامب. وبالفعل ففي اتصال هاتفي لوزير الخارجية مع نظيره الامريكي بلينكن تم طرح هذا الموضوع الهام الذي تحدث به جلالة الملك اكثر من مرة .
الادارة الامريكية يهمها تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الاردن والاردن يستغل هذه العلاقة لدعم الاشقاء الفلسطينيين الذين يمرون بمحنة تاريخية نتيجة الصلف والتعنت الاسرائيلي وممارساته العنصرية تجاه الفلسطينيين واستمراره في خطواته الاحادية وفي اولها الاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية وهو ما يقّوض فرص السلام المبني على حلول عادلة.
الملك عبدالله يحمل في فكره وفي كل خطاباته ومواقفه وتصريحاته داخل الاردن ومع الزعماء العرب ومع زعماء العالم الهمّ الفلسطيني
لانه همّ اردني ومصلحة اردنية عربية والملك خير من يتحدث به امام العالم .
awsnasam@yahoo.com