بعد أسبوع من الهجوم الدامي والبشع الذي تبناه تنظيم داعش وسط سوق شعبي ببغداد وأدى الى قتل وجرح العشرات من المواطنين العراقيين الأبرياء ، فقد توعد العراق برد مزلزل بدأه التحالف الدولي أولاً بالقضاء على زعيم عصابة الشر المدعو أبو ياسر العيساوي ، الذي يطلق على نفسه في التنظيم نائب الخليفة ووالي العراق وذلك في عملية استخبارية نوعية ، والعيساوي الذي ينحدر من بلدة الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة في محافظة الأنبار هو قيادي كبير في داعش الذي سيطر في أعوام سابقة على نحو ثلث أراضي العراق وأجزاء واسعة من سوريا قبل أن يتراجع نفوذه وينحسر في خلايا تنشط في مناطق صحراوية وجبلية .
وفي عملية ثأر الشهداء كما سماها العراق جاء الرد على التنظيم في سلسلة غارات جوية ناجحة أسفرت عن مقتل عشرة على الأقل من أفراده من خلال ضربات جوية موجعة لقواعده في وادي الشاي جنوب مدينة كركوك ، بعد أعلنت السلطات العراقية أنها صارت تحت ضغوط شعبية تطالب بمطاردة المتشددين والإطاحة بقيادات وعناصر داعش وتنفيذ حكم الإعدام على آلاف السجناء الإرهابيين في السجون العراقية .
وبهذه الضربة الجوية الكبيرة لقواعد التنظيم فقد تم تأمين أكثر من 450 كيلو متر مربع من الحدود العراقية السورية التي تشكل أماكن تسلل عناصر داعش ما بين البلدين ، كما غدا التنظيم الإرهابي في وضع هش مكشوف لدى جهازي مكافحة الإرهاب والاستخبارات التابع للتحالف الدولي ، حيث يتوقع المراقبون والمحللون العسكريون أن تصيب العملية القادمة زعيم تنظيم الدولة الجديد المدعو أبو إبراهيم القرشي الذي غدا متخبطا في تنقلاته وأماكن نومه ، بعد أن خلف رأس التنظيم أبو بكر البغدادي الذي قتل في جحره في الأراضي السورية ، حيث خسر داعش خلال العامين الماضيين معظم مقاتليه وقياديه ومن بينهم المتحدث الرسمي لتنظيم الدولة أبو حسن المهاجر بعملية أمريكية بريف حلب الى جانب مقتل العشرات من إرهابيي داعش .
لقد دعوت في وقت سابق العراقيين والعرب جميعهم للوقوف جنباً الى جنب مع حكوماتهم في محاربة هذا التنظيم الوحشي اللئيم ، وتوحيد صفوفهم وتتبع كافة العناصر الخبيثة والمشبوهة التي تؤيد وتدعم هذه الجماعات التكفيرية المتطرفة ، وتخليص البشر منهم بإعلان الحرب عليهم ، لأنهم السبب في جلب الأذى والويلات لوطننا وأمتنا العربية والإسلامية .
لقد أصبح تنظيم داعش بعد مقتل قادته واحداً تلو الآخر ، في وضع أحرى بأفراده أن يلقوا سلاحهم ويسلموا أنفسهم ، لأن مصيرهم صار حتمياً بين القتل أو الأسر ، فأولى بهم أن يغيروا مسارهم بالعودة الى بلدانهم وعائلاتهم وأطفالهم ، وأن يتحرروا من الأفكار الجهنمية التي قادتهم الى ارتكاب الجرائم وسفك الدماء البريئة ، وأن يستغفروا الله على ما ارتكبوا من أعمال وشرور تغضب وجه الله وتودي بهم الى النار والجحيم .